قمة دبي ترسم ملامح حكومات المستقبل

المشاركون دعوا إلى اعتماد الممارسات المبنية على الابتكار لتطوير الخدمات وأكدوا على إصلاح منظومة التعليم اختارت الإمارات العربية المتحدة احتضان أكبر قمة حكومية لمناقشة "الجيل الجديد للحكومات"، لتتحول بذلك إلى عاصمة عالمية للتطوير، وملتقى لتدشين تعاون عالمي من أجل استشراف المستقبل، الذي لن يتسع، حسب تعبير محمد بن الراشد، نائب رئيس الدولة الإماراتي سوى"لمن يتخيله ويعممه وينفذه"، معتبرا الابتكار مفتاح الازدهار. تحولت القمة الحكومية الثالثة، التي انطلقت فعالياتها أول أمس (الاثنين) بدبي بحضور حوالي 4 آلاف مشارك يمثلون 93 دولة إلى منتدى عالمي بحضور خبراء ومسؤولين دوليين ومفكرين، وكبار قادة الشركات العالمية الرائدة، للحديث عن أجوبة لمستقبل الحكومات في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة.وأكد مسؤولون إماراتيون أن بلادهم تطمح إلى أن تكون القمة أساسا قويا تبني عليه دول العالم تعاونا مشتركا في التطوير الحكومي للجواب على تحديات التنمية، لأن "المستقبل لا ينتظر، ويمكن بناؤه وتصميمه اليوم"، مؤكدين أن الاستقرار "مفتاحه التنمية التي لا تستمر إلا بتطوير بيئة الابتكار".ويعكس الحضور الدولي الكبير برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تقاسم المنتظم الدولي للأسئلة التي باتت تطرحها الأحداث والمتغيرات الدولية المتسارعة، والتي تشغل بال جميع الحكومات في كافة البلدان.وقال ولي عهد دبي في كلمة افتتاح القمة الحكومية أول أمس (الاثنين) إن القمة تأتي ضمن رؤية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة التي تؤمن بأن خدمة الإنسان وتطوير بيئته هي أهم مفاتيح الاستقرار والرخاء وأحد أسرار بناء المجتمعات الآمنة والمنتجة والمبدعة.واستشهد ولي العهد الإماراتي بمقولة الشيخ محمد بن الراشد آل مكتوم الذي قال ان سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة هي الابتكار، في جميع المجالات، لاستشراف المستقبل البعيد في كافة القطاعات، باعتباره ممارسة أصيلة وثابتة ومستمرة.وحظيت قضايا الأنظمة التعليمية بحيز من الاهتمام في مداخلات أول أمس، من قبيل كيفية تغيير أنظمة التعليم وتطويرها ليتمكن الطلاب في المستقبل القريب من الحصول على وظائف غير موجودة في الوقت الحالي؟ وكيف يمكن للملايين من البشر الحفاظ على وظائفهم التي تسجل محلها التقنيات المتقدمة خلال السنوات القادمة؟كما تساءل محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة المنظمة للقمة الحكومية، عن كيفية محافظة الدول على ريادتها وهويتها في عالم لا يعترف بالحدود الجغرافية وكيفية تحقيق الإنسان سعادته الشخصية والمجتمعية وسط كل هذه المتغيرات المتسارعة.فأي دور للحكومات في تحفيز الابتكار في المجتمعات وهل مازال للمدرسة دور حقيقي تحصيل المعرفة وصناعة المبتكرين؟ وهل ستستمر الثقة في العقل البشري أم أن العقول الالكترونية الضخمة هي التي ستستحق الثقة في المستقبل، عندما تصبح أذكي وأسرع وأدق من العقول البشرية؟ أسئلة عديدة حملها القرقاوي إلى القمة للبحث والتفكير الجماعي لتحديد الطريق للحكومات لبناء المستقبل الناجح وتحقيق رؤية القيادات لتوفير السعادة للمواطنين؟إن الفرق، يقول القرقاوي مستندا إلى رأي الشيخ محمد بن الراشد آل مكتوم، بين الدول التي تقود والدول التي تقاد هو في الابتكار، والذي لا يعتبر في رأيه ترفا فكريا أو تحسينا إداريا، ومجرد شعارات للدعاية، بل هو سر بقاء الدول وتجددها وسر نهضة شعوبها وتقدم دولها. هذه هي الرسالة التي أرادت الإمارات توجيهها من قمة الحكومات، ومناقشاتها وتجارب بعض الدول التي تقود الابتكار مثل كوريا الجنوبية، أو بعض الشركات العملاقة ذات النجاحات الباهرة مثل سامسونغ، والتي قدمت خلال جلسة صباح أول أمس عروضا حول أسباب النجاح وأسراره، والمنهجية التي تنهجها لضمان الريادة واستمراريتها.ويبدو أن التجربة الإماراتية أصبحت تحظى بتقدير من قبل العديد من المنظمات والجهات الدولية، مثل المنتدى الاقتصادي العالمي الذي أكد مؤسسه ورئيسه البروفسور "كلاوس شواب" أن قيادة الإمارات تمتلك رؤية واضحة لإسعاد مواطنيها وتوظيف الابتكار للوصول إلى حكومة المستقبل، من خلال تطوير المهارات والقدرات والاستفادة من جميع التقنيات التي تمكن من الوصول إلى حكومة المستقبل التي تعتمد على الابتكار كأساس في جميع عملياتها.وأوضح شواب إن العلاقة بين الحكومات والابتكار هي التحدي الذي يواجهه العالم اليوم، مشيرا إلى أن انهيار الثقة بين الحكومات ومواطنيها هو تحد أساسي، مؤكدا أهمية الحاجة إلى القيادة الأخلاقية والمسؤولة، لأن القيادات يجب أن تستجيب إلى حاجيات الأفراد الذي يعولون عليها في تحقيق متطلباتهم واحتياجاتهم.وأشاد بالتجربة الإماراتية التي تعمل ضمن رؤية واضحة ومحددة، إذ تمكنت من أن تكون ضمن أكثر البلدان تنافسية، على المستوى العالمي، محتلة بذلك الرتبة 28، لتصبح حاليا ضمن الدول 12 الأكثر تنافسية في العالم.إن العالم اليوم، يقول شواب، يعيش مرحلة ما بعد الأزمة المالية العالمية، وسيشهد في هذه المرحلة نموا بوتيرة بطيئة خلال السنوات المقبلة، ما يفرض على الحكومات أن تكون فعالة ومبدعة وواعية تبتعد عن البيروقراطية، وتوجد نوعا من التواصل البناء والتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص للوصول إلى التطورالذي يمكنها من الوصول إلى حكومة المستقبل. التجرية الكورية تميز اليوم الأول من القمة بعرض التجربة الكورية في مجال التعليم، إذ أوضح هوانغ وو بي، نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم الكوري، أهمية التعليم في تحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي في كوريا، مؤكدا أن الأسرة الكورية تؤمن بقداسة التعليم وأهميته في نهضة المجتمع وتحقيق الازدهار. وقال الوزير الكوري أن بلاده تمكنت خلال ستين عاما من التحول إلى واحدة من الدول الأكثر تطورا في التعليم، وحققت زيادة كبيرة في الدخل القومي وحققت تطورا كبيرا في الصناعات والصادرات الوطنية.وأكد الوزير أن الموارد البشرية والقدرات والمهارات المتطورة التي أصبح المواطن الكوري يمتلكها والتي اكتسبها من خلال التعليم المستنير كانت العامل الأساس لتحقيق التطور، "أن نجاح النموذج الكوري، يقوم على اعتماد إلزامية التعليم وتمكين الجميع من الحصول عليه، وتعزيز الاستثمارات الحكومية في تطوير التعليم والنظم الخاصة به، ما مكن الطلبة الكوريين في عمر 15 سنة من امتلاك مهارات متميزة في العالم في الرياضيات والعلوم والقراءة، وتحويل الطلاب إلى عناصر فاعلة في المجتمع ومساهم في تحقيق التطور والتنمية في جميع المجالات. إن كوريا، يضيف وزير التعليم، تسعى اليوم إلى ايجاد مدارس بدون امتحانات، لتتيح أمام الطلبة الفرصة لتركيز الأنشطة والفعاليات التي تساعد على الابتكار والإبداع والتميز في جميع المجالات. برحو بوزياني (موفد الصباح إلى دبي

قمة دبي ترسم ملامح حكومات المستقبل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مدونة الصحافة جيدة لكن لا تكفي

"تيفال" تسوق "فيرساليو دو لوكس"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات