البيضاء تحت عيون مؤسسات التنقيط الدولي

تحديات لتحسين إطار العيش وتأهيل البنيات التحتية والجاذبية الاقتصادية وفضاءات السياحة والترفيه تراقب البيضاء، بحرص شديد، تحركات ستة مؤشرات للتصنيف العالمي للمدن لرصد مدى تقدمها في عدد من الأوراش ومخططات التنمية على المديين المتوسط والبعيد، كما تختبر قدرتها على التقدم، في خط متصاعد، في تحسين إطار العيش وتأهيل البنيات التحتية والجاذبية الاقتصادية وفضاءات السياحة والترفيه. تتوزع مؤشرات التنقيط الدولي على ثلاثة أقطاب، هي القطب الأول (إطار العيش) الذي يضم مؤشر جودة العيش الذي تصدره الشركة الدولية المتخصصة في استشارات الموارد البشرية "ميرسر" ومؤشر العيش الرغيد الصادر عن حدة الذكاء الاقتصادية، التابعة لمجموعة "إيكونوميست" الأمريــــــكية. أما القطب الثاني (البنيات التحتية)، فيعتمد على تحركات مؤشر التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فيما يعتمد قياس تطور قطب الجاذبية الاقتصادية على مؤشر مناخ الأعمال لمؤسسة البنك الدولي، ومؤشر المراكز المالية العالمية الصادر عن مؤسسة "ز/ين" المكلفة بتدبير مؤشر تصنيف المراكز المالية العالمية، وأخيرا قطب التنشيط والترفيه المعتمد على مؤشر واحد هو مؤشر ترتيب المدن وفق إنفاق السياح الصادر عن مؤسسة "كاستر كارت". "ميرسر"...122/223 تتوالى تقارير الشركة الدولية المتخصصة في استشارات الموارد البشرية "ميرسر"، التي ترعب نتائجها أعتى مسيري ومقرري وعمداء "الميتروبولات" الدولية، للعام الخامس على التوالي، وتهتم بترتيب أفضل مدن العالم من حيث جودة الحياة.ويقيم مؤشر "ميرسر" لجودة الحياة الظروف المعيشية في أكثر من 230 دولة، من خلال النظر إلى 39 عاملا، بينها الاستقرار السياسي والجريمة والرقابة الإعلامية واللوازم والخدمات الطبية وتوفر المدارس الدولية والمواصلات العامة.وفي التقرير الصادر سنة 2015، تأخرت البيضاء عن الرباط، بحوالي ست نقاط، إذ احتلت العاصمة الإدارية الرتبة 116، بينما احتلت البيضاء الرتبة 122 ضمن 223 دولة في العالم.من جهة أخرى، كشفت توقعات صادرة عن وحدة الذكاء الاقتصادي (EIU)، وهي إحدى المؤسسات التابعة لمجموعة «إيكونوميست» الأمريكية، والرائدة في مجال الأبحاث والخدمات الاستشارية وتوفير التحليلات الدولية والمتخصصة والإدارية في العالم، أن البيضاء ستحتل في أفق 2020 الرتبة 53 عالميا من حيث مؤشر جودة فضاءات العيش الرغيد.وتعول الدار البيضاء لتحسين مؤشرات «ميرسر» على الاهتمام بالفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة وتشجيع الاندماج الاجتماعي ومحاربة الفقر، في تكامل تام مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتعزيز مراكز ومنشآت القرب الخاصة بالمرأة والطفل والأشخاص المسنين، ومواكبة القطاع غير المهيكل لإدماجه في النسيج الاقتصادي المنظم، وتعميم التعليم الأولي وتحسين جودته وتكوين الكفاءات الضرورية لتنميته، وتعزيز وتأهيل البنيات الصحية في جميع التخصصات الطبية، وخلق مركز لتدبير التدخلات الاستعجالية وعمليات الإغاثة.ويندرج ضمن المحور نفسه المتعلق بتحسين إطار عيش المواطنين، توفير الأمن للبيضاويين وحماية ممتلكاتهم وتحسين مجالهم البيئي، وظروف سكنهم وضمان جودة الخدمات الأساسية عبر إتمام برنامج إعادة إسكان قاطني دور الصفيح، والدور الآيلة للسقوط، وإعادة هيكلة الأحياء الناقصة التجهيز التي يقطن بها حوالي 120 ألف أسرة، علاوة على تعميم الربط بشبكات الماء والكهرباء والتطهير (أكثر من 23 في المائة من البيضاويين غير مرتبطين بالماء الصالح للشرب، و45 في المائة من المياه العادمة تلقى في البحر دون معالجة). التنافسية...57/148 يصنف مؤشر التنافسية العالمي، الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي بشكل سنوي من جنيف، الدار البيضاء في الرتبة 57 من تصنيف يضم 148 مدينة، علما أن المغرب تقدم بخمس درجات ضمن المؤشر نفسه في السنة الجارية وارتقى إلى الرتبة 72 بدل 77 السنة الماضية، وليحتل الرتبة الثامنة عربيا وتتصدر دول شمال إفريقيا.ثمن تقرير المنتدى، الذي حمل عنوان «التقرير الشامل حول التنافسية 2014- 2015»، موقع المغرب العالمي الجديد، معتبرا إياه "أفضل» من سابقه الذي تبوأه خلال الفترة 2013- 2014 «في منطقة غير مستقرة سياسيا».وينتظر الدار البيضاء عمل جبار لكسب رهان التقدم في هذا المؤشر الدولي في أفق 2020 على تعزيز حركية التنقل بالجهة، وتمكين السكان من التنقل نحو أماكن عملهم، أو دراستهم، أو مناطق الترفيه في مدد زمنية معقولة وفي ظروف جيدة وبكلفة في المتناول.ويقتضي ذلك، توفير منظومة شاملة للنقل والتنقل عبر تعزيز وسائل النقل الحضري بتمديد خطوط الطرامواي، وتعزيز أسطول الحافلات بأخرى ذات خدمات عالية الجودة، وكذا من خلال تهيئة شبكات مندمجة للطرق الحضرية والإقليمية والطرق السيارة تساعد على انسيابية حركة السير والجولان، وإنجاز منشآت فنية كمواقف السيارات وأنفاق تحت أرضية والوفاء بوعد إنجاز المحول الجنوبي للبيضاء، والمنشآت الفنية المعلقة بسيدي معروف. مناخ الأعمال...87/189 مازالت البيضاء بعيدة عن الرتب الأولى في التصنيف العالمي للمدن الخاصة بمناخ الأعمال الصادر عن البنك الدولي بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية، رغم أن المغرب احتل في آخر تقرير صدر بعنوان «ممارسة أنشطة الأعمال لعام 2015» الرتبة الثانية في شمال إفريقيا، فيما احتل المركز الثالث أفريقيا بعد جنوب أفريقيا وتونس وغانا.ويتحسن هذا المؤشر بالتدريج كلما تقدمت المدينة في إنجاز مختلف الأنشطة والمشاريع التي لها علاقة بتعزيز الجاذبية الاقتصادية للجهة وتقوية تنافسيتها لجلب الاستثمارات المنتجة التي من شأنها رفع «التحدي الكبير» المتمثل في خلق فرص الشغل (38 في المائة من المناصب توجد في القطاع الصناعي) وتقليص معدلات البطالة (10.4 في المائة حاليا)، وتكريس البيضاء قاطرة للاقتصاد الوطني (تضم حاليا 31 في المائة من مجموع الوحدات الصناعية) في تكامل وتناسق تام مع باقي جهات المملكة، واعتمادا على البرامج الحكومية والإستراتيجية الوطنية.ويفرض هذا الرهان على المسؤولين إعادة هيكلة وتهيئة المناطق الصناعية الحالية، وإعداد مناطق صناعية جديدة، وتهيئة مناطق الخدمات واللوجستيك، وإعادة هيكلة المناطق التجارية التقليدية، وكذا مواكبة تكوين أقطاب حول القطاعات الصناعية المميزة للمدينة، وتكوين واستقطاب الكفاءات التي ستواكب حاجيات القطاعات المرتبطة بمخطط التنمية عبر توسيع الطاقة الاستيعابية لمعاهد مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وخلق أقطاب جامعية متميزة، ثم تحسين ظروف الاستثمار ومواكبة تشجيع المستثمرين والمقاولات. «ز/ين»...41/70 وليست عيون البنك الدولي وحدها من تراقب تقدم البيضاء في مجال الجاذبية الاقتصادية، بل أيضا مؤشر «غلوبال فاينانشال سانتر أنديكس»، الصادر عن مؤسسة «ز/ين» الذي يقوم بتصنيف المراكز المالية الدولية انطلاقا من معيار رئيسي يتمثل في تنافسيتها.ومن حسن الحظ أن القطب المالي للبيضاء تقدم إلى الرتبة الثانية على الصعيد الإفريقي، خلف جزر موريس، والثانية والستين عالميا، حسب مقاييس المؤشر نفسه، ما نوهت به الحكومة في شتنبر الماضي، ممثلة في وزيرها الناطق الرسمي باسمها. وأوضحت مؤسسة (ز/ين) أن القطب المالي سجل «ولوجا متميزا» لهذا التصنيف، علما أن هذا التصنيف يقوم على أساس عاملين اثنين، يشمل أحدهما 103 مؤشرات للتنافسية تشمل مؤسسات رائدة من بينها البنك العالمي والمنتدى الاقتصادي العالمي ومنظمة الأمن والتعاون الاقتصادي، فيما يستند العامل الثاني إلى نتائج عمليات تقييم الفاعلين المهنيين الدوليين في المجال المالي والتي يتعين أن تستجيب لاستمارة تمكن من الوصول إلى تقييم الأسواق المالية مقارنة ببعضها البعض.يوسف الساكت

البيضاء تحت عيون مؤسسات التنقيط الدولي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خمسة مبدعين في معرض "نظرات متقاطعة" بالجديدة

سرقة إقامة الكاتب العام لعمالة آسفي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات