تعزيز التوجه الصناعي الحالي لمدينة سطات، حتم على المسؤولين بدل المزيد من الجهود من أجل إقناع رؤوس الاموال وجلب المستثمرين، مغاربة أو أجانب، لاكتشاف مؤهلات الإقليم وخاصة منها قربها الاستراتيجي من أكبر الموانئ المغربية، الدار البيضاء والجرف الاصفر، والمطارات كمطار محمد الخامس بالإضافة إلى وجودها على أهم الطرق والسكك الحديدية، كل هذا بالإضافة إلى اليد العاملة المكونة والتي تؤهلها مراكز التكوين المهني عبر تراب الإقليم، وجامعة الحسن الاول. عوامل ضمن أخرى أهلت المنطقة لاستقبال مناطق صناعية واعدة، كمشروع المنطقة الصناعية التي انجزت في إطار شراكة ما بين غرفة التجارة الفرنسية والمركز الجهوي للاستثمار ووزارة التجارة والصناعة والخدمات، والمجلس البلدي لمدينة سطات، تأتي المدينة اللوجستيكية المندمجة والتي تم وضع الحجر الأساس للشروع في إنجازها في 5 شتنبر من السنة الماضية. على مساحة 110 هكتار، بمفترق الطريق السيار سطات الدار البيضاء، وسطات مراكش، والطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين شمال وجنوب المملكة، وعلى خط السكك الحديدية الرابطة بين الدار البيضاء ومراكش، تقع أول مدينة لوجستيكية مندمجة في إفريقيا والمغرب، التابعة لمجموعة «زينافريك» ، وعلى بعد 10 كلمترات من المدخل الشمالي لمدينة سطات، ويحتوي هذا المشروع الاول من نوعه على منطقة لوجستيكية، وميناء جاف، على مساحة حوالي 20 هكتار، ومنطقة صناعية متعددة الوسائط، على مساحة 37 هكتار، بالإضافة إلى قطب تكنلوجي على مساحة 8 هكتارات، هذا فضلا على منطقة سكنية من الجيل الحديث، تحتوي على 5000 وحدة سكنية مجهزة بجميع المرافق الاجتماعية والثقافية والرياضية. ومنطقة للخدمات تتألف من إدارات ومراكز تجارية ومستشفى وفندق ومسجد.كما تحتوي هذه المنطقة على شباك وحيد لتسهيل الاجراءات والمساطر بالنسبة للمستثمرين الوافدين على هذا المشروع الواعد. ومنطقة جمركية للتصدير والاستيراد وحسب المسؤولين عن المدينة اللوجستيكية، فالغلاف المالي للمشروع يبلغ 15 مليار درهم، والذي سيمكن من خلق 12 ألف منصب شغل قار على المدى المتوسط، وسيخفف على مدينة الدار البيضاء الضغط، فيما يتعلق بالأنشطة الصناعية والتجارية، وسيكون قطبا صناعيا ولوجستيكيا في مستوى تطلعات جهة الدار البيضاء سطات وساكنتها، خاصة أن هذه المنطقة ستكون صلة وصل بين المغرب والولايات المتحدة الامريكية وأوربا والوجهة المفضلة للدول الإفريقية جنوب الصحراء.وتعتبر هذه المدينة اللوجستيكية الأولى في إطار برنامج “لوجانتيك” المغرب، وهو أول شبكة وطنية خاصة للمدن اللوجستيكية المندمجة، مخصصة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والإيكولوجية الخضراء. وتطمح «زون أفريك للتطوير» من خلال برنامج “لوجينتيك”، باعتبارها شريكا مميزا للسلطات العمومية، إلى أن تصبح أول مجهز- مطور ومستغل خاص للمدن اللوجستيكية المندمجة والمناطق اللوجستيكية متعددة التدفقات بالمغرب، وبهذا الصدد، تعنزم المجموعة بصفة دائمة بالمساهمة في تطوير التنافسية اللوجستيكية للمملكة، من خلال نموذج أعمال موجه بقوة للزبناء، يعتبر حلا شموليا ومندمجا يستجيب لاحتياجات الفاعلين ،وبالأسعار الأكثر تنافسية في السوق، بجودة معادلة كما تراهن على أن يشكل رافعة لتوسعة وتسريع العرض اللوجستيكي الوطني.وتراهن لوجينتيك” على المستوى الوطني في أفق 2030 على إنجاز أربعة مناطق لوجستيكية متعددة التدفقات، بإمكانها خلق 70.000 منصب شغل في غضون 15 سنة ، باستثمارات إجمالية تقدر ب 15 مليار درهم. وتراهن المجموعة كذلك على إنجاز استراتيجية تمكنها من التوسع في إفريقيا عبر مشاريع مماثلة. هشام الأزهري (سطات)