إجماع على أن السياسة وضعف التسيير سببا مشاكل الفريقيخوض شباب المحمدية سباقا مع الزمن وضد منافسيه من أجل تفادي الهبوط إلى القسم الثاني هواة، بعد تدني مستواه ، وهو الذي كان من خيرة الفرق المغربية التي طالما تنافست على الألقاب.يعاني شباب المحمدية اليوم مجموعة من المشاكل التسييرية، أوصلته إلى المحاكم بعد الدعاوى القضائية، التي رفعها مسيرون سابقون ضد رئيس الفريق طارق ورقي، تحمل تهما ثقيلة منها التزوير في محاضر رسمية والتلاعب في مالية الفريق. يعيش شباب الفريق أحد أسوأ مواسمه الكروية، إذ مر بسلسلة تخبطات، لم تتوقف عند تغيير المكتب المسير مرتين، وجلب الطاقم التقني الذي قيل عنه إنه مفروض على المكتب المسير، إذا ما أراد أن يحصل على المنحة السنوية لإحدى الجهات الداعمة، قبل أن يتم تعيين المدرب الحالي عزيز أيت عابي، لتتحسن النتائج بعد الشيء، ويتخلص الفريق من رتبته الأخيرة، بعد أن حقق فوزين متتاليين على حساب فتح الناظور، وشباب مريرت. وتشير الإحصائيات المتعلقة بأداء الفريق خلال هذا الموسم الذي يوشك على نهايته، أن الأداء اتسم بعمومه بنتائج كارثية بكل المقاييس، إذ انهزم في تسع مناسبات، فيما لم يفلح في تحقيق الفوز سوى في 6 مباريات، و تعادل في 11 مباراة، وهو ما جعله يتأرجح في أسفل الترتيب. إفراغ الفريق من أجود لاعبيهكشفت استقالة مصطفى الزياتي، رئيس اللجة التقنية داخل مكتب شباب المحمدية لكرة القدم، من المكتب المسير لنادي في وقت سابق، مجموعة من الحقائق، بعد أن احتج على سوء التسيير الذي يعرفه الفريق، والتراجع على قرارات تم اتخاذها في اجتماعات رسمية، وتسريح أجود اللاعبين.وأكد الزياتي أنه التحق بالفريق، الذي سبق أن قاده رئيسا إلى الصعود إلى القسم الأول موسم 2003 - 2004، بناء على طلب من مجموعة من المحبين، نظرا إلى الوضعية الصعبة للفريق، لكنه وجد نفسه مضطرا لتقديم استقالته.وكان الزياتي صرح في وقت سابق أن مكتب الفريق كلفه من خلال اجتماع رسمي بترؤس اللجنة التقنية، التي تكلفت بالعمل على مسايرة، الطاقم التقني للفريق، مشيرا إلى أن سوء النتائج التي حصدها الفريق، جعلت مكتب الفريق يجتمع باللجنة التقنية، ويتفقوا على تغيير الطاقم التقني، أو انسحاب المكتب المسير. وزاد الزياتي أنه عند مطالبته بتنفيذ محضر الاجتماع بإقالة المدرب، تراجع رئيس الفريق، طارق ورقي عن القرار بدعوى انه تلقى أوامر من الجهات الداعمة للفريق بالإبقاء على مدرب الفريق، مقابل الاستمرار في دعم الفريق. كما عزا الزياتي استقالته إلى تسريح مجموعة من اللاعبين، الذين كانوا يشكلون النواة الأساسية، من بينهم المدافع الأوسط أيوب مودحي والمهاجم عادل حفاري ومحمد السرتي ومحمد حنفي، دون الحديث عن أزيد من ثمانية لاعبين آخرين تم تسريحهم. المعارضة تتنازل من أجل الفريقمراد المتوكل ورشيد الشيوخ اسمان ترددا هذا الموسم أكثر من مرة، لا لشيء سوى لكثرة الملفات القضائية التي رفعاها ضد رئيس الفريق، منها شكاية استعجالية لمنعه من عقد الجمع العام الاستثنائي الأخير، بدعوى بطلان محضر الجمع العام العادي الثاني الذي اعتبروه مزورا.وأفاد أمين المتوكل أنه اجتمع رفقة الشيوخ بمكونات الفريق من أجل عقد صلح لمصلحة الفريق، الذي يعتبر الضحية الأول، خصوصا بعد دخول مجموعة من أصحاب النوايا الحسنة وتغليب الحوار لحل المشاكل مع الرئيس، ليتم عقد لقاء معه، قبل أن التوصل إلى مجموعة من الحلول لإنقاذ الفريق.وأضاف «نحمد الله أن الفريق بدا يحقق نتائج ايجابية بروح قتالية للاعبين وعودة الجمهور».وتابع المتوكل «للأسف هناك مسؤولون على الشأن المحلي قاموا بتوظيف فريق شباب المحمدية، من أجل إنقاد فشل سياستهم المحلية، التي انعكست على الفريق»، مؤكدا «حرام على هؤلاء المسؤولين أن يستغلوا مأساة الفريق، لتحقيق الغايات السياسية الضيقة، ولأنه عليهم الابتعاد عن الفريق من أجل ممارسة لعبتهم السياسية. ونحن نرى كيف تدهورت المدينة، في السنوات الأخيرة»، وحمل المسؤولية لأبناء المدينة الذي قال عنهم إنهم باعوها للغرباء. واستطرد المتوكل أنه أعجب ببادرة رئيس المجلس البلدي محمد لمفضل، نحو الفريق بعدما قام بأداء واجبات الفندق الذي عسكر به الفريق قبل مباراة فتح الناظور، وخصص منحة للاعبين، لكنه أفسدها بالإشهار والهالة الإعلامية التي خلقها لنفسه، مستعملا الفريق ولاعبيه في حملة انتخابية قبل الأوان. وزاد المتوكل «مشاكل الفريق لا تكمن في الإقامة بفندق من خمسة نجوم، بل إنه في حاجة إلى الاهتمام باللاعبين، وهذا هو التناقض، مؤكدا أن رئيس المجلس البلدي إن أراد المساعدة الحقيقة، فبإمكانه استعمال منصبه للبحث عن موارد قارة للفريق للخروج من محنته. المكتب المسير يتكلم... بتحفظهاتف الرئيس يرن ولا يجيب، قبل أن نعلم أنه خضع لعملية جراحية، نعيد الاتصال بعضو المكتب أسامة النصيري، لنكتشف أنه ممنوع من الحديث إلى الصحافة خلال هذه الفترة.نتصل بأحد أعضاء المكتب الذي يقبل الكلام لكن مع عدم ذكر اسمه، فأكد أن الصلح تم بين رئيس الفريق وباقي الأطراف من أجل مصلحة الفريق، مضيفا «الكل كان يعتقد أن التسيير بالسهولة مما كان، منهم أعضاء سبق أن كالوا الاتهام لبعض أعضاء المكتب السابق، قبل أن يستعينوا بهم من جديد في هذا المكتب.وأثار العضو نفسه وجود مجموعة من المشوشين ابتلعوا ألسنتهم كمسيرين قدامى وجمعيات الأنصار، كما تساءل عن الشركات التي كانت تدعي أنها ستغرق الفريق بالأموال، فإذا به يغرق في أسفل الترتيب.كمال الشمسي (المحمدية)