طالب الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، في ذكرى أحداث الإرهابية التي عاشها حي الفرح بالبيضاء، بإحداث مجسم لرجل الأمن الذي أودت الأحداث بحياته، بعد تدخله لمنع انتحاري في تفجير نفسه وسط السكان. وحذرت الجمعية نفسها، في وقفة نظمتها، نهاية الأسبوع الماضي بالبيضاء، من خطابات التكفير، والتهديدات بإزهاق الأرواح واستباحة دماء عدد من الفاعلين السياسيين والحقوقيين والجمعويين والإعلاميين، مؤكدة أنها تمثل خير دليل على أن مد التطرف الذي يلبس لبوسا دينيا هو في منحى تصاعدي، وأنه لا يمكن القبول به أو السكوت عنه، ويتطلب من الحكومة المغربية إعمال القانون في مواجهته، عوض اعتماد غض الطرف أو التسامح مع تفاصيله لخلفيات سياسوية، لأن الأمر يتعلق بأمن ووحدة واستقرار مجتمع، وليس مجالا لأي مزايدة.وجدد الفضاء، أثناء تخليده للذكرى، في الوقفة التي نظمها، تحت شعار "شهداء أحياء، ضحايا أشداء"، بحديقة الإدريسية حضرتها أرملة الشهيد محمد زنبيبة، وعدد من أرامل ضحايا 16 ماي، بالإضافة إلى ضحايا تعرضوا لإصابات خلال تفجيرات حي الفرح، وعدد من الفاعلين والمهتمين بالظاهرة الإرهابية، (جدد)، مطالبه إلى الحكومة بضرورة إصلاح الحقل الديني، محملا إياها مسؤولية التعاطي الإيجابي وإعمال القانون في مواجهة التهديدات الإرهابية والخطابات التكفيرية.ووجه الفضاء رسائل إلى رجال الأمن اعترافا بالمجهودات الأمنية في تفكيك الخلايا وفي مواجهة المخاطر الإرهابية.وتخللت الوقفة كلمات تؤكد أن جراح الأحداث الإرهابية لم تندمل بعد، جراح كان من الممكن أن تتعاظم وتتفاقم حدتها، يقول الفضاء الحداثي، "لولا حزم السلطات المحلية والمصالح الأمنية بمختلف مستوياتها، واليقظة في مواجهة خلايا التطرف والإرهاب، الفردية منها والجماعية، وهذا ما تؤكده الاعتقالات التي نشاهد ونتتبع تفاصيلها بين الفينة والأخرى، وهو ما لا يمكن إنكاره، ونعتبر أن هاته اللحظة هي مناسبة كذلك لتحية كل الساهرين على أمن وطننا والمواطني".واستحضرت الوقفة الرمزية أسماء شهداء قضوا أثناء تأدية واجبهم المهني في الذود عن الوطن، كما هو الشأن بالنسبة إلى "الشهيد محمد زنبيبة"، الذي ودّع أسرته الصغيرة وكذا الكبيرة دون موعد ودونما استئذان، وأسلم روحه لبارئها وهو يؤدي مهمته للمساهمة في السهر على أمن المواطنين وحمايتهم في مواجهة الإرهابيين، والذي نطالب بأن يتم تخصيص نصب تذكاري له على غرار باقي ضحايا الأحداث الإرهابي".ضحى زين الدين