راسل رئيس مجلس النواب محتجا على "التواطؤ الفج للأغلبية" هدد حزب الاستقلال بفك الارتباط مع أحزاب المعارضة، ممثلة في الاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، والأصالة والمعاصرة، بعد توصله بمعطيات دقيقة، تفيد أنها خرقت بقصد، وعن سبق إصرار، الاتفاق القبلي في التصويت على مرشحه النائب، خالد السبيع، لرئاسة لجنة تقصي الحقائق في فياضانات الجنوب المغربي، وفق ما ذكر مصدر حزبي استقلالي لـ"الصباح" فضل عدم الكشف عن اسمه.وأكد المصدر نفسه، أن قياديا نافذا في حزب الأصالة والمعاصرة، هو من أذن للنائب عبد اللطيف وهبي، بالترشح لرئاسة لجنة تقصي الحقائق حول فيضانات الجنوب، والاتفاق مع الأغلبية البرلمانية لتحصيل أصوات كافية لإزاحة الاستقلالي السبيع.وأفاد المصدر نفسه أن القيادي النافذ في حزب "الجرار" المساند لنائبه، سعى إلى الترويج عبر بعض وسائل الاعلام إلى أن السبيع لا يصلح لهذه المهمة، لأنه كان مراقبا لوزارة النقل التجهيز، ولا يمكنه أن يكون حكما وخصما في آن، كي يزاح مرشح الاستقلال.واعتبر المصدر نفسه، الذي بدا منزعجا، وهو يوضح حيثيات قرار حزبه، أن الترويج لمثل هذه "الخزعبلات " مردود عليه، لأن السبيع ليس مسؤولا محليا، ولم يأذن للمواطنين بالمرور في شوارع ملئت بالماء جراء فيضان الأودية، كي توجه إليه أصابع الاتهام بأنه تسبب في حدوث تلك المأساة الاجتماعية، كما لم يكن مسيرا للوزارة طلية ثلاث سنوات من عهد حكومة عبد الإله بنكيران.وأعلن المصدر نفسه، أن النواب الاستقلاليين، أعلنوا انسحابهم من لجنة تقصي الحقائق حول فيضانات الجنوب المغربي، تنديدا بتصرف فرق المعارضة، واصفا ذلك ب" لعب دراري". كما انتقد تصرف فرق الأغلبية التي تواطأت لخرق أعراف برلمانية، تتمثل في التصويت على من تم الاتفاق حول شخصه، كما يحصل اثناء انتخاب مكتب مجلس النواب، إذ يتم التوافق على قائمة مغلقة لنواب وأمناء ومحاسبي رئيس مجلس النواب، للتصويت عليها دفعة واحدة.وأضاف المصدر نفسه، أن نور الدين مضيان، رئيس فريق حزب الاستقلال، راسل رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، مساء الجمعة، محتجا على الطريقة التي انتخب بها رئيس لجنة تقصي الحقائق البرلمانية، مؤكدا أنها مست بعمق وظيفة حزب وطني له قيمة سياسية ومجتمعية، ولم يرض عن التلاعب الذي حصل، حاثا رئيس المجلس على ضرورة مراجعة تركيبة اللجنة، معلنا أن نوابه انسحبوا منها .كما صب المصدر نفسه، جام غضبه على الأغلبية البرلمانية، التي خرقت الأعراف النيابية، في سابقة غير معهودة، معتبرا أنهم مارسوا " قوالب السياسة"، وابتعدوا عن الأخلاق في تصرفهم الأرعن، وهم يطعنون في نائب من المعارضة الوطنية لتولي مهمة رئاسة أول لجنة تقصي الحقائق على عهد الدستور الجديد الذي منح للمعارضة مكانة مرموقة، كي تراقب بشكل دقيق عمل الحكومة، وبدونها لن تكون هناك ديمقراطية، متسائلا عما ربحه فريق حزب العدالة والتنمية، من هذا اللعب الفارغ غير المنتج لقرار مفيد لسكان الجنوب.وكان وهبي حاز على ثمانية أصوات، حصد أغلبها من فرق الأغلبية، فيما لم ينل السبيع سوى ثلاثة أصوات، اثنان من فريقه الاستقلالي، علما أن نائبين من الاتحاد الاشتراكي شاركا في التصويت، ونائبا من الأصالة والمعاصرة، فيما غاب نائب ثان من الفريق نفسه.كما تم انتخاب عبد اللطيف بروحو، من فريق حزب العدالة والتنمية، مقررا للجنة، مرشحا عن الأغلبية، بنيله 9 أصوات. ولم يتسن لنا أخذ رأي وهبي، لأن هاتفه، كان لا يرد طيلة صبيحة (الأحد).أحمد الأرقام
3.jpg)
“
