عاشت السلطات المحلية بإقليم سيدي إفني وسكان دائرة الأخصاص، أخيرا، ليلة شاقة، بعد اندلاع حريق مهول في أحد البيوت بمركز جماعة آيت الرخاء، أسفر عن احتراق البيت وثلاث سيارات وإصابة شخص بحروق خطيرة. وتمكنت مصالح الوقاية المدنية والمتطوعون من السكان، من إخماد ألسنة اللهب الحارقة، بمشقة كبيرة، ومحاصرتها حتى لا تأتي على المنازل المجاورة، في وقت قرر فيه القائد الإقليمي للدرك الملكي بسيدي إفني، الحلول بمسرح الحادث، والإشراف شخصيا على التحقيق والبحث في أسبابه.ويأتي ذلك، حسب مصادر «الصباح»، بعدما تبين أن الحريق حادث مدبر، وشب في مستودع سري للوقود المدعم المهرب من الجنوب، وأضرمه أشخاص، على طريقة أفلام العصابات، بعد أن باغتوا حارس المستودع ليلا، وقاموا بتكبيله. وتشير المعطيات الأولية، إلى أن السبب في إضرام المجهولين للنيران في المستودع، يدخل في إطار عملية تصفية للحسابات، على طريقة «المافيا الإيطالية»، بين مهربين للوقود المدعم من قبل الدولة في الأقاليم الجنوبية. ومنذ فاجعة طانطان، التي أدت بحياة أطفال رياضيين احتراقا، عقب اصطدام شاحنة لنقل البضائع نحو الجنوب والحافلة التي تقلهم، طفا على السطح، بمناطق سوس التي تشكل باب الصحراء، وأساسا تزنيت وسيدي إفني، الجدل حول انتشار مستودعات سرية للوقود المهرب بدواوير المنطقة، تجعل المنطقة مهددة على الدوام، بالانفجار وحدوث حرائق. وتشير معلومات النشطاء الجمعويين، الذين يدقون جرس الإنذار، منذ سنوات، إلى أن الشاحنات التي تهرب الوقود المدعم من الجنوب، في صهاريج إضافية تتم صناعتها محليا وتركب على جنبات مركبات نقل البضائع، تتولى تفريغه في مستودعات سرية بعدد من بيوت المنطقة.وينبه النشطاء ذاتهم، أن الوقود المهرب، يتم تصريفه بالتقسيط لفائدة الأفراد، أو بالجملة لفائدة ضيعات فلاحية بسوس، كما أن النشطاء ذاتهم، يتحدثون عن وجود شبكات يرعاها نافذون وأعيان، ومصالح متبادلة، هي التي تسهل مأمورية نقل الوقود المهرب من منطقة الوادي الواعر بالصحراء، نحو منطقة سوس.امحمد خيي