وقف موظفون بسجن عكاشة بالدار البيضاء، وقفة المتفرج، بعد مطاردة نزيل يعتبر خطيرا، نائب رئيس المعقل، أخيرا، إذ لم يتدخلوا لإنقاذ المسؤول، رغم أن النزيل طارده عبر أجنحة السجن مهددا إياه بالقتل. وقالت مصادر مطلعة إن نائب رئيس المعقل نجا من محاولة قتل، بعد أن طارده النزيل محاولا الإمساك به والانتقام منه، مضيفة أن موظفين تابعوا المشهد الخطير دون أن يتدخلوا لحماية زميلهم، الذي نجا بنفسه وسط ذهول باقي النزلاء. وفسرت المصادر ذاتها موقف الموظفين ب"الصورة القاتمة" للأوضاع الساخنة بالمركب السجني عكاشة، بعد صدور عدة قرارات لترحيل مئات النزلاء، ضمنهم معتقلون احتياطيا، إلى سجون أخرى، وتفكيك شبكات ترويج المخدرات التي تدير أعمالها من داخل السجون، وكذا تنقيل عشرات الموظفين، الذي وصمت تقارير بعضهم ب"التواطؤ" مع المتورطين في ترويج المخدرات والممنوعات داخل المؤسسات ذاتها.وحسب ما أوردته المصادر المذكورة فإن غضب الموظفين أخذ عدة صور، ظاهرها مطالب اجتماعية محضة، تتعلق برفض التنقيل الفجائي، وما يعنيه ذلك من إرباك لدراسة الأبناء، واللاستقرار بسبب استفادة موظفين من قروض سكن اقتصادي، يؤدون عنها أقساط شهرية، ستنضاف إلى مصاريف كراء بيوت جديدة، غير أن الوجه الخفي، تقول المصادر ذاتها، لموقف الموظفين، وتهديدهم بنقل احتجاجاتهم إلى البوابة الرئيسية للمندوبية العامة للسجون، وذلك عبر لافتات سترفعها زوجاتهم وأبناؤهم في وجه التامك، (الوجه الخفي)، يعكس غضب صقور المندوبية، ومحاولتهم تصفية الحساب مع التامك، الذي همشهم وقلص هامش تحركاتهم ليجدوا ضالتهم في سخط الموظفين على قرارات التنقيلات الكثيرة، وضمنهم الذين نقلوا في فترة وجيزة من سجن إلى آخر. إذ أكدت المصادر المذكورة أن هذه الصقور لجأت إلى أسلوب التحريض على العصيان لإجبار المندوب على تغيير سياسته.واستعرت الحرب بين التامك ومجموعة من الموظفين على المواقع الاجتماعية، خاصة "فايسبوك"، حيث انتقل الغاضبون من مجرد التهديد بمقاضاة المندوب العام، إلى وصفه بصفات قدحية في حساب "فضاء السجون"، والتهديد بإصدار ما أسموه "كتابا أبيض" يفضح "فساد" المسؤولين الذين منحهم التامك، أخيرا مفاتيح المسؤولية في بعض السجون.ضحى زين الدين