دجالون يحترفون النصب والفساد بدكالة

أغلب الضحايا نساء سلبت منهن أموال بالملايين في عمليات شعوذة تتعدد القضايا والملفات التي تعرض من حين لآخر على أنظار هيأة المحاكم باختلاف درجاتها، أبطالها بل متهموها فقهاء، من مختلف الأعمار، بالنصب والاحتيال والشعوذة والدجل. "الصباح" رصدت ثلاثة ملفات تختلف من حيث الأحداث والشخوص والزمان والمكان وتلتقي حول موضوع واحد، يعتبر الخيط الناظم بينها.منذ سنة تقريبا، أحالت الضابطة القضائية التابعة لسرية الدرك الملكي بأولاد افرج، فقيها في الستين من عمره رفقة امرأة قي السن ذاتها، على أنظار النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالجديدة، من أجل عدة تهم منها النصب والاحتيال وتدنيس كتاب الله والمس بالمقدسات وممارسة الشعوذة والدجل.وجاء إيقاف المتهم وصاحبته، بعد توصل مصالح الدرك الملكي بشكاية من امرأة تتحدر من الدار البيضاء، وقعت في شراك الفقيه المشعوذ، بعدما وعدها بقدرته على تحقيق كل أغراضها، وعرف كيف يستخلص منها مبالغ مالية مهمة بعدما علم بوضعها الاجتماعي المريح وحاجتها الماسة وبحثها الحثيث للراحة النفسية. وظل يستغلها دون أن يحقق لها مآربها التي جاءت من أجلها بعدما أرشدتها جارة لها إلى مكان وجوده.وفوجئت الضابطة القضائية لدى انتقالها لإيقاف الفقيه، بحجم الرواج الذي يعرفه المنزل موضوع الشكاية، من خلال عدد النساء اللواتي ينتظرن دورهن للدخول إلى غرفة عمليات المشعوذ والاستفادة من خدماته وقدراته على السحر والدجل. وحجزت لديه مجموعة من الأدوات واللوازم والمعدات، التي توظف وتستعمل في استحضار الجن، منها أقمشة صوفية وأثواب بيضاء وملابس داخلية وصور فوطوغرافية لنساء ورجال، تحمل معلومات أصحابها وأسماء عائلاتهم وقطع ممزقة من أوراق القرآن وكتب صفراء قديمة لتعليم السحر وطلاسم ومخطوطات لاستحضار الجن ومجموعة من الأواني والوسائل الغريبة. وأوقفت المتهمة الثانية التي تنشط هي الأخرى في عمليات السحر، باستعمال معدن الرصاص أو ما يعرف لدى عامة الناس بـ"اللدون"، وضبطت رفقة المشعوذ وهما منهمكان في أعمالهما السحرية تلبية لرغبة زبنائهما. وفوجئ الضابط من جواب الفقيه الموضوع رهن الحراسة النظرية، حول سؤاله له عن سبب احترافه للنصب والاحتيال وهو الحافظ لكتاب الله والعارف لحدوده، بقوله: "فإذا فرغت فانصب". وفي قصة أخرى، اعتقلت مصالح الأمن بالجديدة، شخصين متهمين بتكوين عصابة مختصة في النصب على الأثرياء وإيهامهم بوجود خزائن (كنوز) بأراضيهم. وتعرض واحد من هؤلاء للنصب عليه بدعوى وجود كنز بأرضه وطولب منه أداء مبالغ مالية هامة لاستخراجها. وأفضى البحث إلى كشف هوية المتهمين، (فقيه ودركي سابق). وصرح الفقيه المتهم، أنه رافق المتهم الثاني إلى بيت الضحية الأول بتاوريرت وتناولا معه وجبة العشاء وتمكنا من النصب عليه بعد إقناعه بوجود كنز بأرضه وتسلما منه مبلغ 60 ألف درهم بعد إيهامه بقدرتهما على استخراج الكنز. واقتسما الغنيمة في ما بينهما، وانتقلا إلى إقليم الجديدة عند زميل لهما وتمكنوا من النصب على رجل ثري، بالطريقة ذاتها، واستولوا على مبلغ 400 ألف درهم أخرى من الضحية الثانية. وأقر المتهم الثاني بمعرفته للفقيه، لأنه من أبناء قبيلته وأنه كان يلتقيه بسلا، نافيا في الوقت ذاته مرافقته إلى تاوريرت ومعرفته للضحية وقيامه رفقته بعملية النصب والاحتيال المذكورة، مضيفا أنه أثناء إيقافه كان يوجد في اتجاه مسقط رأسه للحصول على بعض السلع التي اعتاد جلبها وإعادة بيعها بسلا، التي يستقر بها.ويرتبط العديد من الملفات التي يتورط فيها فقهاء، بالفساد والخيانة الزوجية والاغتصاب والاستغلال الجنسي. ولا تخرج القصة الثالثة عن هذا المنحى، إذ وجد فقيه نفسه ماثلا أمام قاضي التحقيق لدى محكمة الدرجة الثانية بالجديدة، متهما باغتصاب فتاة دون العاشرة من عمرها. وكان والد طفلة، وضع شكاية لدى الدرك الملكي، أفاد فيها أن ابنته تعرضت لاغتصاب من طرف الفقيه الذي يشغل الطابق السفلي من بيته على وجه الكراء. وتحفظت الضابطة ذاتها على الفقيه، واستمعت إليه حول التهمة الموجهة إليه، فنفى ذلك جملة وتفصيلا، وعزا الأسباب إلى أنه يستقبل النساء للشعوذة، ما دفع صاحب البيت إلى تلفيق التهمة إليه.وصرحت الضحية رفقة والدها، أنها كانت تلعب أمام البيت، فنادها الفقيه وطلب منها شراء بعض الأشياء، ولما ولجت الباب الذي اعتادت ولوجه لأنها كانت تعتبر الفقيه مثل والدها، أمسك من يدها وأدخلها إلى غرفة وطرحها فوق سرير أرضي، ثم ارتمى فوقها. وأضافت أنها أحست بشيء يمرر بين فخذيها، قبل أن تسمع نداء أخيها، حيث وضع الفقيه يده على فمها إلى أن أحست بماء ساخن يتدفق على جسدها ليعمد الفقيه إلى إزالته بواسطة منديل. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

دجالون يحترفون النصب والفساد بدكالة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محكمة النقض والتكوين المستمر

فرنسي يبحث عن فحولة ضائعة بمكناس

مقالات ذات صلة