خمارات بروح رياضية

ملاذ فئة من السكارى يفرون من الإغراءات ويبحثون عن الأمن المفقود في الحانات والكباريهات تجد فئة من السكارى، ملاذها في النوادي الرياضية، أو ما يصطلح عليه ب"الكلوب" التي تقدم خدمات توازي عقلية مرتاديها، الباحثين عن متعة الخمر، أكثر من أي شيء آخر.وبغض النظر عن الطريقة التي تدبر بها مالية هاته الأندية، والمعفية من الضرائب، رغم أن الأثمنة بداخلها لا تختلف كثيرا، عن تلك المعروضة في فضاءات أخرى، تؤدي واجبات الدولة، فإن عددا كبيرا من السكارى يجدون فيها راحتهم، ويفضلونها عن الحانات والكباريهات. ويرى الكثيرون، أن هذا النوع من الخمارات المقنعة، مناسبا لسنهم وميولاتهم في طريقهم للبحث عن السعادة، خصوصا أن مثل هذه الفضاءات وإن كانت لا توفر لهم سبل الترفيه على غرار الحانات والكباريهات، لكنها برأيهم تجنبهم الشبهات، خاصة في ما يتعلق بوجود العنصر النسوي، الذي ينعدم تماما في سهرات النوادي الرياضية.غالبا ما يفتح النادي الرياضي أبوابه بداية من منتصف النهار، ليستمر في استقبال رواده أو المنخرطين فيه إلى غاية الحادية عشرة على أبعد تقدير، وهذه ميزة أخرى بالنسبة إلى السكارى، الذين يفضلون العودة إلى بيوتهم في ساعات محددة. ويبحث السكارى داخل النوادي الرياضية، عن أمان مفقود في الحانات والكباريهات والفضاءات السياحية، بشكل كبير منذ أحداث البيضاء 2003، لأن الولوج إليها ليس مباحا لعموم الناس، وثانيا لأن روادها وجوه مألوفة، دأبت على اللقاء في ساعات محددة، لتجاذب أطراف الحديث والترويح عن النفس، بطريقة حضارية، بعيدا عن صخب الحانات وضوضاء الموسيقى.وبإلقاء نظرة خاطفة، على رواد النوادي الرياضية، تجدهم من فئة عمرية محددة، أغلبهم تجاوز سن الأربعين، جاء إلى الفضاء للاستمتاع بلحظات جميلة، يتقاسمها مع أقرانه، وفي بعض الأحيان أكبر منه سنا، تجمعهم المبادئ نفسها، وفي كثير من الأحيان يتقاسمون حب الفرق ذاتها، ويشكلون ناديا داخل النادي، للدفاع عن مصالح الفرق التي يعشقونها.جمالية النوادي الرياضية، تكمن في متابعة المباريات بشكل جماعي، مع ما يخلفه ذلك من ضوضاء وهرج، قريبا إلى حماس المدرجات، مع العلم أن مثل هاته التجمعات، غالبا ما يشارك فيها أشخاص، لا تربطهم أي علاقة بالخمر، لا من قريب أو من بعيد، وإنما يحرصون على الحضور للاستمتاع بالتعليقات، والتعليقات المضادة، في أجواء مرحة، تفتقدها الحانات والكباريهات.من ميزات النوادي الرياضية، التي تشجع السكارى، على الحضور المتواصل، إضافة إلى تسهيلات في الأداء، هناك نوعية الأكل المقدم، الذي يتشكل في غالبيته من أطباق تقليدية، يتم طهيها بطريقة خاصة، توافق رغبات الزبناء، في الاستمتاع باللحظة، حول مائدة طبيعية، بعيدا عن الأكلات الجاهزة، ميزة الحانات والكباريهات.رواد النوادي الرياضية، من مختلف أطياف المجتمع، محامون وقضاة وإعلاميون، ورجال التعليم، ورجال الأمن، ورياضيون سابقون، وفي بعض الأحيان أعيان، يبحثون عن لحظة مختلفة، يجدونها داخل هذا الفضاء الذي يجمع بين جدرانه فئات المجتمع، بكل درجاتها، ولا يفرق بين هذا الزبون وذلك، سوى بانضباطه واحترامه للمكان الذي يوجد فيه، بعيدا عن مزايدات الحانات والكباريهات. نادرا ما تشهد النوادي الرياضية، اصطدامات بين الزبناء، على غرار ما يحدث بشكل متكرر، في مشهد صادم داخل الحانات والكباريهات، لذلك يفضل روادها الاستمتاع بلحظات قصيرة، في أجواء تقليدية، يسودها التسامح والمرح في الكثير من الأحيان، على إنهاء سهراتهم في مخافر الشرطة، بعد ليلة صاخبة.نورالدين الكرف

خمارات بروح رياضية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"كورصا لايف" يستضيف "إمبلس"

"إنتل" تساهم في تطوير حواسيب "2X1"

مقالات ذات صلة