الملف أخطأت فيه الحكومة والجامعة والكونفدرالية الإفريقية وجيل كامل سيدفع الثمن ساهمت أخطاء عدة أطراف في المنحى الذي أخذته العلاقة بين المغرب والكونفدرالية الإفريقية، وانتهى بإبعاد المنتخب الوطني عن دورتين لكأس إفريقيا، مع غرامة مالية بقيمة 10 ملايين دولار.فالحكومة أخطأت عندما بالغت في مخاوفها من وباء "إيبولا"، سيما بعد أن مرت دورة غينيا الاستوائية دون تسجيل أي إصابة ب "الوباء"، بل إنها سقطت في التناقض، عندما رخصت لمنتخبات إفريقية من معقل الوباء، بإقامة معسكرات وخوض مباريات بالمغرب، كغينيا.ولم تكتف الحكومة بهذا الحد، بل دخلت في نوع من التحدي مع الكونفدرالية الإفريقية، بالنظر إلى الحدة التي جاءت بها تصريحات محمد أوزين، الوزير السابق للشباب والرياضة، خصوصا عندما قال إن "القرار سيادي ولا رجعة فيه"، و"صحة المغاربة أهم من كأس إفريقيا"، فيما كان من المنطقي أن يترك للجامعة تبرير موقفها أمام الكونفدرالية الإفريقية، باعتبارها المخاطب القانوني لها.من جانبها، سقطت جامعة كرة القدم في عدة أخطاء في تدبير الملف، أولها أن صمت رئيسها فوزي لقجع، ترك الساحة خالية للوزير أوزين للحديث باسم الجامعة، الأمر الذي أثار غضب الكونفدرالية الإفريقية، التي لا تعترف إلا بالاتحادات الوطنية.وأخطأت الجامعة في تدبير الملف، بسبب افتقارها إلى أعضاء ذوي خبرة في هذا النوع من العلاقات والملفات، إذ اكتفى الرئيس فوزي لقجع بالاعتماد على مستشاره سعيد بلخياط، المحسوب في الوقت نفسه على الكونفدرالية الإفريقية، والذي وجد صعوبة كبيرة في المزاوجة بين موقفين متناقضين.ويعتبر الخطأ الأكبر للجامعة هو تأخرها في اللجوء إلى المحكمة التجارية، إذ تقبلت بسرعة قرار نقل المنافسة إلى غينيا الاستوائية، وإقصاء المنتخب الوطني من دورة 2015، رغم أن المغرب طلب تأجيل البطولة، ولم يرفض تنظيمها.وينص دفتر التحملات الموقع بين الجامعة والكونفدرالية الإفريقية على اللجوء إلى المحكمة التجارية في حال وجود أي نزاع بين الطرفين، لكن المسؤولين المغاربة استكانوا إلى وعود عيسى حياتو، إلى أن انقلب عليهم وأصدر العقوبات.أما الكونفدرالية الإفريقية، فقد سقطت في ثغرة كبيرة، عندما أحالت الملف على اللجنة التنفيذية، التي أصدرت العقوبات، فيما ينص دفتر التحملات على أن اللجنة المنظمة هي المعنية بالملف، بالاعتماد على تقييم للخسائر تحت إشراف المحكمة التجارية الدولية.وأدت هذه الأخطاء مجتمعة إلى ورطة حقيقية للمنتخب الوطني سيدفع ثمنها جيل كامل من اللاعبين، الذين لن يتمكنوا من المشاركة في دورتين لكأس إفريقيا، إذا لم يكن للمحكمة التجارية والمحكمة الرياضية رأي آخر.عبد الإله المتقي
