بدا عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة عازما على حشد الأصوات المؤيدة للصيغة التي اقترحتها الحكومة لإصلاح نظام التقاعد. وتوجه بنكيران بالخطاب إلى الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزب "المصباح"، الذي اختار رئيس الحكومة الاستعانة به في معركة تنزيل هذا الإصلاح. وقبيل استئناف جلسات الحوار الاجتماعي، التي انعقدت آخر اجتماعاتها الاثنين الماضي بين المركزيات النقابية الخمس، ورئيس الحكومة، شارك، بنكيران في لقاء تواصلي، ضم الكتاب العامين والإقليميين للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، نهاية الأسبوع الماضي ببوزنيقة، حظي خلاله موضوع إصلاح التقاعد، بالأولوية القصوى، وشدد فيه بنكيران على حتمية تنزيل الإصلاح، لمنع إفلاس الصندوق المغربي للتقاعد.وقال محمد يتيم، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إن الاجتماع التواصلي ضم الكتاب العامين للاتحاد، خصص أساسا لتدارس الوضعية الحالية والاستعداد إلى الاستحقاقات المقبلة، بما فيها محطة فاتح ماي المقبل، نافيا أن يكون حضور بنكيران، الذي أكد أنه حضر الاجتماع بصفته أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، وليس رئيسا للحكومة، مخططا أو عن سبق إصرار وترصد، أو في إطار التخطيط للحوار الاجتماعي، "ما حدث أن الكتاب العامين كانت لهم العديد من الأسئلة والتساؤلات حول قضايا تهم الحكومة والحزب، وكانوا دوما يسعون إلى لقاء الأمين العام للحزب، فارتأيت مهاتفته لدعوته إلى حضور اختتام اللقاء الذي نظم على مدى يومين، بدءا من السبت الماضي"، يوضح يتيم في اتصال هاتفي أجرته معه "الصباح".وقال يتيم "هاتفته، مساء السبت الماضي، وصراحة لم أكن متيقنا من قبوله الحضور في اليوم الموالي، لأن لا علم لي بأجندته أو ما إن كانت له مواعد مبرمجة سلفا، أي أن اللقاء لم يكن له علاقة بقريب أو بعيد بأي نوع من التفاوض مع النقابات أو الحوار الاجتماعي".وفي السياق ذاته، نبه يتيم إلى أن دعوة بنكيران لحضور لقاء تواصلي للمسؤولين النقابيين، يأتي في إطار الشراكة التي تجمع بين المركزية النقابية وحزب العدالة والتنمية، "فنحن لسنا نقابة تابعة للحزب، أو ننفذ مخططات الحكومة، والدليل أننا كباقي النقابات الأخرى نخوض إضرابات، ونعبر عن اختلافنا بالاحتجاج"، يقول الكاتب العام للاتحاد، مضيفا "لكن في المقابل، نحن لا نخفي علاقتنا بحزب العدالة والتنمية، الذي نعتبره شريكا، وعلاقاتنا معه قائمة على التعاون ونفتخر به". ورغم أن الجلسة الختامية لاجتماع الكتاب العاميين للاتحاد، عرفت طرح عدد من القضايا المحلية والمطالب الفئوية، التي علمت "الصباح"، أن بنكيران أبدى تعاطفه حيالها، إلا أن حصة الأسد من النقاش، استأثر بها موضوع إصلاح التقاعد.وأوضح يتيم أن النقاش ظل عموميا بالأساس، وتحدث خلاله بنكيران عن أهمية الشروع في إصلاح التقاعد، واستشهد بتقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي خلص بدوره إلى أن إصلاح التقاعد أمر حتمي، مؤكدا على دور النقابات في الإصلاح، ليختم بأنه لن يبخل على النقابات بتنفيذ أي مطلب يجري التفاوض عليه في إطار الحوار الاجتماعي متى كان ذلك ممكنا. وعما إن كان الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب مؤيدا للصيغة التي اقترحتها الحكومة لإصلاح الصندوق المغربي للتقاعد، أكد يتيم أنه وإخوانه يرفضون طرح الحكومة، وسبق لهم أن أعلنوا عن ذلك مسبقا، ويفضلون بدلا منه، ما جاء في تقرير مجلس البركة، الذي أكد على حتمية وآنية إصلاح قابل للتنفيذ والتحمل من مختلف الفئات الاجتماعية.هجر المغلي