غياب خطة لمواجهة النكبات وتواصل إيواء الأشخاص دون مأوى يعيش سكان عدة مناطق بإقليم الحسيمة، معاناة حقيقية منذ أسبوع بعد التساقطات الثلجية والمطرية المهمة التي عرفتها. وحاصرت وعزلت مرة أخرى بعضها عن العالم الخارجي، لانقطاع الطرق الرئيسية والمسالك المتربة بين الدواوير، ما سجل معه نقص في بعض المواد الغذائية، شأنها شأن حطب التدفئة. وأوضحت مصادر مطلعة، أن سكان هذه المناطق يعيشون وضعية صعبة خاصة بجماعات كتامة وإساكن ومولاي أحمد الشريف ومولاي أحمد إمكزن وتبارنت وشقران، بسبب ندرة الحطب والمواد الغذائية. وكشفت التساقطات الثلجية، مرة أخرى عن غياب خطة واضحة لمواجهة النكبات التي تضرب بين الفينة والأخرى المنطقة، علما أنها مصنفة ضمن المناطق المعرضة للفيضانات والزلازل، لوجود قناطر مهترئة وأودية ومسالك وشعاب خطيرة تتربص بسكان المناطق سالفة الذكر. وتنقطع السبل لإيصال الإمدادات للسكان المحاصرين في المناطق الجبلية، وزادت كميات الثلوج التي تتساقط على الإقليم من معاناتهم.وتسببت الأمطار العاصفية نفسها، في العديد من حوادث السير على الطريق الساحلي بين الحسيمة والناظور، كما جرفت مياه الأمطار والسيول سيارة خفيفة إلى وادي « إبولاي « بحي ميرادور بالحسيمة، قبل أن تتمكن شاحنة الإغاثة من إخراجها بصعوبة. وعرفت الطريق الساحلية الرابطة بين الحسيمة وتطوان، انقطاعات متكررة بسبب مياه الأمطار التي غمرتها في أكثر من منطقة، وكذا انجراف التربة وسقوط الأحجار من أعلى الجبال المحاذية لها. وجرفت مياه وادي «مسيابة « رجلا في عقده الرابع، بعد سقوطه من على جرف ترابي بمركز « الجبهة « بالطريق نفسها. وعاش السكان القاطنون قرب الوادي، ليلة بيضاء بعد أن غمرت المياه منازلهم، وسحبت السيول الجارفة كشكا إلى عمق الوادي، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، مازاد في معاناتهم.وظل العديد من المسافرين محاصرين بمركز الجبهة على الطريق بين الحسيمة وتطوان جراء انقطاعها بسبب فيضان الوادي. وحرمت تلك التساقطات التي ساهمت في فيضانات بعدة أنهار وأودية بمناطق مختلفة بالإقليم، العديد من التلاميذ من الالتحاق بمدارسهم ومؤسساتهم الإعدادية والابتدائية. وتضررت مجموعة من السواقي الموجودة على ضفاف الوديان والأنهار، بفعل إتلاف الأشجار واقتلاع جذورها. وتسببت العواصف ورياح "الشركي" القوية في هيجان البحر وحركة تيارات مائية غير مسبوقة بميناء الصيد البحري بالمدينة، ما رفع درجة التأهب واليقظة في صفوف أرباب مراكب الصيد، خوفا من أن تتسبب الأجواء العاصفية في تكسير مراكب الصيد داخل ميناء الحسيمة، نظير ما حدث في أربعينات القرن الماضي. وتحولت الشوارع الرئيسية بالحسيمة، إلى برك مائية، وأدت إلى عرقلة حركة المرور، إذ لم يجد الراجلون سوى اجتياز الشوارع والأزقة عن طريق وضع الأحجار والصناديق الخشبية حواجز وجسورا وسط البرك المائية من أجل اجتياز الطريق، للوصول إلى الأرصفة. وأدى ارتفاع منسوب المياه نتيجة الأمطار الغزيرة، إلى تسرب المياه إلى العديد من المنازل بحي توريزمو. وللتخفيف من تأثيرات هذه الأجواء غير المسبوقة، وانعكاساتها على حياة السكان، خاصة الأشخاص بدون مأوى، تواصل السلطات الإقليمية، جهودها من أجل إيواء عدد مهم من هذه الشريحة، بمعدل يفوق 30 شخصا يوميا، بمختلف الجماعات الترابية، وذلك بالمراكز الاجتماعية والمؤسسات الاستشفائية، خاصة ممن هم في حاجة إلى العناية الطبية.جمال الفكيكي (الحسيمة) اجتماعات لتشخيص الوضع ودراسة طرق التدخل عقدت اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع، سلسلة من الاجتماعات لتشخيص الأوضاع، ودراسة طرق التدخل، ليتم ترجمتها على أرض الواقع، في زيارات ميدانية إلى مختلف القرى والدواوير المتضررة في المناطق الجبلية، لتفقد أحوال السكان، وتقديم المساعدات لفائدتهم، المتمثلة في توزيع الأغطية والمواد الغذائية من جهة، والخدمات الطبية، وتوزيع الأدوية التي يشرف عليها طاقم طبي متكون من أطباء مختصين وممرضين وصيادلة من جهة أخرى.وحسب مصادر عليمة، فقد أغلقت مجموعة من المؤسسات التعليمية في دائرة تاركيست ودائرة كتامة خلال أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، الماضيين، كما تراقب اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع الأحوال بتلك المناطق بدقة ومسؤولية، وعلى أهبة الاستعداد للتدخل في كل لحظة. واستنفرت مديرية التجهيز بإقليم الحسيمة مواردها البشرية واللوجيستيكية في سباق محموم مع الزمن لفتح الطرق والمسالك المقطوعة في وجه حركة المرور، بفعل الثلوج التي تساقطت منذ الثلاثاء الماضي على المناطق الجبيلة كإساكن وكتامة وإكاون وشقران وبني حذيفة.
