أرقام صادمة عن جحيم التنقل بالبيضاء

الشلل المروري يجعل متوسط سرعة المركبات عند 21 كيلومترا في الساعة ومعدل المكوث في المواقف يفوق ساعتين أظهرت معطيات جديدة لمكتب الدراسات «فاليانس» مؤشرات صادمة حول ظروف النقل الخاص والتجاري في العاصمة الاقتصادية. ورفعت المعطيات الجديدة الستار عن النقط المرورية السوداء بالمدينة، فيما عزت ارتفاع كلفة التنقل إلى خصوصية المجال الطرقي وعادات الاستهلاك والتسليم، ذلك أن كلفة التسليم أصبحت تمثل 17 % من قيمة السلعة المنقولة، بينما يتطلب التنقل بين حي سيدي مومن وميناء البيضاء، مثلا، فترة زمنية تصل إلى 83 دقيقة. وأشارت الدراسة، المنجزة بتكليف من الوكالة المغربية لتطوير اللوجستيك، إلى أن تدفق الأشخاص والسلع يتركز في خمسة أقطاب رئيسية، يتعلق الأمر بميناء البيضاء وأنفا سيدي معروف، وكذا المنطقة الصناعية مولاي رشيد، إلى جانب المنطقتين الصناعيتين الألفة وعين السبع البرنوصي، فيما ترتبط هذه الأقطاب بنقط تدفق ثانوية أخرى، تتضمن أسواق الجملة والتقسيط، مثل درب عمر ودرب غلف، وسوق المتلاشيات، إضافة إلى المجازر البلدية وسوقي الجملة للخضر والفواكه والأسماك. وشدد خبراء «فاليانس» على أن الأقطاب ومحاور التدفق المذكورة تفرخ نقطا مرورية سوداء في البيضاء، إذ تأتي الطريق الوطنية رقم 11 نحو سيدي معروف على رأس هذه النقط، من خلال متوسط تدفق يومي يتجاوز سبعة آلاف مركبة خلال الفترة بين الثامنة والتاسعة صباحا، مؤكدين أن شبكة الطرق الممتدة على 644 كيلومترا في المدينة تصل مرحلة الاختناق المروري يوميا، خلال الفترات الممتدة بين الثامنة صباحا والتاسعة، وكذا بين الخامسة مساء والسابعة.وعندما تبلغ الحركة المرورية ذروتها، ترتفع بالتالي الفترة الزمنية التي تستغرقها عمليات التنقل، ذلك أن التنقل بين حي سيدي مومن وميناء البيضاء، أصبح يستغرق بالضرورة 83 دقيقة، وهي المدة التي يمكن استغلال نصفها للتنقل من مدينة إلى أخرى، في الوقت الذي أشارت الدراسة إلى تأثير الازدحام المروري في بعض الأحياء التجارية على حركة تنقل السيارات الخاصة، إذ أكد الخبراء عدم تجاوز متوسط معدل سرعة هذه السيارات 21 كيلومترا في الساعة، ما يمثل معاناة يومية للسائقين البيضاويين.وأماطت الدراسة الجديدة اللثام عن واقع ركن السيارات في العاصمة الاقتصادية، ذلك أنها لاحظت سوء توزيع فضاءات الركن وتنظيم التناوب على الاستفادة من هذه الخدمة، فالمدة الزمنية لركن سيارة تجاوزت ساعتين و15 دقيقة، في ظل غياب فضاءات للركن خاصة بالتسليم والأغراض التجارية، علما أن ما معدله 4.1 مركبات تتناوب على استخدام فضاء واحد للركن يوميا، مقابل متوسط يتراوح بين ثماني وعشر مركبات في الحواضر الأوربية.وأفاد المصدر ذاته لجوء المركبات التجارية، في ظل غياب فضاءات خاصة بالركن، من أجل إنجاز عمليات تسليم أو تحميل السلع، إلى الركن غير القانوني، الذي تجاوزت نسبته 70 % في أغلب المناطق بالبيضاء، فيما بلغت هذه النسبة 100 % في مناطق تجارية مثل درب غلف وسيدي عثمان. وساهمت هذه الإكراهات وغيرها من شروط التنقل في العاصمة الاقتصادية، في رفع كلفة النقل والتسليم إلى مستويات قياسية، لتصل إلى حدود 17 % من قيمة السلعة المنقولة، ما يهدد أنشطة مجموعة من القطاعات الاقتصادية، وكذا وجود عدد من المقاولات الصغرى والصغيرة جدا.بدر الدين عتيقي

أرقام صادمة عن جحيم التنقل بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرجاء يفاوض بركان بشأن كوناطي

خابة: هدفاي أمام الحسيمة مجرد بداية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات