دعاهم إلى التصدي للتيار المتطرف وتعميم اجتهاداتهم في محاربة الإرهاب حذر أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، العلماء المغاربة من السقوط في خدمة مخططات أجنبية، بطريقة غير مباشرة، ومن حيث لا يدرون، في حال تعاطفهم مع فتاوى جماعات دينية هي امتداد لأنظمة تخطط للتمدد في المغرب. وأكد التوفيق، في كلمة مطولة لمناسبة، عقد المجلس العلمي الأعلى، ندوة فكرية رعاها، أول أمس (الأحد) بالرباط، حول موضوع "العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث"، أن التعاطف مع قضايا الأمة في المشرق العربي، لا يعفي من حسن قراءة الخريطة السياسية للبلاد الإسلامية. وشدد الوزير على أهمية قيام العلماء بأمانتهم في التبليغ، داعيا إلى تأصيل اجتهاداتهم التي تصب في اتجاه الأمانة العلمية الميدانية العظمى، وفي حفظ الدين، وتوعية المواطنين بشؤون دينهم، والمساهمة في حفظ الاستقرار السياسي، الذي لا ثمن له، ببيان فداحة الفتن. وأوضح المسؤول الحكومي، أن العلماء الذين لم يستطيعوا الجمع بين الطيبوبة والفطنة السياسية يوشكون أن يخدموا المخططات الأجنبية وهم لا يشعرون، والتي تقوم على ضرب المسلمين بعضهم ببعض، مضيفا أن دور القيادة السياسية هو أن تحمي بخبرتها مصالح الوطن مع التعاطف الذكي الصادق مع مصالح الأمة الكبرى، ودور العلماء أن ينصحوا الناس لإصلاح أخلاقهم التزاما بقيم الدين، وهذا ما قصد به بشرط مراعاة الأحوال. وفي ما يتعلق بمراعاة الأحوال عند اقتراح العلماء للإصلاح، شدد على أن هذا التنزيل يصيب مراده بقدر ما يقتنع العلماء بأن الدين يقوم على اليقين وعلى أمن البلاد والعباد، وإذا اقتنع العلماء بهذا الشرط فإنهم يقتنعون بالحاجة إلى من يضمن هذا اليقين أي الحاكم، فيكون العلماء هم المحتاجون إلى الحاكم بخلاف ما يتوهمه الناس على العادة من أن الحاكم هو المحتاج إلى العلماء ليستعملهم في إرضاء عامة الناس. وأكد أن العلماء المغاربة أصدروا ملايين الوثائق التي تهدف إلى تبديد المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، خاصة تلك التي تربطه عن خطأ بالإرهاب، ومع ذلك لم يأخذ بها علماء المسلمين، ولم ينشروها ويعرفوا بها. وبخصوص عدم نشر العلماء في بلدان إسلامية، حجج وأدلة علماء المغرب في دحض دعاوى الإرهاب، قال إن سبب ذلك خوف الأولين من الإرهابيين و"من لف لفهم"، مضيفا أن المقصود بها بأنهم من يعتقدون في قرارة أنفسهم ويتكتمون على ذلك، بأن الإرهاب مرادف للجهاد الشرعي، وهو التباس في الفهم الذي يعد معضلة العلماء المسلمين في هذا العصر، مضيفا أن ذلك يعد تحريفا للدين. ودعا التوفيق إلى ضرورة نشر وثائق علماء المغرب، على نطاق واسع، ليتمكن كل فرد في المجتمع من الاطلاع عليها، وفهم المفاهيم الدينية بشكل صحيح.. وشدد المسؤول الحكومي على أن المؤسسة العلمية بالمغرب التي يرأسها أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، تحظى برعايته وحرصه على توقير العلماء، إذ تنعم بالاستقلالية التامة إزاء باقي المؤسسات، إذ "في الوقت الذي يدعو فيه أمير المؤمنين إلى الاجتهاد في مسائل الدين، نجده حاميا صارما في ما هو قطعي". أحمد الأرقام