استشاطت قيادة الأصالة والمعاصرة غضبا من تصريحات عضو في صفوفها، دافع عن بنكيران رئيس الحكومة، ضدا على توجهات الحزب التي تناصب العداء التنظيمي والإيديولوجي لحزب أمين عام العدالة والتنمية، وللتوجهات العامة للحكومة التي يقودها.وخرج عبداللطيف الغلبزوري، الناشط السابق في صفوف منظمة إلى الأمام، والمقرب من إلياس العماري، وعضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة عن رقابة حزبه، وإجماع قيادته، ليدافع عن خيارات بنكيران، إذ قال في تغريدة له أثارت غضب قيادة "البام" بشدة "لا يصح أن يتهم بنكيران بالتخلي عن صلاحياته الدستورية، وفي الآن ذاته، يقوم صاحب هذا الاتهام بتقديم مذكرة للتحكيم الملكي". وكان مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب "التراكتور" وقع رفقة لشكر و شباط والأبيض، الأمين العام السابق للاتحاد الدستوري على نص مذكرة التحكيم الملكي ضد رئيس الحكومة. وارتفعت أصوات من داخل حزب "البام" مطالبة بإحالة "محامي" بنكيران، على المجلس التأديبي، لأنه عاكس توجهات الحزب، وانبرى للدفاع عن رئيس الحكومة ضد المصالح العليا للحزب، ولأمينه العام مصطفى الباكوري، الذي كان من المتحمسين للتوقيع على مذكرة طلب التحكيم الملكي. وكان الغلبزوري توقع، في وقت سابق، لحظة اشتداد الخلافات والصراعات بين حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة، وتبادل الاتهامات بين قادة الحزبين، حدوث الصلح بينها، وهو ما تأكد مع مرور الوقت، إذ مباشرة بعد فوز حميد شباط بمنصب الأمين العام، تغيرت الأحوال، واختفت كل مظاهر السب والشتم وتبادل الاتهامات بين الجانبين. واستبعد المصدر نفسه أن يحدث التقارب بين الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، لأن بعض قادة "بيجيدي" يرفضون التخلي عن أفكارهم الدفينة التي تغرف من التوجهات الكبرى لحركة التوحيد والإصلاح. وكان إلياس العماري الذي أطر مهرجانا خطابيا حاشدا أول أمس (السبت) بالشاون، تحاشى استدعاء الغلبزوري، رئيس القطب التنظيمي الجهوي للأصالة والمعاصرة في جهة طنجة تطوان، إلى اجتماع تنظيمي مغلق عقده، الجمعة الماضي بطنجة، وهو الاجتماع الذي أحيط بسرية، وحضرته وجوه انتخابية معروفة في مدينة البوغاز، وتداول فيه المجتمعون الذين يشكلون الدائرة الانتخابية الضيقة لـ"البام" بزعامة أحمد الإدريسي، الاستعدادات اللوجستيكية وقوائم المترشحين للانتخابات الجماعية المقبلة. وكشف مصدر مطلع لـ"الصباح" أن هذه الترتيبات المبكرة للانتخابات الجماعية في عروس الشمال، تأتي في غمرة الحديث عن تقلص حظوظ فؤاد العماري في الظفر بولاية ثانية على رأس عمودية طنجة، خصوصا بعد دخوله في صراعات مع أكثر من جهة، أبرزها مؤسسة الوالي، إذ أن خلافات قوية طفت على السطح بين الرجلين في الشهور الأخيرة، ما جعل صناع القرار في وزارة الداخلية، يخافون من أن تنعكس هذه الخلافات على مشروع طنجة الكبرى، الذي يمسك بخيوطه الوالي اليعقوبي بمفرده، دون إشراك المنتخبين، ما خلف فورة غضب لدى عمدة المدينة وجل المنتخبين "الكبار". ولمواجهة الترهل التنظيمي للحزب في طنجة، وضع "البام" نصب أعينه بعض الأسماء للاستفادة من "قوتها" الانتخابية، في مقدمتها محمد لحمامي، رئيس مقاطعة بني مكادة الذي تمرد على نصائح صديقه سمير عبدالمولى بعدم العودة إلى "البام"، وحسن بالخضير، الكاتب العام لاتحاد طنجة، فيما نفت مصادر عليمة أن تكون قيادة الأصالة والمعاصرة فتحت الباب أمام الدستوري، حميد أبرشان بالالتحاق بالحزب، أو لبعض رؤساء المقاطعات المنتمين إلى حزب "الحمامة" الذين اشترطوا على محمد بوهزير، عدم ترشيح نجله للانتخابات الجماعية رفقة خالته، شرطا للاستمرار في حمل رمز "الحمامة" الانتخابي، وهو ما اعتبره تجمعيون "ابتزازا سياسيا" غير مقبول.عبدالله الكوزي