لم يتأخر العدالة والتنمية في الرد على التحالف الذي أعلن عنه إلياس العماري وحميد شباط، بطنجة، أخيرا، ورتبا لالتحاق بعض أفراد عائلة الأربعين بحزب الاستقلال، ومغادرة الحركة الشعبية، خصوصا عبدالرحمان أربعين.وعلمت "الصباح" من مصدر حزبي أن قيادة "بيجيدي"، وضدا على الخطاب السياسي المنتقد بشدة للترحال السياسي، منحت الضوء الأخضر ليوسف بنجلون، المستشار البرلماني والمستثمر في قطاع الصيد البحري، للالتحاق بصفوف الحركة الشعبية للترشح باسمها في مقاطعة طنجة المدينة، وذلك بهدف قطع الطريق على الأصالة والمعاصرة. كما منحت الضوء الأخضر إلى عضوها بمجلس المدينة، أحمد الغرابي، في سياق مخطط محكم للهيمنة على المقاعد في أفق الظفر بعمودية طنجة، للترشح بحزب "السنبلة" على رأس اللائحة بمقاطعة السواني، فيما سيؤول الترتيب الثاني إلى الحركي سمير برحو الذي يرأس حاليا المقاطعة نفسها. وتقوم قيادة العدالة والتنمية بمساع حميدة من أجل تقوية لائحتي الحركة الشعبية بكل من مقاطعة مغوغة وبني مكادة، من أجل تحقيق الأغلبية في أفق انتزاع منصب العمودية من فؤاد العماري، الذي يعيش صراعات بين بعض قادتة حزبه بطنجة، خصوصا في ما يتعلق بتصدر لوائح المقاطعات، أبرزها مقاطعة بني مكادة التي تنتظر عودة محمد الحمامي إلى صفوف "البام"، والتحاق محمد غيلان به، قادما إليه من الحزب العمالي الذي اندمج مع الاتحاد الاشتراكي. وشرع الأصالة والمعاصرة مبكرا في التهييء للانتخابات الجماعية، إذ أبرم تحالفات مبكرة مع حزب الاستقلال في شخص عائلة الأربعين، مع استثناء البعض منها الذي رفض الالتحاق بحزب شباط، ومع الاتحاد الدستوري، الذي بات يسيطر على القطاع الرياضي، وخلق لنفسه إشعاعا كبيرا من خلال تصدر اتحاد طنجة سبورة ترتيب فرق الدرجة الثانية، وهو الفريق الذي يترأسه حميد أبرشان، عضو المكتب السياسي لحزب "الحصان" الذي تحاول جهات نافذة جعله رهانا انتخابيا، وذلك عن طريق تحريك بعض الملفات في هذا الظرف الانتخابي بطريقة تشتم منها رائحة الانتقام. وتفيد كل المعطيات أن موقعة الانتخابات ستكون طاحنة بين العديد من المكونات الطامحة لإيجاد موطئ قدم في الأجهزة المسيرة لمجلس طنجة ومقاطعاتها الأربع، والأكيد أن طموح هاته المكونات ستكون متناقضة بتناقض مواقعها ومواقفها. وتركز الأنظار على "البام" الذي سيكون أمام تحديين، أولهما محو صورة القوة الساعية إلى التحكم في المشهد السياسي، التي التصقت به منذ التأسيس، إذ ما زال الجميع يتذكر أجواء تنصيب العمدة المستقيل، سمير عبد المولى، الذي رضي لنفسه تنصيبه عمدة للمدينة، وهو لا يتوفر على الأغلبية، قبل أن يرغم على الاستقالة بعد حوالي سنة، ويقرر الرحيل إلى العدالة والتنمية، بينما التحدي الثاني لـ"البام"، فمطروح بالدرجة الأولى على فؤاد العماري، الذي يوجد أمام إكراه ليس من اليسير تجاوزه، فهو مطالب من جهة أولى بالحفاظ على منصب العمودية، ومن جهة ثانية، أن الحزب لم ينجح في استغلال موقعه في دفة التسيير لبناء تنظيم قوي، وهو اليوم مضطر لاستقطاب بعض الأسماء الوازنة، من أحزاب أخرى، لتحسين وضعيته التنافسية خلال الانتخابات المقبلة. عبدالله الكوزي