الناشئون ينتفضون ضد منطق “الصدقة”

> بنعمرو : الدعم آلية للوصاية السياسية > زيان : المهم هو المرور عبر الإعلام > خليدي : الدولة خرقت مبدأ التكافؤ لم يخطر ببال المواطنين، دافعي الضرائب، أن يحصل نقاش بين الفاعلين الحزبيين الخمسة وثلاثين، عقب إصدار قضاة المجلس الأعلى للحسابات، تقريرهم السنوي، بشأن تدقيق ماليتهم لتفادي التسيب، والتهرب من تقديم حجج مادية على أوجه صرف الدعم المالي العمومي الثلاثي الأبعاد، الخاص بالمؤتمرات الوطنية، والمتعلق بنتائج الانتخابات، مقاعد وأصواتا، والمرتبط بالأنشطة السنوية، تطبيقا للقانون، واحتراما لمصداقية الأحزاب. ولأجل مواكبة ذلك، ارتأينا تلقي تصريحات تهم نوعين من الأحزاب، التي تسمى ناشئة، ويصطلح عليها تداوليا أحزاب صغيرة، والأخرى التي لها تمثيلية أكبر في البرلمان، بعيدا عن فكرة فئات واسعة من المجتمع المغربي، التي تتهم الأحزاب بالتهام الأموال العامة، محليا بالجماعات والبلديات والجهات، والأقاليم والعمالات، والبرلمان والحكومة، والمجالس الوطنية، وكل المؤسسات. وتعتبر الأحزاب الناشئة التمويل المالي للدولة أشبه بصدقة، لا يساعد على تأطير المواطنين، ومنها ما لا يحصل على أي دعم كأحزاب فدرالية اليسار، والأخرى تعتبر أنها محرومة من المرور عبر وسائل الإعلام، وبالتالي فهي مقصية من مواجهة أطروحات الأحزاب الكبرى، التي تصفها بالفاشلة، والمخلصة لإنتاج التخلف. في الوقت الذي احتج عبد الرحمان بنعمرو، الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على حرمان حزبه وباقي مكونات فدرالية اليسار الديمقراطي، الذي يضم بالاضافة إلى حزبه، الاشتراكي الموحد، والمؤتمر الوطني الاتحادي، من التمويل العمومي، للمساعدة على تأطير المواطنين، بدعوى أنهم قاطعوا الانتخابات، لغياب النزاهة، اعتبر محمد زيان، المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي، أن عملية التمويل العمومي للأحزاب، تكرس استمرارية الأغلبية والمعارضة البرلمانية في تدبير الحكم، لأنها تساعدها على البقاء، وتضعف الأحزاب الناشئة، فيما يرى محمد خليدي، أمين عام حزب النهضة والفضيلة أن مبدأ تكافؤ الفرص غائب بالمغرب بما يكفل المصلحة الوطنية العليا، التي هي المبتغى والضابط لعمل الأحزاب السياسية، سواء الموجودة في البرلمان، أو التي تشتغل خارجه.وقال بنعمرو إنه في الدول العريقة ديمقراطيا، سواء شاركت في الانتخابات أم لا، فلا يحق للدولة أن تمارس عليك الوصاية السياسية ، خاصة بالنسبة إلى من يفضح الفساد والاستبداد، مؤكدا أن الأحزاب التي تحصل على التمويل المالي، تتمكن من تحصيل التمثيلية في المؤسسات عبر فئات الأعيان، لخدمة مصالح الحكم.وأكد بنعمرو أنه لا يحق للدولة اشتراط المشاركة الانتخابية لتحصيل التمويل، لأن مقاطعة الانتخابات تدخل في صميم حرية القرار والتعبير.وسجل زيان باستغراب شديد اعتبار ما يقدم لحزبه الليبرالي، من تمويل، مؤكدا أن المنحة الصغيرة لا تكفي لطبع برنامج الحزب، وكذا تكاليف أشغال المؤتمر العام الذي حصل على 120 ألف درهم لم تغط مصاريف المؤتمرين.لكن زيان يعتبر أن الإشكالية أعمق من التمويل ، لأنها تمس النقاش السياسي والتحضير الانتخابي، وتخص المرور عبر وسائل الاعلام العمومية تلفزيا وإذاعيا وبوكالة المغرب العربي للأنباء. وأكد خليدي بدوره أن حصول القوى الممثلة في البرلمان على حصة الأسد من الدعم العمومي، واقع ملموس، إذ أن خمسة أحزاب من أصل 35، استفادت من 86 في المائة من إجمالي الدعم وفق تقرير المجلس الأعلى للحسابات، كما أن ثلاثة أحزاب استفادت من 9 ملايين درهم لتنظيم المؤتمرات الوطنية، من أصل 26 مليون درهم الممنوحة ل35 حزبا، إذ يظهر الاختلاف البين في عملية الدعم العمومي.ولاحظ خليدي أن ادعاء الأحزاب الممثلة في البرلمان، أنها تمثل المواطنين، يفضحه عامل ضعف نسبة مشاركة المواطنين في الانتخابات، معتبرا أن الدولة خرقت مبدأ التنافسية الحزبية في تأمين الضروري من الأموال لتأطير المواطنين.وساند خليدي رؤية زيان في مسألة الاستفادة من وسائل الاعلام، مؤكدا أن حرمان الأحزاب غير الممثلة في البرلمان، من البرامج الحوارية، واقتصار ذلك على مرور ضئيل في الحصة الزمنية انتخابيا، هو إقصاء سياسي لمقترحاتها القوية، والحكم عليها بالتهميش، بل هو نصرة لفكرة الحزب الوحيد، أي الإقرار بوجود ثمانية أحزاب فقط.وبخصوص كيفية تأطير المواطنين بشكل فعال، في غياب التمويل ، قال زيان "إن حرية التعبير هي أن تسمح لي بعرض أفكاري في المساحة الإعلامية التي تمتلكها أنت، كما أن حضارة حقوق الإنسان تقتضي أن اشارك أنا أو أي إطار من الحزب الليبرالي في برنامج سياسي، في مواجهة من له فريق برلماني، ومن يدبر الشأن العام الحكومي أو المحلي، لكي نقارع الأفكار ويتابع المواطنون من هو محق"، معتبرا أن ذلك هو الذي يرفع من حجم صناديق الاقتراع والأصوات، وهذا لا تضعه الدولة في حسبانها، إذ تعيد انتاج خيارات الاستناد على من له المال، أو السلطة لتحقيق الفوز الانتخابي، متسائلا عن الأهداف الكامنة وراء إبراز نفس الوجوه، ونفس الأفكار البالية.وانتقد زيان المعايير التي تعتمدها الهيأة العليا للسمعي البصري في توزيع حصص المشاركة اعلاميا، موضحا أن حكماءها لا يفهمون أن الديمقراطية هي ضمان مشاركة الجميع، مستغربا احتكار بعض القوى السياسية المناصب في المجالس الوطنية، على حساب باقي الشعب، ما ستنجم عنه استمرارية التوجه الوحيد، ضدا على مبدأ الليبرالية الحامي للتعددية.وأوضح بنعمرو أن حزبه وباقي أحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي، تقوم بواجبها الوطني النضالي اعتمادا على أموالها الذاتية المقتطعة من جيوب مناضليها،مؤكدا أنها تضحيات جسام في سبيل توعية المواطنين بحقوقهم، مشيرا إلى أنهم لا يعتمدون على الأعيان لتحقيق المكاسب المالية والمعنوية في إطار سياسية الريع، ومع ذلك ينظمون أنشطة اشعاعية فكرية وسياسية وحقوقية يتابعها الجميع، لأجل مواجهة الفساد، مضيفا أن صحافة حزبه توقفت عن الصدور سواء "الطريق" أو "المسار" لصعوبات مالية، إذ يقتصر الحزب على إصدار بيانات للتعبير عن مواقفه التي يشهد بها الجميع.وقال بنعمرو إن الديمقراطية لا تتحقق سوى بمشاركة كافة القوى الحية في البلاد في مختلف وسائل الاعلام، لمواجهة تجار السياسة، ومن يسعى إلى جعلها بابا لتحصيل المنافع الذاتية على حساب الشعب المغربي التواق للحرية والكرامة.أحمد الأرقام الشطط في استعمال الإعلام اقترح خليدي على الدولة تقديم دعم إضافي للأحزاب الناشئة التي تتوفر على أطر وطاقات مبدعة، عوض أن تحاصر وتصبح تلك الأطر محط استقطاب من قبل الأحزاب التي تتوفر على أموال، مضيفا أن حزبه له من المقترحات الهادفة إلى حل جزء كبير من مشاكل المغاربة الاقتصادية والاجتماعية، ويشارك في أنشطة إشعاعية تأطيرية من ماله الخاص عبر الاقتطاع من جيوب "المناضلين الشرفاء".وأكد خليدي وجود ما وصفه " شططا" في استعمال وسائل الاعلام العمومية، من قبل الأحزاب الممثلة في البرلمان، فيما الأحزاب الناشئة تعاني الحيف والاقصاء، وكأن المغرب يحكمه الحزب الوحيد، مستغربا للطريقة التي يوزع بها حكماء الهيأة العليا للسمعي البصري، حصص المشاركة في البرامج الحوارية، ملتمسا تغيير قانونها كي يشارك كل أبناء الوطن في تنميته، وهذا ما يساعد على التأطير السياسي. الدعم... أموال وأشياء أخرى قــــال محمــــد زيـــان، المنســـــق الوطنـــي للحــزب المغربي الليبرالي، إنــه لا تــوجـد دولة في العالم تحصــر المشاركة فــي البــرامــج الحواريــــة على مــــن حصل علــى أكبــر عدد من المقــاعــــد والأصوات، واصفا ذلك "بالاخــــلاص للتخلــف" فــي انتــاج الكلام نفسـه بالوجــوه نفسهــا، ممــا يعنــي إقصــــاءه وأطـــــر حــزبــه مــن المشاركــة عبــر مقترحــات وأطــــروحات تسقــــط أطــروحــات الأحــزاب الثمـانيــة الممثلــة فـــي البرلمــان أغلبيــة ومعارضــة.ومن جهته، قــال عبــد الرحمــان بنعمــرو، أمين عام حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي إن المغاربة واعون جدا أن الانتخابات بالمغرب يستعمل فيها النفوذ وأموال غير قانونية لشراء الذمم، فيما هي تحتم النزاهة والاخلاص والصراع الفكري، ومقارعة البرامج والمقترحات.

الناشئون ينتفضون ضد منطق “الصدقة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداخلية مطالبة بمراقبة صرف الدعم

تكريم دنيا باطمة وسعيدة شرف في عيد المرأة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات