أوريد: تعليمنا ما زال أسير الخرافات

المؤرخ السابق للمملكة يرد على تخوين "بيجيدي" لأنصار الانفتاح اللغوي لم يتردد حسن أوريد، المؤرخ السابق للمملكة، في اعتبار أن التعليم في المغرب ما زال أسير عدد من الخرافات والأساطير، وذلك في رد ضمني على موقف حزب العدالة والتنمية، الذي اتهم دعاة اعتماد العامية باستهداف الوطن وفسح المجال أمام الهيمنة الأجنبية. وخلص الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، أول أمس (الأحد)، في ندوة لمناسبة معركة «بوكافر» بمركز «ألنيف» بتنغير إلى «ضرورة ارتكاز الإصلاح المنشود على بنية عقلانية لا مكان فيها للأساطير، تربط بين الأسباب والمسببات بدل ترسيخ منطق الخرافات»، معتبرا أن المغرب في حاجة إلى لغة عالمية تختصر الطريق، ومن ثم فلا بديل له عن الانفتاح على الفرنسية والإسبانية. كما انتقد أوريد التركيز على الانتماء العربي والمغاربي وإهمال البعد العمودي من خلال الانفتاح على الشمال الأوربي والتجذر في الجنوب الإفريقي»، معتبر أن خيار اتحاد المغرب العربي مناف لعبقرية المنطقة، على اعتبار أن السياسة تقاس بثمارها كالأشجار. كما دعا أوريد المفكرين الأمازيغ إلى الانتقال «من خطاب الهوية إلى خطاب المصير»، على اعتبار أن الأمازيغي ليس دائما هو ذلك الذي يتحدث الأمازيغية، بل هو ساكن أرض الأمازيغ، أي «أننا جميعا إيمازيغن مهما كانت أصولنا»، موضحا ذلك بأن كل الأنهار تغتني من روافد وأن المغاربة جاؤوا من العبقرية الأمازيغية وعليهم الذهاب إلى القيم الكونية، التي تتطلب التوفر على وعي تاريخي، وبنية علاقات تقوم على العمل. ويأتي كلام أوريد أياما قليلة بعد وضع الأمانة العامة لـ «بيجيدي» للعربية والأمازيغية ضمن رموز السيادة، إذ أنهت ندوتها السياسية الشهرية الأخيرة حول موضوع: «إصلاح منظومة التربية والتكوين» بتوجيه أصابع الاتهام إلى دعاة اعتماد العامية باستهداف الوطن وفسح المجال أمام الهيمنة الأجنبية.وفي الوقت الذي يشدد فيه مدير مركز طارق بن زياد للدراسات على الانفتاح في وجه لغات الجيران الأوربيين، أكدت الأمانة العامة لحزب رئيس الحكومة على أن المرتكزات، التي ينبغي أن تؤطر مشروع الإصلاح العميق والشامل، يجب أن تنطلق من الدستور الذي صادق عليه الشعب المغربي يوم فاتح يوليوز 2011، وخاصة ما يتعلق بتحصين السيادة اللغوية، على اعتبار أن اللغة لا تشكل فقط أداة للتواصل واكتساب المعرفة، بل هي ركن أساس في تعزيز بناء الهوية الثقافية للشعوب وانتمائها الحضاري واستقلال الشخصية الوطنية الفردية والجماعية عن أي شكل من أشكال الاستلاب والضياع، ومدخلا من مداخل النهضة والتنمية والإبداع، داعية إلى إعادة الاعتبار للغتين الوطنيتين، وهو ما يستلزم اعتبار اللغة العربية لغة للتدريس في جميع مراحل التعليم، والعمل على تنمية اللغة الأمازيغية وتأهيلها لتأخذ مكانها في المنظومة التربوية. كما وضع «بيجيدي» صيانة اللغة الوطنية في رتبة الضرورة الوطنية والاستحقاق الدستوري، على اعتبار أن النهوض بتدريس اللغة إحدى الواجهات الأساسية لإصلاح نظام التعليم، وهو ما يقتضي رفض مختلف الدعوات إلى التلهيج واعتماد العامية، والتي تستهدف محاصرة اللغتين الوطنيتين، وفسح المجال أمام الهيمنة اللغوية الأجنبية.ياسين قُطيب

أوريد: تعليمنا ما زال أسير الخرافات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكوكب والفتح يفشلان في إزعاج الوداد

اعتقال أستاذين بالجديدة بتهمة الخيانة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات