شيعت دكالة، أول أمس (الأربعاء)، بوشعيب الهلالي إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي محمد الشريف بسيدي بوزيد، في جنازة مهيبة تقدم صفوفها الأولى الشرقي اضريس، الوزير المنتدب لدى وزارة الداخلية، وبوشعيب أرميل، المدير العام للأمن الوطني، وعبد الفتاح البجيوي، والي جهة دكالة عبدة، ومعاذ الجامعي، عامل الجديدة، والمصطفى أضريس، عامل سيدي بنور، ومحمد العلمي، رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي بمجلس المستشارين، ومحمد زاهيدي، رئيس المجلس الإقليمي للجديدة، ومحمد سايسي الحسني، رئيس المجلس الإقليمي لسيدي بنور، ونواب برلمانيون وقياديون في حزب الاتحاد الاشتراكي الذي كان ينتمي إليه المرحوم وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.وأبن محمد العلمي، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين الفقيد، قائلا "نودع اليوم الفقيد الهلالي، أقدم البرلمانيين الذين أخلصوا لوطنهم وأدوا مهامهم التمثيلية بصدق وأمانة"، مؤكدا أن الفقيد "ظل، منذ 1963، إلى أن وافته المنية، صوتا يصدح تحت قبة البرلمان بمطالب سكان دكالة، التي طوقته بثقتها لأزيد من نصف قرن"، مشيدا بخصاله مناضلا حاز شرف المشاركة في وضع أول قانون داخلي لمجلس النواب، إلى جانب عبد الواحد الراضي في 1964.وكان الفقيد صقرا من صقور دكالة في مجال الانتخابات، التي خبر تضاريسها بشكل دقيق، ومازال لمعاركه مع المرحوم بوشعيب زاهيدي رجع صدى بجميع ربوع دكالة.وترأس المرحوم الهلالي الجماعة القروية لبني هلال، ومنها عبر إلى رئاسة المجلس الإقليمي للجديدة سنة 1997 في ولاية ثانية، وأظهر، في عز سطوة الداخلية، أنه يرفض، من موقعه رئيسا للمجلس الإقليمي للجديدة، قبل أن يخرج من رحمه إقليم سيدي بنور سنة 2009، أن يعيش في جلباب العامل محمد الفاسي الفهري، عامل الجديدة آنذاك، وخاض ضده معركة شد وجذب انتهت بتجييش العامل لجميع الخصوم السياسيين للهلالي، وإزاحته من رئاسة المجلس معوضا إياه، على مرحلتين، بكل من عبد اللطيف التومي وعلي القضيوي.ورغم ذلك، ظل الهلالي، إلى أن أسلم الروح لخالقه، من موقعه نائبا من نواب الأمة، مدافعا شرسا عن قضايا العالم القروي وسكانه، مستميتا في الانتصار لقضايا الفلاحين، مرتبطا بالعالم القروي وقضاياه.ورأى الهلالي النور سنة 1933، بتراب الجماعة القروية بني هلال، ومنها اشتد عوده مناضلا صلبا لإسماع صوت دكالة لجميع المناسبات، وعمر الهلالي 82 سنة، قضى منها 52 بقبة البرلمان، كانت أطول فترة منها بمجلس النواب، قبل أن ينتقل إلى مجلس المستشارين ليظل من أعضائه إلى حين وفاته.وبموت بوشعيب الهلالي، فقدت دكالة أحد أقدم برلمانييها، وصوتا شجاعا لم يخف في الدفاع عن أهلها لومة لائم.عبد الله غيتومي (الجديدة)