انتقلت "الحرب الانتخابية" التي اشتعلت نيرانها مبكرا بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة إلى بيوت الله، والنموذج يأتي من القنيطرة التي يرأس مجلسها البلدي عزيز الرباح، المرشح بقوة لخلافة عبدإلاله بنكيران على رأس الأمانة العامة في المؤتمر الوطني المقبل لحزب "بيجيدي" إذا لم يحتل الحزب المركز الأول في الانتخابات التشريعية المقبلة.واتهمت مينة حروزي، عضو المكتب التنفيذي لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة، في رسالة وجهت نسخة منها إلى كل من أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وزينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني حسن، ورئيس المجلس العلمي بالمدينة، خطيب جمعة بمسجد الحنشة بالقنيطرة، بتحويل خطبة دينية إلى خطبة سياسية تحريضية ضدها، بهدف خدمة أجندة العدالة والتنمية، وفق ما قالت لـ"الصباح". وجاء في رسالة تظلم القيادية التي تتعرض إلى هجومات متنوعة من طرف خصومها السياسيين، خصوصا في مجلس القنيطرة التي تعد واحدة من أعضائه النشيطين، وذلك على خلفية امتدادها وتجذرها الانتخابي في منطقة بئر الرامي المهمشة، أن "منطقة الحنشة أصبحت تتعرض إلى التحريض خلال خطبة الجمعة على يد الخطيب محمد الموساوي، وآخرها خطبة يوم الجمعة ما قبل الماضي، إذ أن موضوعها زاغ عن المفهوم الديني، ليعرج إلى عملية تحريض الرجال ضد زوجاتهم، مستدلا بمشاركتهن رفقتي في لقاء نظمه الأصالة والمعاصرة بجماعة العرجات في ضواحي سلا، والمتعلق بمنظمة نساء الحزب". وقالت حروزي لـ "الصباح" إن "الخطيب أعطى مثالا في خطبته بأن إحدى النساء، وكان يقصدني، "أخذت زوجاتكم يوم الأحد عبر حافلات دون علمكم، دون أن تعرفوا أين اصطحبتهن". وأضاف قوله، وفق ما جاء على لسان المشتكية، مخاطبا جموع المصلين "أين هي غيرتكم عن زوجاتكم؟". وقالت القيادة في حزب "البام" إن "الخطيب الذي لا يأتي إلى المنطقة إلا يوم الجمعة، طعن في مصداقيتي ومسؤوليتي السياسية، وكذا التنظيم الحزبي التي أنتمي إليه، على اعتبار أنني عضو المكتب التنفيذي لمنظمة النساء لحزب الأصالة والمعاصرة، ومنسقة جهة الغرب الشراردة بني حسن، وممثلة 10 جمعيات بالمنطقة". والتمست المتضررة من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، من خلال نظارة الأوقاف بالقنيطرة، والوالي زينب العدوي، ورئيس المجلس العلمي، التدخل العاجل قصد وقف مثل هذه الخطب التحريضية مستقبلا، علما أن استمرارها، تقول حروزي "يعتبر مؤشرا لزرع الفتنة وتأجيج الوضع بالمنطقة بهدف خدمة أجندة سياسية ممنهجة لحزب العدالة والتنمية". وعلمت "الصباح" أن البحث الذي أجري في شأن تظلم القيادية "البامية" ضد خطيب الجمعة، الذي لم يراع توجيهات جلالة الملك، الداعية إلى رفض تسييس بيوت الله، تقول المتضررة، أفضى إلى الإطاحة به، وإبعاده مؤقتا عن مسجد الحنشة في انتظار معرفة المآل النهائي لقضيته. وكانت حروزي التي أرفقت شكايتها ضد خطيب الجمعة معززة بلائحة توقيع جمعيات المجتمع المدني، وبعض السكان الذين حضروا وقائع خطبة الجمعة، قد اصطحبت معها نحو 700 امرأة إلى منطقة العرجات، ضمنهن متزوجات قالت إن المتزوجات منهن شاركن في اللقاء الحزبي النسائي بمنطقة العرجات بموافقة من أزواجهن.وتراجعت نساء المنطقة اللواتي شاركن في لقاء العرجات عن تنظيم مسيرة احتجاجية صوب مقر مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ضدا على ما صدر عن خطيب جمعة مسجد الحنشة، بعدما سارعت الجهات المسؤولة إلى احتواء الموقف، وإصدار قرار ضده، يقضي بتوقيفه إلى أجل غير مسمى. وكان مصلو مسجد البركة المعروف بجامع الحنشة بالقنيطرة، فوجئوا بتغيب خطيبهم الموساوي محمد عن خطبة الجمعة الأخير، قبل أن يعلموا أنه «جابها في راسو» بسبب إقحام نفسه في صراع سياسي وصل صداه إلى قبة البرلمان من خلال مساءلة وزير الداخلية عن ممارسات زوج القيادية في «البام» الذي يشغل عون سلطة، قبل أن تنصفه المصالح المركزية لوزارة محمد حصاد، وتبقيه في موقعه، بعدما تأكدت، من خلال أبحاث معمقة قامت بها مصالحها الإقليمية، أن جهات حزبية تشن عليه حربا من أجل الإطاحة به.ع. ك