شهدت العاصمة الاقتصادية في 15 أبريل 1962 ميلاد نجمة، ستخلد اسمها بمداد من فخر، وستكتب جزءا من تاريخ الرياضة الوطنية، بحبر من ذهب، وسترفع راية الوطن عاليا.نوال المتوكل، أول امرأة عربية وإفريقية تتذوق حلاوة الذهب الأولمبي، حينما أحرزت ذهبية 400 متر حواجز، في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، لتنطلق مسيرتها الرياضية على أفضل نحو، مستثمرة إنجازها التاريخي، لتبلغ أعلى الدرجات وأسماها محليا وعالميا. حكاية نوال مع التألق ترويها لقراء “الصباح” منذ البداية، بأدق تفاصيلها، إلى أن أصبحت نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، بفضل ذكائها ونبوغها، بعيدا عن مضمار السباق، الذي قادها إلى كل هذا التألق. حكاية نوال مع التألق ترويها في فصول ومحطات، وتفتخر أن محطتها الأولى كانت رفقة والدها في فضاء “كازابلانكنيز”. ولادتي كانت قيصرية في ثامن غشت 1984، شاهد ملايين المتتبعين من جمهور حاضر أو مشاهدين عبر الشاشة الصغيرة، فتاة شابة مهرولة على حلبة “كوليزيوم” بلوس أنجلوس، تبكي من شدة الفرحة، وهي حائرة لأنها لم تستوعب بعد عظمة الإنجاز الذي حققته.فقد تمكنت المغربية نوال المتوكل من الفوز بالميدالية الذهبية لسباق مسافة 400متر حواجز، في إنجاز غير مسبوق في تاريخ ألعاب القوى المغربية والقارية والعربية. أجمل ما في الإنجاز الرائع، مشهد البطلة المغربية وهي ترفع العلم الوطني المغربي وتحوم به في حلبة الشرف، أمام جمهور هو الآخر طال به الوقت قبل أن يستوعب الحدث، ويحول وقع المفاجأة إلى يقين وقناعة بهذه الفتاة النحيفة والصغيرة والجميلة.الجميل كذلك أنها صرحت في أحد اللقاءات الصحافية، أنها في تلك اللحظة تذكرت والدها المتوفى قبل أيام، تذكرت كذلك ساعات الفسحة التي قضتها مع إخوانها وهي تجري على رمال مسبح أنفا بالبيضاء مسقط الرأس. هذا الإنجاز وبهذه الأهمية والحجم وما خلفه من أصداء عبر العالم، من شأنه أن يظل راسخا في الأذهان.الجانب النفسي والسيكولوجي لم يخل من تفاعل البطلة مع الحدث، خاصة عندما ذكرت أنها كانت في صراع مع الحلبة والحواجز التي كانت تبدو جد عالية، وصعبة التخطي، وفي الوقت نفسه تحلم بإهداء الذهب لوالدها المتوفي. لأن هناك إيمانا ورغبة وإرادة وحب. لذا فإن الحافز أصبح حوافز، والنتيجة جاءت بالوسيلة.تقول نوال المتوكل، “من اللحظات التي لا يمكنني أن أنساها تلك التي تسلمت فيها الذهب الأولمبي من يدي الأب الروحي للرياضة الوطنية الحاج محمد بنجلون حينما قال لي لقد شرفت وطنك وملكك. الله يرضى عليك”. بداية المشوار بدأت البطلة نوال المتوكل مسارها الرياضي سنة 1978 تحت إشراف مدربها الفرنسي جون فرانسوا كوكان. الأخير وبعد افتحاص دقيق في مؤهلاتها التقنية والبدنية والسيكولوجية، أشار عليها وأقنعها بالتحول إلى سباق مسافة 400متر حواجز.تفيد نوال بخصوص هذا التقني الفرنسي، الذي أصر على حضور تكريمها في إحدى القنوات التلفزيونية قبل أشهر خلت” كان بمثابة الأب الذي يوجهنني، ويخشى علي من أي مكروه. لقد كان يثق في مؤهلاتي رغم قوة المنافسة. سيظل اسما بارزا في مسيرتي إلى جانب والدي”، مستدركة” ولادتي في عالم القوى كانت قيصرية، ولولا فرانسوا لما استطعت المقاومة والاستمرار”. نورالدين الكرف