نبه الكونغرس الأمريكي إلى خطورة مسلسل التطبيع السياسي بين المغرب وإيران التي اتهمها بالسعي إلى زعزعة الأوضاع في الدول الحليفة لواشنطن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتعميم السيناريو اليمني. وكشف تيموثي كين، السيناتور عن ولاية فيرجينيا ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، المكلف بشؤون الشرق الأوسط وآسيا الجنوبية والوسطى، وجود خطر داهم يهدد البحرين والمغرب، موضحا أن الإيرانيين متورطون في تحركات سرية تهدف إلى إحراج حكومات الدول العربية الحليفة، خاصة البحرين والمغرب، محذرا من تكرار السيناريو الحاصل في اليمن، حيث تمكنت ميليشيات الحوثيين من إسقاط الحكومة.ووجه القيادي في الحزب الديمقراطي انتقادات شديدة اللهجة إلى الرئيس باراك أوباما الذي يتبع سياسة مهادنة أكثر من اللازم في مواجهة الإستراتيجية الإيرانية الرامية إلى الهيمنة على دول المنطقة بعد أن تمكنت فعلا من وضع يدها على العراق وسوريا ولبنان، الأمر الذي يثير مخاوف الحلفاء العرب، خاصة السعودية والأردن وتركيا.وعلل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست"، وضع المغرب في مقدمة الدولة العربية المهددة بالمد الإيراني بالتسامح والانفتاح الديني لدى المغاربة، وعدم تشددهم في مواجهة المذاهب الأخرى، خاصة بعد أن أعطى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، موافقته على اقتراح لوزير خارجيته، محمد جواد ظريف بشأن تعيين سبعة سفراء جدد في بعض الدول العربية في مقدمتهما المغرب والسعودية، في انتظار أن يسلم السفير الإيراني الجديد بالرباط أوراق اعتماده للملك.وبدأت العلاقات المغربية الإيرانية تتجه نحو الانفراج، بعد أكثر من خمس سنوات من القطيعة، منذ مشاركة إيران في اجتماعات لجنة القدس، التي ترأسها الملك العام الماضي بمراكش، فاتحا الباب أمام عودة الدفء في العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وطهران، كما ترجمه الاتصال الهاتفي، الذي جرى، فبراير الماضي، بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ونظيره المغربي، صلاح الدين مزوار. وكان مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، كشف أن رئيسي دبلوماسية البلدين اتفقا، خلال المكالمة المذكورة، على ضرورة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين وإعادة تجهيز السفارة الإيرانية بالرباط. وتعود الأزمة بين البلدين إلى مارس 2009 عندما قرر المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في ارتباط بأزمة العلاقات البحرينية والإيرانية ووقوف المغرب إلى جانب المنامة في مواجهة تحرشات طهران، التي ردت بحملة إعلامية ضد الرباط، ختمتها بالطريقة غير الودية، التي استقدمت بها وزارة الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة المغربية عند استدعائه للاحتجاج على الموقف من الأزمة مع البحرين.ياسين قٌطيب