أن تجد سيارة أجرة صغيرة، بشارع عبد المومن، ليس بالأمر الهين. فقد تظل أزيد من نصف ساعة في انتظار سائق "ظريف"، يقلك إلى درب غلف، وفي أوقات كثيرة لن يتحقق هدفك، وتقرر تغيير مكانك، مشيا إلى شارع آخر... الحصول على "طاكسي"، بالمدينة الغول، هاجس الكثير من البيضاويين، عبء يحملونه معهم كلما غادروا منازلهم في اتجاه عملهــم، أو لقضاء مصالحهم . حالة استنفار قصــوى، يتخبطون فيها، كلما اضطروا إلى الاستعانة بخدمات سيارات الأجرة، فلا يتوقف الأمر على غيابهم في أوقات الذروة، إنما لاختيار ســائقيهـا وجهة محددة. فلا يؤمن الكثير منهم أن للزبون حرية اختيار وجهته، إذ يفرضون عليه التوقف حيث يناسبهم، الأمر الذي يخلق للزبون الكثير من التوتر. من مشاكل النقل الأخرى، التي يجد البيضاويون أنفسهم مضطرين إلى مواجهتها وعيش تفاصيلها، اكتظاظ حافلات النقل الحضري، فبعد مدة طويلة من الانتظار، تصل الحافلة إلى المحطة مكتظة، لا مكان لراكب آخر، إلا أن يتكدسوا في ما بينهم، والعرق يتصبب، في ظل غياب أي بديل. إنها معاناة يعيشها آلاف البيضاويين بشكل يومي، مستسلمين للأمر الواقع، رافعين شعار "طرانسبور قهرنا". وفي ظل ذلك، قد يلجأ بعضهم إلى النقل السري، الذين ينتعش في الكثير من المناطق، في غفلة من المسؤولين.من جهة أخرى، في 12 دجنبر 2012، كان البيضاويون على موعد لانطلاق الخط الأول من الطرامواي. فبعد سنوات من الانتظار، استطاع البيضاويون استعمال هذه الوسيلة التي ساهمت في تخفيف حدة الاكتظاظ الذي كانت تشهده المدينة "الغول"، وتمكين الآلاف من المواطنين من التنقل دون مشاكل، ودون الانتظار ساعات طويلة في محطات الحافلات أو سيارات الأجرة بنوعيها.وبعد خمس سنوات، وفي ماي الماضي، أعلن انطلاق أشغال الخط الثاني، وهي الخطوة التي أثارت إعجاب وتشجيع الكثير من البيضاويين، نظرا للخدمات التي قدمها الخط الأول، سيما أنه سيمر من شــوارع حيــوية، تعــانــي خصاصا في وسائل النقل وتشهد مشاكل كثيرة على مستواها. وحسب المسؤولين سيتمكن البيضاويون من استغلال خدمات الخط الثاني بعد 3 سنوات، وهي المدة التي تستغرقها الأشغال.إ.ر