بسطت طنجة كعادتها، مساء الجمعة الماضي، سجادا أحمر بمدخل سينما "روكسي"، للإعلان عن الانطلاقة الرسمية لفعاليات الدورة 16 للمهرجان الوطني للفيلم، الذي يشكل مناسبة سنوية لعرض حصيلة الإنتاج السينمائي الوطني، بما فيها من أفلام طويلة وقصيرة جديدة، وتنمية سبل التعاون بين صناع الفرجة السينمائية بالمملكة. إعداد: المختار الرمشي (طنجة) الحزن يخيم على افتتاح مهرجان طنجة الدورة 16 تعرض 30 فيلما في المسابقة الرسمية والخلفي يغيب عن التظاهرة طغت على حفل افتتاح هذه التظاهرة، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي ما بين 20 و28 فبراير الجاري (2015)، أجواء من الحزن والأسى، التي بدت على وجوه كل الشخصيات الفنية من نجوم السينما والمسرح المغربي، سيما بعد استحضار أرواح عدد من الفنانين والمهنيين الذين رحلوا أخيرا إلى دار البقاء، ومن بينهم الفنان محمد بسطاوي، الذي يشارك في هذه الدورة بأكثر من فيلم قصير وطويل، وكذا الفنانة زينب السمايكي والمخرج عبد الله أوزاد والممثلة أمل معروف وآخرون.وبينما كان الحاضرون ينتظرون كلمات في حق الراحلين، اقتصرت اللجنة المنظمة فقط على عرض صورهم، مازاد من درجة التأثر ودفع عددا من المخرجين والفنانين إلى البكاء تعبيرا عن الروابط الوثيقة التي كانت تجمعهم بالراحلين، خاصة عند عرض صورة فقيد الفن السابع بالمملكة، محمد بسطاوي. وامتزجت هذه الأجواء الحزينة، بلحظات احتفالية متميزة حينما تم الإعلان عن لحظة تكريم اسمين مخضرمين بارزين في عالم السينما المغربية، ويتعلق الأمر بالممثلة مليكة العماري والناقد السينمائي محمد كلاوي، اللذين طبعا مجالي التشخيص والنقد السينمائي على مدى عقود من الزمن بأعمالهما المتميزة.وكانت هذه اللحظات الاحتفالية بمثابة تكريس لثقافة الاعتراف بعطاءات الرواد المبدعين الذين قدموا زهرة حياتهم من أجل خدمة الفن السابع والارتقاء بالمشهد السينمائي المغربي إلى أعلى الدرجات، حيث ألقت كل من الممثلة مجيدة بنكيران والصحافي طالع سعود الأطلسي والناقد مصطفى المسناوي، شهادات في حق المكرمين صفق لها الجمهور الحاضر طويلا.وكان جمهور المهرجان على موعد مع فيلم الافتتاح "العرض" لمخرجه إسماعيل فروخي، الذي عرض وسط برنامج الحفل وليس في آخره كما جرت العادة، وهو فيلم قصير من إنتاج "ريزو فيلم" مدته 24 دقيقة، ويحكي قصة الهوية المغربية كما يمثلها طفل في التاسعة من عمره يعيش بفرنسا، حين طلب منه تهييء عرض حول بلده الأصلي المغرب، إلا أنه لم يتمكن من كتابة سطر واحد عن الموضوع، لولا تدخل أمه التي ساعدته على إنجاز عمله.كما عملت مقدمة المهرجان الوطني للفيلم، فاطمة النوالي، على تقديم لجنة تحكيم الفيلم القصير، التي يترأسها الصحافي والسيناريست محمد العروصي، وكذا لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم الطويل، التي آلت رئاستها للناقد والروائي المغربي محمد برادة وستعمل كل لجنة على اختيار الفائزين بجوائز المهرجان، التي يتنافس عليها 15 فيلما طويلا تم انتقاؤها من بين 22 عملا كلها من إنتاج السنة الماضية، و15 فيلما قصيرا تم اختيارها من قبل لجنة الانتقاء من مجموع 54 فيلما تمت مشاهدتها.وغاب عن حفل افتتاح هذا العرس السينمائي الوطني، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، فيما تفاجأ الحاضرون بوجود وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، عبد السلام الصديقي، الذي حل بقاعة المهرجان أشغال أحد اللقاءات التي أطرها بطنجة، وحضر رفقة محمد اليعقوبي، والي جهة طنجة تطوان، وفؤاد العماري، عمدة مدينة طنجة، إضافة إلى العديد من الشخصيات الفنية من نجوم السينما والمسرح المغربي. تشخيص الواقع سيمنح المهرجان الوطني للفيلم فرصة ثمينة لتشخيص واقع السينما الوطنية وتحدياتها، من خلال جلسات النقاش واللقاءات الفكرية والمهنية، وكذا الحوارات غير الرسمية في الفضاءات الموازية للتظاهرة، إذ عمل المنظمون على تخصيص ثلاث موائد مستديرة تتناول مواضيع لها علاقة بالقطاع السينمائي المغربي، تتعلق بـ"الاستعمال الجيد للتسبيق على المداخيل" و"التدابير الضريبية التحفيزية لفائدة الإنتاج السينمائي والسمعي البصري في العالم"، ثم "الإنتاج السينمائي المغربي الإسباني المشترك، الحصيلة والآفاق". "نصف السماء" يقص شريط المنافسة أخرجه لقطع ويتطرق لحياة عبد اللطيف اللعبي انطلقت مسابقة المهرجان الوطني للفيلم في دورته الـ16، عشية أول أمس (السبت)، بعرض فيلمين من الأعمال التي تم انتقاؤها للدخول في غمار المسابقة الرسمية للمهرجان، الأول تحت عنوان “نصف السماء”، وهو فيلم طويل لمخرجه عبد القادر لقطع، والثاني من صنف الأفلام القصيرة وقام بإخراجه المهدي الخوضي، الذي اختار له عنوان "عقول مرتشية".وحظي الأول، وهو عبارة عن سيرة ذاتية لحياة الشاعر عبد اللطيف اللعبي، باهتمام كبير من طرف عشاق الفن السابع وعدد كبير من الإعلاميين والسينمائيين المغاربة والأجانب، الذين تعاطفوا مع بطل الفيلم بسبب الظروف القاسية التي عاناها أثناء فترة اعتقاله السياسي بسبب مواقفه وآرائه، وبعد الحكم عليه بالسجن لعشر سنوات، حيث تمحور الفيلم حول المعاناة التي مرت بها زوجة اللعبي "جوسلين"، وهي مدرسة فرنسية، بعدما اعتقل زوجها، وكذا نضالاتها من أجله إلى حين أن تم إطلاق سراحه. ويتخذ الفيلم طابعا وثائقيا من حيث أنه شهادة للتاريخ تقدمها "جوسلين" اللعبي، بصوت الممثلة التي أدت دورها، صونيا عكاشة، الأمر الذي لم ينف عن "نصف السماء" بعده الدرامي من حيث حرص المخرج على خلق حالة من تعدد الأصوات عبر إتاحة فرصة التفاعل بين شخصيات مختلفة، وتجاوز دائرة المسار الشخصي والعائلي لعبد اللطيف اللعبي، الذي أدى دوره الممثل أنس الباز، لتشمل طائفة من معتقلي الرأي خلال عقد السبعينات.الفيلم الثاني القصير “عقول مرتشية”، الذي لا تتعدى مدته 15 دقيقة ويتحدث عن احتجاجات تمت خلال فترة الربيع العربي، وعن رحلة مثيرة وغير عادية عاشتها ورقة نقدية وسط دائرة من الفساد الاجتماعي. ويحكي الفيلم، الذي شخصه عزيز دادس وزينب عاكف إلى جانب ممثلين آخرين لهم بصمتهم على الساحة الفنية، عن ورقة نقدية من فئة 50 درهما، منحها في البداية فقيه لرجل ثمل يبلغ من العمر حوالي ستين سنة، من أجل أن يقلع عن شرب الخمر، إلا أن الرجل توجه مباشرة عند بائع الخمور واشترى قنينة خمر أكمل بها سهرته.بائع الخمور هذا يشتري هاتفا محمولا من شاب ودفع له الورقة النقدية نفسها، التي دون عليها الشاب رقم هاتف فتاة التقى بها صدفة بالشارع العام، إلا أن دورية للشرطة اعتقلته بعد أن فارق الفتاة التي وعدته باللقاء، وبعد تفتيشه نهبت منه الورقة النقدية وأطلق سراحه.الضابط الذي استولى على الورقة النقدية، دفعها رشوة لموظف في وكالة الماء والكهرباء حتى يتفادى الدخول في طابور طويل من أجل أداء فاتورة في ذمته، واسترجاع التيار الكهربائي الذي انقطع عن منزله لعدم أدائه واجبات الوكالة.الموظف المرتشي ذهب إلى المستشفى بعد أن تعرض لاعتداء من قبل أحد الزبناء، فدفع لإحدى الممرضات الورقة المعلومة لتسهل له الدخول عند الطبيب لتلقي العلاجات الضرورية، إلا أنها بعد خروجها من المستشفى اعترض سبيلها شاب وباغتها بواسطة سكين قبل أن يختطف منها حقيبتها ويلوذ بالفرار.الشاب لم يكن سوى ذلك الشخص الذي تعرض للنهب من قبل ضابط الشرطة، إذ بعد تفتيشه للحقيبة، عثر على الورقة الخضراء التي نهبت منه ودون عليها رقم عشيقته، ليبادر بالاتصال بها عدة مرات، إلا أن هاتفها كان يرن دون أن تجيب عليه.تاه الشاب وسط المدينة، ليصادف مظاهرة قال منظموها إنها ضد الفساد، ودخلوا في مواجهة عنيفة مع القوات الأمنية، ما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى وسط الشارع العام، حيث بعد أن راح الشاب يتفقد القتلى تفاجأ بصاحبة الرقم الهاتفي مرمية على الأرض جثة هامدة. تكريم مليكة العماري ومحمد كلاوي تكريسا لثقافة الاعتراف، التي تميز بها المهرجان الوطني للفيلم منذ دورته الأولى، كرمت الدورة السادسة عشرة، في حفل افتتاحها اسمين بارزين من السينما المغربية، وهما الممثلة مليكة العماري والناقد محمد كلاوي.وعلى إيقاع تصفيقات الجمهور وعشاق الفن السابع، جرى تسليم درعي التكريم لهذين الفنانين القديرين اعترافا لهما بما قدماه للسينما المغربية في مجالي التشخيص والنقد السينمائي على مدى عقود من الزمن، إذ أدلى عدد من الفنانين بشهادات تقدير في حقهما، معتبرين أن كلا من العماري وكلاوي، اللذين حظيا بالتكريم في دورة هذه السنة، يستحقان الاحتفاء بهما.وتعتبر الفنانة مليكة العماري، ابنة مراكش، رمزا من رموز الفن المغربي، وهي من الوجوه المسرحية والسينمائية البارزة التي أغنت الخزانة الفنية المغربية بالعديد من الأعمال القيمة والجادة، من خلال مشاركتها في أكثر من خمسين عملا مسرحيا داخل الوطن وخارجه، خاصة أعمال فرقة المسرح الوطني من قبيل "وجوه الخير"، و"ساعة مبروكة"، و"جار ومجرور"، و"الرجل الذي"، كما اشتغلت مع كبار المخرجين السينمائيين المغاربة في أعمال عرفت نجاحا جماهريا وإقبالا لدى جل النقاد المغاربة، إذ تجلت قدرتها الإبداعية في أنها نجحت في تجسيد مجموعة من الأدوار الصعبة والمركبة في أفلام من قبيل "للا شافية" سنة 1982 لمحمد بن عبد الواحد التازي، و"ظل فرعون" في 1996 لسهيل بنبركة، و"نساء ونساء" سنة 1998 لسعد الشرايبي، و"أصدقاء الأمس" سنة 1998 لحسن بنجلون، و"مصير امرأة" 1998 لحكيم نوري، و"ياقوت" سنة 2000 لجمال بلمجدوب، و"البايرة" في 2012 لمحمد عبد الرحمان التازي.أما بخصوص المكرم الثاني، الناقد السينمائي محمد كلاوي، فهو ابن الدار البيضاء، وقد بدأ شغفه بالفن السابع عن سن مبكرة، وتشبع بالثقافة السينمائية في إطار نادي العزائم بالدار البيضاء منذ 1974، حيث شارك بكتاباته في مجال الأبحاث والنقد السينمائي في الصحف والمجلات المتخصصة، قبل أن يتم تعيينه عضو مكتب جمعية نقاد السينما في المغرب سنة 2009، وهي السنة التي عين فيها رئيسا للجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني.وشارك كلاوي بتحليلاته النقدية، خلال عقد الثمانينات، في صحيفة الاتحاد الاشتراكي، ثم التحق بهيأة تحرير مجلة "دراسات سينمائية"، كما ساهم في تأسيس مجلة التواصل "رؤية" ومجلة "سيني.ما". برادة والعروسي يقودان لجنتي التحكيم أسندت رئاسة لجنة تحكيم مسابقة اﻷفلام الطويلة للناقد والروائي المغربي محمد برادة، فيما يقود الصحافي والسيناريست محمد العروسي لجنة مسابقة الفيلم القصير.من المنتظر أن يسلم برادة للمتوجين الجوائز الـ12 المقررة، التي سيتنافس عليها 15 فيلما طويلا، التي تتوزع بين الجائزة الكبرى وجائزة العمل الأول وجائزة لجنة التحكيم، وجوائز الأدوار النسائية والرجالية الأولى والثانية، وأفضل إخراج وأفضل سيناريو، إلى جانب الجوائز التقنية التي تتوزع بين الصوت والصورة والمونتاج والموسيقى.وتضم لجنة تحكيم هذه المسابقة، المغنية كريمة الصقلي، والكاتب محمد نجيب الرفايف، والاختصاصي في المونتاج علال السهبي، والناقد السينمائي مصطفى المسناوي، والفنانة التشكيلية أسماء لمسفر، والعلمي الخلوقي، مدير الإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون.فيما تضم لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير بيسان خيرات مديرة التسويق بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، والأستاذة الجامعية مجدولين العلمي، والفنانة الكوميدية أسماء الهوري، والناقد حميد العيدوني. التظاهرة تنتقي أفلام المسابقة الرسمية للمرة الأولى في تاريخ مهرجان الوطني للفيلم، تم اعتماد نظام الانتقاء بشأن لائحة الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية، إذ قررت اللجنة المنظمة للتظاهرة، حصر اللائحة في 15 فيلما، تم انتقاؤها من قبل لجنة تشكلت بمبادرة من مدير المركز السينمائي المغربي ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، صارم الحق الفاسي الفهري، نظرا لارتفاع عدد الأفلام المنتجة بالمغرب.وضمت لجنة الانتقاء، التي ترأسها المخرج عز العرب العلوي، في عضويتها الممثلة مجيدة بنكيران والمخرج حسن الدحاني والناقد السينمائي عادل السمار.واختارت هذه اللجنة، لائحة تتكون من 15 فيلما بعد مشاهدتها لـ22 عملا متنوعا يتضمن 17 فيلما روائيا و5 أفلام وثائقية، وكلها أنتجت خلال 2014، ويتعلق الأمر بأفلام "أكادير إكسبريس" ليوسف فاضل، و"الشعيبية" ليوسف بريطل، و"الفروج" لعبد الله فركوس، و"دالاس" لمحمد علي مجبود، و"الوشاح الأحمر" لمحمد اليونسي، و"الأوراق الميتة" ليونس الركاب، و"كاريان بوليود" لياسين فنان، و"خنيفسة الرماد" لسناء عكرود، و"نصف سماء" لعبد القادر لقطع، و"إطار الليل" لطالا حديد، و"جوق العميين" لمحمد مفتكر، و"رهان" لمحمد الكغاط، و"عايدة" لإدريس المريني، و"الريف 58ـ59" لطارق الادريسي، و"الحمالة" لسعيد الناصري.أما مسابقة الأفلام القصيرة، فتعرف هي الأخرى مشاركة 15 فيلما قصيرا تم اختيارها من قبل لجنة الانتقاء من مجموع 54 فيلما تمت مشاهدتها، وهي "دوار السوليما" لأسماء المدير، و"غضب" لنور آيت الله، و"عقول فاسدة" للمهدي الخاوضي، و"دالطو" لعصام دوخو، و"دنيا" لفاتن محمدي، و"حدود" لعلي الصميلي وكلير كاهن، و"جزيرة ليلى" لمصطفى الشعبي، و"جنة" لمريم بنمبارك، و"جدار" للمهدي الدكالي، و"العتبة" لعلال العلاوي، و"رحلة في صندوق" لأمين صابر، و"حوت الصحرا" لعلاء الدين الجم، و"الطفل والخبز" لمحمد كومان، و"نقطة الرجوع" لزينب الأشهب وفؤاد عزمي و"وسيط" لمولاي الطيب بوحنانة.