سكانها رفضوا إعادة إسكانهم والسلطات هدمتها بعد تشبثهم باستفادة أبنائهم تدخلت السلطات، صباح أمس (الخميس)، لإفراغ وهدم 66 منزلا عشوائيا بالحي الصفيحي دوار "القامرة" بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي بالبيضاء، رفض سكانها الانخراط في عملية إعادة الإسكان. وأوضحت العائلات في حديثها مع "الصباح" أنها فوجئت بقرار الإفراغ، في الوقت الذي كانت تنتظر أن تجد السلطات صيغة توافقية لتحقيق مطالبها، مشيرة إلى أن السلطات طلبت منها كراء شقق، في انتظار إدماجها، في إطار العرض الجديد الذي قدمته لها.وأوضح أحد السكان أن السلطات أخبرتهم بأن هدم المنازل شرط أساسي من أجل الاستفادة من العرض الجديد، إذ من المنتظر أن يتم ترحيلهم إلى شقق تابعة لشركة إدماج سكن بعمليتي الشلالات والرحمة، الأمر الذي آثار احتجاجهم "إلا أنهم استسلموا للأمر الواقع"، مضيفا أن المهلة التي منحتها لهم السلطات من أجل نقل حاجياتهم إلى الشقق المكترية، غير كافية "كيف يعقل أن نجد مكانا للعيش فيه وننقل إليه أغراضنا في أقل من ثلاثة أيام؟".ولم يتوقف احتجاج السكان عند هذا الحد، إذ اعتبروا أن السلطات التي وعدتهم بتجهيز الشقق، في ظرف لا يتجاوز 3 أشهر، قد لا تفي بالأمر "لن نقوى على تحمل مصاريف الكراء لشهور عديدة، سيما بمدينة مثل البيضاء"، معتبرين أن الحل الذي وضعته السلطات، غير ملائم، وسيضعهم في مشاكل كثيرة.وتساءل السكان الرافضون لحلول السلطات، عن مصير أبنائهم الذين ترفض السلطات إدماجهم في عملية إعادة الإسكان، معتبرين أن لهم الحق في الحصول على شقق جديدة، مادام أنهم يستطيعون دفع مستحقات ذلك. إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة، أن 66 عائلة بدوار القامرة، من أصل 428 رفضت في بادئ الأمر، الاستفادة من عملية إعادة إدماج التي انطلقت منذ سنة 2009، وتوقفت 2013، مشيرة إلى أن 46 عائلة أخرى، غير معنية بالاستفادة، وتعد محتلة للأرض، كانت سببا، أيضا، في توقف المشروع.وأكد مصادر "الصباح" أن رفض الانخراط كانت له مبررات كثيرة من قبل السكان، منها التعدد الأسري أو إغفال إحصاء بعض أفراد العائلة المقيمين في الدوار نفسه، أو وجود أشخاص لا علاقة لهم بالدوار، مضيفة أن العملية التي أنجزت في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، توقفت بسبب العائلات المركبة، إذ كانت تصر على استفادة أبنائها أيضا.وبلغة الأرقام دائما، قالت المصادر عينها، أنه إلى حدود اليوم، استفاد من العملية 316 أسرة حصلت على شقق بالمشروع السكني الأمان بعين السبع من أصل 362، أسرة التي انخرطت في العملية ووقعت على عقود الاستفادة، فيما 66 لم ترغب في ذلك، وهي التي هدمت منازلها التي تم هدمهم، في إطار اندماجها في الفرصة الثانية التي منحت لها.إيمان رضيف