تزخر المائدة الرمضانية بوجدة بالوجبات التي يحضرها أهل المنطقة مع إطلالة رمضان، نوعا من الخصوصية الرمضانية والتنوع الغذائي الذي يعبر عن الأصالة المتوارثة من جيل إلى جيل بين أبناء المنطقة، مما يجعل المدينة تنفرد بعادات غذائية مختلفة، سيما أن منها ما يتعلق بالحلويات التقليدية المحلية التي تعرف بها المنطقة والتي تشكل جزءا من موروثها الثقافي الغني والمتنوع .ومع اقتراب رمضان تبدأ العائلات الوجدية في شراء وتحضير المكونات الأساسية لأطباقها الرمضانية المفضلة، فتبدأ العائلات في إعداد الحلويات والشهيوات الرمضانية، خاصة «المقروط» الذي يشكل مادة أساسية على المائدة الرمضانية لسكان عاصمة الجهة الشرقية.وتعد أكلة «المقروط» المتداولة على نطاق واسع بوجدة وباقي مدن الجهة الشرقية، تراثا غذائيا مشتركا بين سكان المنطقة الشرقية والغرب الجزائري، إذ أن الكثير من الأطباق التقليدية الوجدية تتميز بالجمع بين المطبخ المغربي والمطبخ الجزائري مشكلة بذلك ذوقا خاصا بها. وأمام الأهمية الكبيرة التي تكتسيها أكلة «المقروط» لدى سكان وجدة خلال رمضان، هناك العديد من الأسر التي تعمد إلى شراء هذه الحلوى من المحلات التجارية المنتشرة في مختلف أرجاء المدينة، المتخصصة في بيع مختلف أنواع الحلويات الرمضانية، وهو ما ينعش النشاط التجاري لهذه المحلات التي تشغل عددا كبيرا من اليد العاملة خلال شهر الغفران . وتعرف المناطق الشرقية من البلاد تحضير نسائها لحلويات تخص هذه الجهة عن غيرها لتؤثث بها فضاء المائدة الرمضانية، فبالإضافة إلى «المقروط»، تعمل النساء الوجديات على تحضير ما لذ وطاب من الشهيوات التي تشتهيها نفوس أفراد العائلة، كل حسب ذوقه، وهكذا تتفنن ربات البيوت في صنع مختلف أنواع وأشكال الحلويات مثل «العكعك» والكريوش والخبز البلدي، والبغرير المعروف في المنطقة بـ»خرينكو» والزلابية، بالإضافة إلى «سلو» وتاقنتة والزميتة.وتعتبر هذه الأطباق الرمضانية لدى أهالي المنطقة الشرقية أهم أطباق المائدة التي تقدم باستمرار حتى وإن طغت عليها أطباق أخرى، إلا أنه يبقى سيد الحضور على مائدتهم المتنوعة بالأطعمة الشعبية تلك التي تحضر في المنزل طيلة الشهر.تقول خديجة، ربة بيت في حديثها ل»الصباح»، إنها توارثت منذ القديم عادة تحضير الحلويات والشهيوات الرمضانية مع حلول هذا الشهر الكريم «يكون هناك تنافس بين العائلات الوجدية خصوصا الفتيات في تحضير مختلف أنواع الحلويات خصوصا تلك التي تتميز بها الأسر الوجدية مثل «المقروط» على الخصوص الذي لا تخلو منه أي مائدة رمضانية في وجدة».وتحرص العديد من العائلات الوجدية على إعداد «المقروط» داخل البيوت ما يجعلها تراثا ثقافيا محليا، وهي أكلة لا تتطلب مقادير كثيرة.عزالدين لمريني (وجدة)