أعلنت فرق المعارضة، تشبثها باستئناف الجزء الثاني من جلسة المساءلة الشهرية، لعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بعدما توقفت، الأسبوع الماضي جراء استعمال كلمة "السفاهة" في السجال السياسي.واعتبرت فرق المعارضة، في بلاغ لها أصدرته، مساء أول أمس (الثلاثاء)، أن أسئلتها التسعة، بينها السؤال المحوري حول الحوار الاجتماعي، يهمها أن يرد عليها بنكيران، على أساس أن يقدم اعتذارا علنيا ورسميا.من جهته، قال رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب لـ"الصباح" إنه لم يتوصل بأي رسالة من قبل فرق المعارضة، تلتمس استئناف جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة. وأقر الطالبي أنه هو من أوقف جلسة المساءلة الشهرية، بعدما لم يتم تقدير سلطته القانونية والسياسية كرئيس الجلسة، "داروا كلهم شرع يديهم"، موضحا أنه لحظة عدم موافقة نواب من المعارضة لما صرح به رئيس الحكومة، كان عليهم التماس نقطة نظام، لتقديم توضيح، كما حصل في جلسات تشريع عديدة.وأكدت مصادر "الصباح" أن الطالبي أوقف الجلسة، بعدما ظهر له عدم احترام النظام الداخلي للمجلس، من قبل بنكيران، ونواب المعارضة، وتفاديا لتداعيات محتملة، قد تنتقل من تبادل الاتهامات إلى التشابك بالأيدي.وشددت فرق المعارضة على ضرورة مراسلة رئيس مجلس النواب، للتثبت من أنه لم يوقف جلسة المساءلة الشهرية، والتأكد من أن بنكيران هو من أوقفها، لترتيب الآثار القانونية.وعبرت فرق المعارضة عن إدانتها الشديدة للغة البذيئة التي يوظفها رئيس الحكومة في مخاطبة البرلمان كمؤسسة دستورية، وتأسفت على المستوى المتدني الذي يحاول رئيس الحكومة أن يطبع به السجال الديمقراطي، والذي يتم من جانبها في حدود ما تسمح به آليات العمل السياسي. كما نبهت إلى أن رئيس الحكومة يقوم بممارسات تسعى إلى إدخال البلاد في أزمة دستورية لتبرير السلوكات التحكمية التي أضحت عنوانا بارزا لتدبيره الشأن العام . وأعلنت فرق المعارضة على مواصلة العمل داخل اللجان وبجميع الوسائل الدستورية لفضح أعطاب التدبير الحكومي الذي ينعكس سلبيا على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والأمنية للمغرب .كما شجبت فرق المعارضة ما وصفته الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له ميلودة حازب، من قبل رئيس الحكومة الذي اعتبروه ماسا وحاطا بكرامة النائبات والنساء المغربيات. وانتقدت حازب بحدة طريقة بنكيران في الرد عليها، معتبرة أنها والبرلمانيات متخوفات من حضور جلسة بنكيران، لأنه يصدر عنه كلام يخدش كرامة المرأة، مضيفة أن كلامه هو كلام " شماكرية"، مؤكدة إمكانية مقاضاته على تصريحاته المهينة للمرأة.من جهته، قال مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن اللقاء الذي عقدته أحزاب المعارضة، مع مستشاري الملك، كان فرصة لتلقي التوضيحات التي تفيد بأن الملك غير راض عن طريقة بنكيران في استعمال المؤسسة الملكية في خطاباته.وقال حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إن بنكيران يعتمد مدربا لتمييع العمل السياسي، وضرب أحزاب الأغلبية والمعارضة.واتهم بنكيران بأنه منافق ومتملق و"عصا المخزن الغليظة التي يضرب بها الشعب، ويشتغل مع التماسيح والعفاريت، وأنه مطالب بتقديم استقالته، مثنيا على دور المعارضة التي تقف وراء استقرار البلاد".أحمد الأرقام