الدويري: الهبات الإلهية أنقذت حكومة بنكيران

الاقتصادي الاستقلالي انتقد تدبير الحكومة لملف التشغيل ودعا رئيس الحكومة إلى إدارة المالية شخصيا قال عادل الدويري، رئيس رابطة الاقتصاديين الاستقلاليين، إن "الهبات الإلهية أنقذت حكومة عبد الإله بنكيران، التي تفتقد إلى وزير مدير عام للاقتصاد"، في إشارة إلى عجز رئيس الحكومة ووزير الاقتصاد والمالية، عن تدبير الملف الاقتصادي، واستغلال مناخ الأعمال الحالي لتحفيز النمو الاقتصادي، الذي اعتبره غير متوازن بسبب عدم خلقه لمناصب شغل جديدة وتقليصه معدل البطالة.وأضاف الدويري في كلمته لمناسبة انعقاد أشغال المجلس الوطني للرابطة، المنظم تحت شعار "هذا ما يجب على الحكومة القيام به لاستغلال هبات إلهية"، أن المؤشر الحقيقي الوحيد للنجاح أو الفشل في التدبير الحكومي، هو وتيرة خلق مناصب الشغل، مؤكدا أن الاقتصاد يجب أن يكون في خدمة البشر، موضحا بالقول إن ادعاءات الدولة حول تقليص العجز والمحافظة على التوازنات الماكرو اقتصادية مجرد "تواشي".وانتقد السياسي الاستقلالي، الذي تقمص دور المعارض خلال استعراضه مقارنة بين الحكومات الثلاث، التي ترأسها على التوالي، إدريس جطو وعباس الفاسي وعبد الإله بنكيران، ربط بعض الوزراء في الحكومة النجاح في تدبير القطاع العمومي بخدمة مصلحة الوطن، مشيرا إلى أن القطاع لا يمثل سوى 10 %، بينما يستحوذ القطاع الخاص على حصة 90 % في سوق الشغل، موضحا أن تحفيز النمو هو الذي يخلق مناصب الشغل، ووزارة التشغيل والتكوين المهني ليست المسؤول الوحيد عن خلق فرص العمل.واستغل الدويري ملف البطالة ليثبت "فشل" تدبير حكومة بنكيران للشأن الاقتصادي، إذ استدل على طرحه بأرقام المندوبية السامية للتخطيط، التي أظهرت ارتفاع عدد مناصب الشغل المحدثة في حكومة إدريس جطو، من تسعة ملايين و145 ألف منصب شغل في 2002، إلى عشر ملايين و98 ألفا في 2007، أي ما مجموعه 953 ألف منصب شغل خلال خمس سنوات، بمتوسط 190 ألف منصب سنويا، علما أن البطالة الحضرية تراجعت 20.1 % إلى 14.8 % خلال الفترة المذكورة، مؤكدا أن هذه الحكومة عولت في تحفيز النمو الاقتصادي على ثلاثة محركات. يتعلق الأمر بتعزيز البنية التحتية والأوراش الكبرى، وتدعيم السكن الاقتصادي، وكذا تشجيع المهن الدولية، بما في ذلك السياحة و"الأفشورينغ" وقطاع السيارات.وأثنى وزير السياحة السابق، على أداء حكومة عباس الفاسي في ملف التشغيل، التي كان حزبه يرأسها ويدبر حقيبة المالية فيها، مؤكدا انتقال عدد مناصب الشغل في الفصل الرابع الرابع بين سنتي 2007 و2011، من عشرة ملايين و98 ألف منصب شغل إلى عشرة ملايين و640 ألفا، بما مجموعه 542 ألف منصب محدث خلال أربع سنوات، وبمتوسط وتيرة تشغيل في حدود 135 ألف منصب سنويا، مشيرا إلى أن معدل البطالة الحضرية انخفض خلال الفترة المذكورة من 14.8 % إلى 13 %، وذلك رغم توقف محرك المهن الدولية بالمغرب، بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية التي تفجرت في 2008، إذ واجهت هذه الحكومة مشاكل النمو من خلال المحافظة على استقرار محرك السكن الاقتصادي وتسريع محرك البنية التحتية والأوراش الكبرى، وكذا تحفيز استهلاك الأسر.وفي المقابل، خلص رئيس رابطة الاقتصاديين الاستقلاليين، إلى أن حكومة بنكيران تعتبر الأسوأ بين الحكومات الثلاث الأخيرة في تدبير ملف التشغيل، استنادا إلى تراجع وتيرة التشغيل السنوية إلى تسعة آلاف منصب شغل فقط، من خلال خلق 27 ألف منصب خلال ثلاث سنوات، علما أن معدل البطالة قفز من 13 % إلى 14.8 % خلال الفصل الرابع بين 2011 والسنة الماضية، موضحا أن النتيجة المشار إليها تعتبر نتاجا طبيعيا لتقليص ميزانية الاستثمار والتأخر في الأداءات، وكبح تطور محرك السكن الاقتصادي، وتقليص استهلاك الأسر عبر رفع الضرائب وتجميد القروض، وكذا تباطؤ أداء المهن الدولية بالمغرب، رغم تحسن الظرفية الاقتصادية في الخارج. وانتقد الدويري عدم استغلال الحكومة لهبات إلهية لتقليص معدل البطالة، والمتمثلة في المساعدات المالية الخليجية التي اتخذت شكل هبات، وغطت عجزا مهما في المبادلات الخارجية، إذ سيصل مجموعها إلى 45 مليار درهم خلال خمس سنوات، إلى جانب تراجع أسعار البترول في السوق الدولية من 110إلى 50 دولارا أمريكيا في غضون ستة أشهر فقط، ثم قرار البنك المركزي الأوربي ضخ 60 مليار أورو من السيولة شهريا في البنوك وخزائن الدول الأعضاء، بهدف تحفيز الأنشطة الائتمانية وتسريع وتيرة نمو الاقتصاد. توصيات بتشغيل محركات النمو خلص المجلس الوطني لرابطة الاقتصاديين الاستقلاليين إلى توصيات بتشغيل محركات النمو، موجهة إلى حكومة عبد الإله بنكيران، تركز على قيام رئيس الحكومة بدور المنسق المالي بين القطاعات والأنشطة الاقتصادية، والنهوض بالاستثمارات المشغلة، عبر الإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة إلى الاستثمار الانتاجي بناقص 20 % من الكلفة، وإلغاء رسوم التسجيل بناقص 4 % على الاستثمار في المقاولات الموجودة، وكذا حذف الضريبة بناقص 1 % على الرفع من رأس المال.بدر الدين عتيقي

الدويري: الهبات الإلهية أنقذت حكومة بنكيران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استئنافية الناظور في اللائحة الخضراء

الخضراوي: الضغط النفسي وراء استعمال السلاح الوظيفي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات