مغاربـة “يهلكـون” صحتهـم

العياشي اختصاصي في علم الحمية والتغذية قال إن الإحساس بالجوع لا علاقة له بكمية الأكل المستهلكة كشف نبيل العياشي، اختصاصي في علم الحمية والتغذية، بعض عادات وسلوكات المغاربة خلال رمضان، التي يكون لها وقع سلبي عليهم، مشددا على ضرروة تجاورها من أجل تفادي الإصابة بأمراض عديدة. وأكد العياشي في حوار أجرته معه «الصباح» أنه في الوقت يفترض أن تختفي أمراض معينة خلال شهر الصوم، من قبيل ارتفاع نسبة الكولسترول، نجد إصابة فئة كبيرة من الصائمين بها، نافيا الاستغناء عن بعض المأكولات والأطعمة التي يعرف بها رمضان، إنما مع الحرص على أهمية استهلاكها بكميات قليلة، وبشكل صحي. في ما يلي نص الحوار: < تظهر أعراض أمراض مختلفة لدى الكثير من المغارب خلال رمضان، هل الأمر يتعلق بنظامهم الغذائي؟ < بطبيعة الحال، فالعادات الغذائية وسلوكات الكثير من المغاربة خلال شهر الصوم، تكون سبب ظهور أمراض كثيرة يومية، خلال رمضان، فيما يمكن أن تتسبب في ظهور أمراض أخرى بعد رمضان. وغالبا ما يعاني بعض الأشخاص، خلال هذه الفترة من السنة، مشاكل صحية من قبيل انتفاخ البطن، وعسر الهضم، واضطرابات في الجهاز الهضمي بصفة عامة، دون الحديث عن ارتفاع نسبة الكولسترول، إلى جانب الإمساك. والمثير في الأمر، أن كل تلك الأمراض من المفترض أن تختفي في رمضان، باعتبار أنه فرصة ومناسبة للتخلص من الكولسترول الزائد، ومن السموم التي يحتويها الجسم، إلا أن الواقع يؤكد غير ذلك، ونجد أن تلك الأمراض تظهر بشكل أكبر خلال شهر الصوم، من خلال اتباع نظام غذائي غير صحي وغير متوازن، الأمر الذي يجعل النتيجة سلبية.< قلت «نظاما غذائيا غير متوازن» ماذا تقصد بذلك؟< أغالـــــــــب المغاربـــة يقبلون ويستهلكون مجموعة من الأغذية خلال رمضان، وعلى رأسها المأكولات التي تحتوي على السكريات من قبيل «الشباكية» والمقليات والمملحات، علما أنها يصعب هضمها باعتبار أنها تحتوي على سعرات حرارية كثيرة، الأمر الذي يؤدي إلى الزيادة في نسبة الكولسترول وعسر الهضم، والأكثر من ذلك تزيد من حدة الإحساس بالعطش.< هل هذا يعني أنه من الضروري الابتعاد عن تلك المأكولات لتفادي تلك الأمراض؟ليس بالضرورة، إذ من الصعب منع المغاربة منها، باعتبار أنها تعد رمزا لحلول رمضان، إنما لا بد من التقليل من استهلاكها وأن يكون الأمر بشكل معقلن، وأن تستهلك بعد الأكل، وليس مباشرة بعد الإفطار، باعتبار أن ذلك قد يؤخر عملية الهضم ويؤدي إلى انتفاخ البطن، كما يجعلها بطيئة جدا، لاحتواء تلك المأكولات على سعرات حرارية كثيرة، كما سبق أن أكدت. كما أنه من الضروري ألا تستهلك بكميات كبيرة، ولا بشكل يومي.< هل هذا كاف من أجل تفادي الأمراض المرتبطة بعادات الأكل خلال رمضان؟< هناك نقط أخرى لتفادي المشاكل الصحية خلال رمضان، إذ من المهم أن يحتوي النظام الغذائي خلال هذا الشهر على مواد غالبا ما تغيب عن مائدة المغاربة، من بينها الخضر والسلطات إضافة إلى الفواكه. وفي هذا الصدد، أريد الإشارة إلى أنه من الأفضل استهلاك الفواكه، عوض عصيرها. من جهة أخرى أشدد على أهمية شرب الماء خلال الإفطار.< شرب الماء بكمية كبيرة، يحمي من العطش خلال ساعات الصوم؟< شرب الماء، فقط، لا يحمي من الإحساس بالعطش، بل لا بد من اتباع مجموعة من النقط الضرورية، مثل التقليل من السكريات والمملحات، وغيرهما. وعلى العموم فهناك قاعدة أساسية يجب اتباعها في رمضان، وهي عدم الإسراف في الأكل والشرب والتدبير.< قد يتبع بعض الأشخاص النظام ذاته في غير رمضان، إلا أن تلك الأعراض لا تظهر عليهم، ما هي أسباب ذلك؟< الأمر يعود في الأساس إلى أن الصائم يستهلك كمية كبيرة من الطعام في ساعات محدودة. كما أن الكثير من الصائمين يحتفظون بثلاث وجبات خلال رمضان، وهذا أكبر خطأ، سيما أن المدة بين وجبة الإفطار والعشاء لا تتجاوز أربع ساعات، وهي مدة غير كافية لإحراق جل السعرات الحرارية التي أدخلت إلى الجسم.< هل استهلاك كمية مهمة من الأطعمة، خلال وجبة السحور، يقي من الإحساس بالجوع؟< على العكس من ذلك، فكلما أكثر الصائم الأكل خلال السحور كلما أحس بالجوع الشديد خلال ساعات الصيام. من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من المغاربة، تناول «الطاجين» خلال هذه الوجبة، إذ من الممكن الاكتفاء بالفواكه وكأس الحليب والتمر. وعلى العموم فالإحساس بالجوع، لا علاقة له بكمية الأكل وإنما بجودته. أجرت الحوار: إيمان رضيف

مغاربـة “يهلكـون” صحتهـم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موائد الفاسيين... فسيفساء رسمتها أنامل النساء

المطاحـن تستنفـر آلاتهـا الإنتاجيـة

مقالات ذات صلة