معرض “أليوتيس”… فضاء لتبادل الخبرات والشراكات

البحر والصيد محركا نمو الاقتصاد وقطاعان لخلق فرص العمل والاستثمار أسدل الستار عن فعاليات"معرض أليوتيس" الأحد الماضي بأكادير، بتوقيع عدة اتفاقيات وبروتوكولات بحضور وازن ومميز لعدد من الوفود الرفيعة المستوى تمثل 37 بلدا، ويرأسها مسؤولون سياسيون وفاعلون اقتصاديون من الاتحاد الأوربي وإفريقيا وآسيا وأمريكا، إضافة إلى وفد وزاري مغربي، يرأسه عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري ومهنيو القطاع. إنجاز: محمد إبراهمي (أكادير) جاء اختيار شعار الدورة "البحر مستقبل الإنسان"، يقول عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، ليوضح رؤية إستراتيجية "أليوتيس" التي تروم جعل البحر والصيد محركين لنمو الاقتصاد المغربي، وقطاعين لخلق فرص العمل والاستثمار، وفق مقاربة شمولية متكاملة، تأخذ بعين الاعتبار التحديات العالمية في قطاع مصايد الأسماك، عبر التركيز على كل من الموارد، والإنسان والبنية التحتية والمنتوج. واعتبر أخنوش في ندوة صحافية، بأن ثلاثي"الاستدامة والأداء والقدرة التنافسية" أهم المقومات التي اعتمدتها الإستراتيجية، إذ لا يمكن تصور صناعة قادرة على المنافسة، دون استدامة الموارد وتعزيز فرص العمل والثروة. وأكد أن أي سياسة صيد الأسماك لن تكون قابلة للتطبيق، دون فهم شامل للموارد والإدارة المستدامة لها، إذ تمت في هذا الصدد تقوية الخبرات والمعارف العلمية، من جهة، وتدبير الموارد على قاعدة تصميم التهيئة، من جهة أخرى. ومكنت الإستراتيجية من تجاوز أوجه القصور في إدارة قطاع مصايد الأسماك، بما في ذلك نظام الرصد وإدارة المخزون، من خلال هدفين رئيسيين، تمثلا في فهم تطور المخزون السمكي من خلال الجمع بين البحوث الأساسية والتطبيقية، والتتبع والرصد المنتظم لحالة من المخزون.وأجمل أخنوش حصيلة الإستراتيجية في أن تنفيذ"عقد البرنامج" مع الوزارة وقطاعات أخرى، وتعزيز الخدمات اللوجستكية، مكنا من رفع عدد أيام العمل في البحر من 220 يوما سنة 2009 إلى421 يوم عمل سنة 2014. وضمنت برامج استكشاف الموارد الساحلية، وأخذ العينات البيولوجية للصيد التجارية، ارتفاع عدد الأنواع من عشرة سنة 2009 إلى أكثر من عشرين سنة 2015. وحصلت المؤسسات الوطنية على زيادة بنسبة 60 في المائة من دعم الدولة (90 مليون درهم في 2014، مقابل 56 مليون درهم في 2009). وتطورت ميزانيتها بنسبة 26 في المائة خلال الفترة نفسها إلى 262 مليون درهم 2014 بدعم مالي من صندوق الثروة السمكية بلغ 143 مليون درهم.وقال إن إجمالي الاستثمارات لهذه التدابير بلغ 80 مليون درهم، إذ تم تجهيز 2194 باخرة بآلة الرصد، في إطار تنفيذ خطة التتبع ومكافحة الصيد غير المشروع، من خلال تحديد مواقع سفن الصيد ومراقبتها، وكذا وضع إجراءات إلكترونية لضمان إمكانية تتبع المنتوجات السمكية على طول سلسلة القيمة. كما منحت الدولة إعانات لمهنيي الصيد التقليدي بما مجمله 2.8 مليون درهم، استفاد منه 490 زورقا، وفي إطار تطوير الأسطول الساحلي تلقت 30 سفينة منحة إجمالية بلغت 2.9 مليون درهم. ورصدت الدولة لأسطول الصيد منحة بلغت 109 ملايين درهم لـ 118 باخرة. واستفادت 148 سفينة و 490 مركبا من برنامج إبحار للحصول على منحة مجموعها 115 مليون درهم.أما في ما يتعلق بالبنيات التحتية لصالح قرى الصيد التقليدي ونقاط الإفراغ المجهزة، فأبرز أخنوش، بأن الدولة رصدت لها غلافا ماليا بلغت استثماراته 2.1 مليار درهم، بهدف المساهمة في تحسين ظروف العمل ومستويات المعيشة للصيادين الحرفيين وتسويق صيدهم. أما على مستوى البنيات التحتية المرتبطة بالمبيعات، فقد تم بناء جيل جديد من قاعة العرض، ويضم البرنامج إنشاء 13 قاعات حديثة لتحسين جودة المنتوجات السمكية باستثمار ما يقارب 500 مليون درهم. كما تم إنشاء شبكة من 10 أسواق السمك بالجملة يبلغ إجمالي استثماراتها 600 مليون درهم. وتم توفير 5 ملايين من الصناديق البلاستيكية، وتركيب 24 أنفاق الغسيل باستثمارات بلغ حجمها 400 مليون درهم، ما مكن زيادة مبيعات السردين بنسبة 30 في المائة، مقارنة مع مرحلة ما قبل الصناديق.وتمثلت الآثار الرئيسية للإستراتيجية في إنتاج 1.3 مليون طن سنة 2014، بجميع قطاعات الصيد، أي ما يعادل حوالي 82 في المائة من الهدف المحدد لعام 2020. وبلغت قيمة البيع الأول للصيد الساحلي 6 ملايير درهم سنة 2014، أي بزيادة قدرها 10 ٪ مقارنة بعام 2013، فيما قيمة البيع في أسواق السمك بالجملة بلغت 7 مليار درهم، أي بزيادة 10 في المائة، مقارنة بعام 2013، وذلك نتيجة تفعيل 4 من أسواق الجملة الجديدة خلال العام الماضي (مراكش، مكناس وبني ملال وتازة). وبلغت قيمة الصادرات الإجمالية 5 ملايير درهم سنة 2014، أي بزيادة قدرها 7 في المائة في القيمة، و 4 في المائة في الكمية، مقارنة مع 2013. ويمثل هذا المبلغ حوالي 57 في المائة من المستوى المتوقع لسنة 2020، وهو 3.1 ملايير. وبلغت القيمة المضافة لأنشطة الصيد البحري (باستثناء الصناعة)، زيادة بنسبة 33 في المائة، بين 2009 و2013 لبلوغ 8,3 ملايير درهم عام 2013 أو 7 في المائة سنويا. جائزة أحسن رواق أعلن خلال حفل الاختتام عن فوز غرفة الصيد الأطلسية الجنوبية بجائزة أحسن رواق، مناصفة مع فدرالية غرف الصيد البحري. وعادت جائزة لجنة التحكيم للكنفدرالية الوطنية للصيد الساحلي والكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي وغرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية وغرفة الصيد البحري المتوسطية ورواق دولة موريتانيا. ونالت ثلاث تعاونيات جائزة الابتكار، فيما نالت دولة كوت ديفوار جائزة الأخوة للرواق.وشكل المعرض مناسبة لمناقشة سبل تعزيز وظائف مصائد الأسماك، وتربية الأحياء المائية وتعزيز المنتوجات السمكية. كما شكل فضاء متميزا للتجارة والعلاقات التجارية بين الشمال والجنوب، وبين الجنوب والجنوب، خاصة في مجال صناعة صيد الأسماك، إذ شاركت فيه 320 علامة تجارية دولية ووطنية. وشكل المعرض فضاء مهنيا لتنظيم اجتماعات ولقاءات جماعية وفردية بين المهنيين والخبراء، خاصة أن النسخة الثالثة أعدت لها مساحة 16ألف متر مربع، شملت خمسة أقطاب، ومشاركة 38 دولة. توأمة بين المغرب والاتحاد الأوربي لتعزيز تربية الأحياء المائية وقع الجانبان الأوربي والمغربي، على هامش معرض أليوتيس" اتفاقية توأمة مؤسساتية لتعزيز تربية الأحياء المائية في المغرب"، تدوم ستة أشهر، وذلك في إطار برنامج "إنجاح الوضع المتقدم" الذي يموله الاتحاد وتسيره وزارة الاقتصاد والمالية. وتستفيد هذه التوأمة من تمويل يصل إلى 250 ألف أورو، فازت بها فرنسا مع خدمات متنوعة موزعة على الوزارات المكلفة بالفلاحة والتنمية المستدامة، ومسيرة من قبل مديرية الصيد البحري والتربية السمكية التابعة لكتابة الدولة المكلفة بالنقل والبحر والصيد البحري.وتسمح هذه التوأمة للوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية من التحكم بتقنيات الإنتاج السمكي من خلال الاعتماد على الخبرة والأساليب المبتكرة للاتحاد الأوربي في هذا المجال. وتستجيب هذه التوأمة لانتظارات الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية من خلال إنجاز خمسة أنشطة. وتتمثل في تعزيز المعرفة في ما يتعلق بالهندسة المائية الضرورية من أجل التحكم في وضع المشاريع المائية، من جهة، ومواكبة تنمية نماذج الترتيب المالي للمشاريع المائية المناسبة للوضع المغربي، كما تعمل على تحسين دور "شباك مربي الأحياء البحرية"الذي تقوم به الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية، ودعم تتبع وضع علامات المنتوجات البحرية، مع إدراج مبدأ التنمية المستدامة في إستراتجية تنمية تربية الأحياء البحرية. وستتم تعبئة فريق مكون من 17 خبيرا يمتلكون تجربة قوية في الاقتصاد والهندسة المائية. كما ستدرج دورات تكوينية وزيارات دراسية حتى تتمكن الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية والشركاء المغاربة ونظراؤهم الأوربيون من تبادل الخبرات والأساليب. الاحتفال بالذكرى الثلاثين لاتفاقية التعاون مع اليابان أخنوش دعا القطاع الخاص الياباني إلى استكشاف فرص الأعمال في المغرب تميزت دورة 2014 بحدث كُرِّس لإحياء الذكرى الثلاثين لعلاقات الشراكة والتعاون بين المغرب واليابان في مجال الصيد البحري، حضرها وفد رفيع المستوى برئاسة سفير اليابان بالمغرب، وضم عددا من الخبراء والتقنيين والمتطوعين الذين عملوا في المغرب. ورحب أخنوش في كلمته للمناسبة بالوفد القادم من طوكيو للمشاركة في المشاورات السنوية بين البلدين، وكذا الأشخاص الذين قدموا 30 عاما خدمات للمغرب، وساهموا من خلال العمل في تعزيز التعاون، الذي تجسد في العديد من المشاريع بالمغرب.وذكر أخنوش بانطلاق التعاون المغربي الياباني سنة 1985 بتوقيع اتفاقية تعاون في مجال الصيد البحري بين البلدين، إذ ما تزال هذه الاتفاقية سارية المفعول، حيث أظهرت اليابان التزامها القوي والثابت للشريك المغربي. وأكد وزير الصيد البحري استمرار الدعم القوي من اليابان في علوم مصايد الأسماك والتدريب والتكوين البحري. كما تدعم التجربة اليابانية البنيات التحتية والخدمات اللوجيستية، التي تتجسد بشكل ملموس من خلال بناء قرى الصيد، وبناء المختبرات ومراكز الإنتاج، وبناء مرافق مخصصة للتدريب، والتكوين، إضافة إلى نقل الخبرات والمعارف اليابانية.وأبرز أخنوش بأن احتفال اليوم بمرور ثلاثين عاما على بداية التعاون المستمر، جاء للتذكير بأن علاقات البلدين قوية، تعكس الإرادة السياسية لجلالة الملك والإمبراطورة اكيهيتو، وما تزال قوية وحيوية، ومستقبلها مشرق، على البلدين أن يعملا على تعزيزها في مجال تربية الأحياء المائية، والصناعات الغذائية. ودعا للمناسبة القطاع الخاص الياباني إلى استكشاف فرص الأعمال في المغرب، سيما في هذه المجالات.من جهته، أعرب تسونيو كوروكاوا، سفير اليابان بالرباط عن سعادته للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الثلاثين للتعاون بين المغرب واليابان في ميدان الصيد البحري، مذكرا بما توفره اليابان من تكوينات علمية ونقل الخبرات والمعارف لفائدة المهنيين والفاعلين المغاربة في قطاع الصيد البحري. وأوضح بأن الذكرى الثلاثين دليل على أهمية التعاون الياباني المغربي، وتقاسم الاهتمامات المشتركة بين البلدين، مؤكدا أن حصيلة العمل المشترك إيجابية في مجالات التكوين من خلال المعهد العالي والمعهد التكنولوجي، وأربعة مراكب للتكوين والأبحاث العلمية التي أنشئت لهذا الغرض، تعكس التعاون بين البلدين على قاعدة "رابح- رابح".وقال إن اليابان كان على وعي بالأولويات التي اختارها المغرب، والتي ساندها بدعم مالي بلغ 50 في المائة في مجال الفلاحة والصيد البحري، ترجمت في 21 مشروعا في مجال الصيد البحري، كما تم إنشاء مراكب لتدريس العلوم البحرية، وبناء مراكز خدمة للتنمية السوسيو-اقتصادية الاجتماعية، التي مكنت المغرب من الانفتاح على الخبرة اليابانية، مشيدا بما يبذله المغرب من جهود لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، في إطار التعاون الثلاثي بين اليابان والمغرب ودول إفريقيا. يذكر أن اليابان عملت على تشييد 4 قرى للصيادين بكل من إمسوان والحسيمة وسيدي احساين، كما دعمت مجال التكوين بالمركز التكنولوجي البحري بالعرائش، والمركز التكنولوجي لتثمين البحر، والمعهد المتخصص لتربية الأسماك، ومشروع 2012-2009، بالصويرية القديمة، ومشاريع في مجال تثمين المنتوجات البحرية وتربية الأسماك، ومشروع البحث والتكنولوجيا، الذي سيطلق سنة 2016، وكرم المغرب للمناسبة خمسة خبراء يابانيين، خدموا المغرب في إطار التعاون بين البلدين. كوت ديفوار ضيف شرف المعرض تنال جائزة الأخوة أعرب أخنوش عن سعادته باستضافة المعرض وتكريمه للكوت ديفوار، ضيف شرف الدورة، وهو ما يعكس العلاقات الثنائية الممتازة، واستمرار التزام المغرب في المساعدة على تطوير قطاع مصايد الأسماك، بما في ذلك بناء نقطة الهبوط المحددة في محيط أبيدجان، وكذا من حيث تدريب بحارة الصيد التقليدي. وأعلن للمناسبة عن قرب إطلاق دعوة لإبداء الاهتمام لمشاريع تربية الأحياء المائية في منطقة وادي الكويرة ووادي الذهب، خلال أبريل المقبل، والتي تغطي مساحة إجمالية قدرها 27 ألف هكتار في البحر، وسيسمح بإنتاج 117 ألف طن من المحار والأعشاب البحرية والأسماك نهاية المطاف، أي 58 في المائة من الهدف الذي حددته استراتيجية 2020. وستكتمل هذه المشاريع بإنجاز تسع مزارع واثنتين من المفرخات في البحر المتوسط والداخلة فوق مساحة تقدر بـ 646 هكتارا في البحر، باستثمارات بلغت توقعاتها ما مجموعه 1.3 مليار درهم، ستوفر 500 وظيفة.

معرض “أليوتيس”… فضاء لتبادل الخبرات والشراكات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ليل مراكش... رقصة الفراشات

وادي زم... معقل العقول المدبرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات