كشف رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني أنه تم الاستماع إلى بعض "أبطال" فيديوهات نشرت، أخيرا، تظهر العنف داخل الأقسام التعليمية، منهم أساتذة وتلاميذ. وأوضح الوزير، حسب بيان أصدرته الوزارة، أن تحريات أجريت، بتنسيق مع مصالح الوزارة الخارجية من أكاديميات جهوية ونيابات إقليمية ومؤسسات تعليمية، لمعرفة مصدر هذه الأشرطة والكشف عن هوية من يظهر فيها من التلاميذ والأساتذة، مشيرا إلى أن لجانا تشكلت للتحقيق في بعض من هذه الحالات والاستماع إلى الأطراف المعنية .وذكر الوزير جميع المكونات التعليمية والإدارية والتربوية بضرورة العمل على تفعيل المذكرات الوزارية التي سبق أن أصدرتها الوزارة في هذا الشأن، والتي تتوخى بالأساس التصدي لكل مظاهر العنف والسلوكات المنحرفة التي تضرب في العمق مبدأ تخليق الحياة المدرسية وتتعارض مع المنظومة القيمية للإنسان، مؤكدا أن الوزارة لن تدخر جهدا «في الدفاع عن كرامة أسرة التربية والتكوين أمام كل من تسول له نفسه إهانة نساء ورجال التعليم والاعتداء على حرمة المؤسسات التعليمية».إلى ذلك، توقعت مصادر مطلعة أن تتخذ الوزارة إجراءات صارمة في حق الأستاذة التي تظهر في إحدى الفيديوهات تسب تلميذا، في حال ثبت أنها مذنبة فعلا، مؤكدة أنها أحالت الملف على المصالح المعنية للنظر في القضية، لأجل اتخاذ الإجراءات اللازمة بناء على ما جاء في الشريط المصور.وحظيت الأستاذة بدعم كبير من قبل الأساتذة، إذ عبر العديد منهم عن تضامنهم معها على صفحة "فيسبوكية"، مؤكدين أن الوزير كان عليه بالأحرى أن يفتح تحقيقا في الظروف التي يشتغل فيها الأستاذ ومعاناته اليومية.ولم يتوقف المتضامنون مع الأساتذة بطلة شريط "الفيديو"، الذي نشر نهاية الأسبوع الماضي، على مواقع التواصل الاجتماعي، عند هذا الحد، إذ اعتبروا أن الذين نشروه يستفزون الأساتذة، وأنهم هم من يجب أن تتخذ في حقهم إجراءات تأديبية، من شأنها أن تعيد للأستاذ مكانته وقيمته وسط التلاميذ.ودعا الأساتذة إلى معاقبة التلميذ(ة) الذي قيل إنه صور ما وقع داخل القسم، باعتبار أن ذلك مخالف للقوانين، مستغربين سرعة رد فعل الوزارة، التي فتحت تحقيقا في الموضوع، مباشرة بعد ساعات من انتشار الفيديو، متوقعين أن تكون الأستاذة ضحية فخ نصب من قبل التلاميذ، وذلك، يظهر من خلال طريقة كلام التلميذ، على حد تعبيرهم.وحمل الأساتذة المسؤولية للوزارة باعتبارها لا تمنح الأستاذ أي آليات قانونية عملية للتصدي لظاهرة الشغب داخل الفصول، سيما بعد تعميمها مذكرة تمنع الأساتذة والإدارة من إخراج التلاميذ من أقسامهم تحت أي ذريعة، "حتى ولو كانوا يقومون بالشغب داخل القسم، ويثيرون الفوضى"، على حد تعبيرهم.إلى ذلك، تظهر في مقطع الفيديو الذي انتشر بسرعة كبيرة، أستاذة، في حالة "هستيرية" تسب تلميذا، وتهينه، أمام التلاميذ، وتهين عائلته أيضا، الأمر الذي دفع التلميذ إلى استنكار الوضع.إيمان رضيف