لم يخلف بائعو «سيكوك» وعصير الليمون، موعدهم، وحلوا بشارع الجيش الملكي بالبيضاء، آملين في أن يخففوا من «معاناة» المشاركين في احتفالات فاتح ماي مع ارتفاع درجة الحرارة، وإرواء عطشهم بعد وقوفهم ساعات طويلة في انتظار كلمة الميلودي المخارق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل.قصدوا المكان جارين عرباتهم الصغيرة، بعد أن وضعوا عليها «اللبن» والليمون بكميات كبيرة، باعتبار أن الطلب سيكون أيضا كبيرا. لم يغفلوا أبسط التفاصيل لإنجاح «تجارتهم»، وتحقيق أعلى نسبة مبيعات، إلا أنهم فوجئوا بخلو المكان من المحتفلين، رغم أن المنصة موضوعة في مكانها ورجال الأمن منتشرون في كل مكان، وبعض الصحافيين يراقبون من بعيد.وقف الكثير منهم مندهشا، كيف لشارع الجيش الملكي أن يكون بهذه الحلة، وفي هذا اليوم بالضبط الذي يخلد فيه العالم عيد العمال، وفيه قد يحتفل البعض، فيما البعض الآخر يستغله لرفع مطالب حبيسة الرفوف وتوجيه انتقادات لسياسة الحكومة في ما يتعلق بالملف المطلبي للشغيلة.ففي فاتح ماي من كل سنة، لم يكن يسمح للسيارات والحافلات وحتى الدراجات النارية، بالمرور من الشارع، إذ كان رجال الأمن يتكلفون بإغلاق المنافذ في وجوههم إلى حين انتهاء الاحتفالات، لكن اليوم، الوضع متغير، وحركة السيارات دؤوبة، ولا يوجد من يمنعها من استعمال الطريق. الرجال والنساء وحتى الأطفال كانوا في كل مكان في الشارع، في مثل هذا اليوم، رافعين شعارات مختلفة، مطالبين بتحسين ظروف عملهم وتحسين وضعيتهم. وقبل منتصف اليوم بقليل، كانت هتافات المشاركين تتعالى بعد أن يخرج أمين عام النقابة من الفندق الذي يقرب المنصة، وتتعالى أكثر، في الوقت الذي ينتقد سياسة الحكومة خلال الكلمة التي يلقيها للمناسبة، لكن، شارع الجيش الملكي لم يشهد كل ذلك، وهو اليوم خالي من كل تلك الصور، بسبب مقاطعة المركزيات لاحتفالات.تأكد الباعة المتجولون الذين حلوا بشارع الجيش الملكي أن خطوة المركزيات الأكثر تمثيلية، وإعلانها مقاطعات الاحتفالات لأسباب محددة، تم تطبيقها بالفعل، ولم تكن تهديدات يهدف من خلالها دفع الحكومة إلى التدخل في آخر لحظة، وتوقيع اتفاقية أو اتفاقيتين تتضمن تحقيق مطالبها التي سطرتها في مذكرة وجهتها إليها، وأعادت تذكيرها بها.علامة الغضب بدت على أحد باعة «سيكوك»، فقرر بعد دقائق من انتظار المحتفلين بالعيد الأممي، مغادرة المكان. وفي الوقت الذي قرر أصدقاؤه العودة أدراجهم، اتجه نحو تجمع صغير لنقابة، كانت قرب محطة قطار الميناء البيضاء، وهناك وقف ينتظر المتعطشين لـ»سيكوكه» و»لبنه» البارد. انتظر المحتفلين بعيد العمال المنضوين تحت لواء نقابة صغيرة لم تتجرأ على الانضمام إلى المقاطعين، حاملا خيبته في انتظار عيد عمالي في حجم توقعاته، وفيه يمكن أن يسجل أعلى نسبة مبيعات. إيمان رضيف