قانون للحماية مع وقف التنفيذ

القضايا على رؤوس الأصابع وعدد الشكايات لا يتعدى مائة يعرف القانون "المعطيات ذات طابع الشخصي" بأنها كل معلومة كيفما كان نوعها، بغض النظر عن الوسيلة التي استخدمت للحصول عليها سواء كانت مكتوبة أو عبر الصوت والصورة، تتعلق بشخص ذاتي معرف أو قابل للتعرف عليه، ويفرض القانون نفسه عقوبات على الأشخاص الذين يخالفونه قد تصل إلى سنتين حبسا نافذا.غير أنه بالرجوع إلى الإحصائيات المتوفرة نجد أن هذا القانون المعمول به منذ 2011 بالمغرب ما يزال حبيس الرفوف، ولم يتم الترويج له بالشكل المطلوب. التفسير الوحيد الذي يعطى لهذا الأمر، هو الجهل بهذا القانون من قبل أغلب المغاربة، وحتى الذين اطلعوا عليه لم يتمكنوا من فك شفراته ومعرفة المقصود بالحياة العامة أو الخاصة، وبالتالي فهم لا يعرفون متى تنتهك معطياتهم الشخصية ويعتبرون تلقي رسالة عبر "الإيميل" من شركة تعرض سلعة للبيع من باب الخدمات التي تصلهم دون بذل مجهود، وبالتالي هم أحرار بين الاستجابة أو الرفض.ويفسر هذا الجهل بالقانون من قبل أغلب المغاربة، بعض الأرقام المتوفرة، إذ أن عدد الشكايات التي تلقتها اللجنة الوطنية لمراقبة المعطيات الشخصية والتي كانت صفرا في 2011، لم تتجاوز المائة بعد مرور أربع سنوات، وهو رقم هزيل بالنظر إلى حجم خرق المعطيات الشخصية للمغاربة من قبل العديد من الشركات التي تتلقى معلومات من زبنائها، دون إخبارهم بالأمر ودون احترام الغاية من المعالجة وإبلاغها إلى الشخص المعني وإلى اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي.ويعكس الجهل بالقانون من جهة، وعدم المبادرة بالمطالبة بحماية المعطيات الشخصية، عدد القضايا المعروضة على المحاكم، والتي تغيب أرقام وإحصائيات عنها إلى حد يمكن القول معه، إنها لا تتعدى رؤوس الأصابع، كما أنه لم يسبق أن سمعنا يوما أن محكمة أدانت شركة أو مؤسسة ما لخرقها هذا القانون. وحدها الشركات الكبرى مستفيدة من هذا اللبس، ومن هذا القانون الموقوف التنفيذ، إذ أنها تجني أرباحا كبيرة من استغلال المعلومات التي توظفها في ترويج سلعتها، مستغلة أرقام هواتف ومعلومات خاصة بالمواطنين حصلت عليها بطرق تدليسية أو من بعض شركات الاتصال. الصديق بوكزول

قانون للحماية مع وقف التنفيذ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حق دستوري أكبر من انتظارات المواطنين

30 مليار جهاز سترتبط بالأنترنت في 2030

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات