يواصل أطباء القطاع العام بتطوان احتجاجهم على الأوضاع المزرية والخطيرة التي تعيشها المنظومة الصحية بالإقليم، بما فيها الخدمات المقدمة للمواطنين بكل من المستشفى الجهوي والمراكز الصحية بالمدينة والإقليم. واستنكر الأطباء الذين يمثلون النقابة الوطنية للصحة العمومية والنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، في وقفة احتجاجية نظمت أخيرا، بالمستشفى الجهوي سانية الرمل، سياسة الصمت المطبق من قبل الإدارة والجهات المسؤولة، التي ساهمت بعدم الوفاء بالتزاماتها وعدم اتخاذها إجراءات فعلية وعملية، ما ساهم في تضخيم المشاكل العالقة وخلق حالة من الاحتقان وسط الأطباء والعاملين بمختلف المؤسسات الاستشفائية بالمدينة والإقليم، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الغليان لدى المواطنين إلى مستويات خطيرة.وأكد عبد الإله الأكرمي، عضو بنقابة الأطباء بتطوان، أن أطباء القطاع العام يرفضون القرارات الخطيرة التي تتخذ دون استشارة العاملين في القطاع، خاصة المتعلقة بتجديد المرافق الإدارية على حساب المرافق الحيوية الخاصة بالمرضى، كقسم المستعجلات والمركب الجراحي الذي تسبب الإهمال في توسيعه وإصلاحه معاناة للمرضى.وأوضح الأكرمي، في تصريح لـ « الصباح» ، أن الإدارة عاجزة تماما عن توفير الحلول لجل النقاط المطروحة، من بينها إصلاح المراكز الصحية المتهالكة، وتوفير الموارد البشرية والدواء الخاصة بالأمراض المزمنة الذي يعرف نقصا حادا يضع الأطباء في مواجهة مباشرة مع المرضى، في ظل انعدام الأمن بمختلف المؤسسات الاستشفائية بالمدينة والإقليم.ووجه الأكرمي انتقادات مباشرة إلى إدارة المستشفى الجهوي، واتهمها بالمحسوبية والزبونية المستشرية بهذه المؤسسة العمومية، مستدلا على ذلك بالحيف الذي تعرضت له مستخدمة بالمستشفى ذاته، حين تم حرمانها من إجراء فحوصات بالموجات الصوتية المعروف باسم (الإيكوغرافي)، في حين تم تقديم كل التسهيلات لمسؤول بارز بولاية تطوان، الذي له من الامكانيات المادية ما يسمح له بولوج أحسن المصحات بالمدينة.من جهته، قال الخليل الحضري، الكاتب الإقليمي والجهوي وعضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية، في كلمة ألقاها بالمناسبة «إننا متمسكون بإصلاح المنظومة الصحية في أفق تحسين الخدمات في المستشفي والمراكز الصحية بالمدينة والإقليم عن طريق التركيز والبدء بالأولويات، وكذا توفير الشروط العلمية بكل المؤسسات الصحية مع ما يتماشى ومقتضيات المنظمة العالمية للصحة، كما نؤكد احتفاظنا بحقنا في اتخاذ خطوات نضالية ردا على تماطل الإدارة في الوفاء بالتزاماتها».يوسف الجوهري (تطوان)