لعب لستة أندية وحمل القميص الوطني وواجه متاعب الحياة وحيداغادر عبد الكبير تيسير، الدولي السابق، ولاعب مجموعة من الأندية الوطنية، صباح أمس (الجمعة)، في صمت إلى دار البقاء. تيسير صاحب اليسرى الساحرة، الذي لعب لنادي الميناء والرجاء والجيش والمغرب والتطواني وجمعية الحليب وشباب المحمدية، وكلها أندية دافع عن ألوانها بكل تفان وإخلاص، قبل أن يجد نفسه مهمشا ومنسيا، يواجه مرضا عضالا، دون تأمين أو تعويضات، يساعدانه على التشبث بالحياة، التي فقد جزءا كبيرا منها بعد الاعتزال، حينما طاله النسيان...غادر تيسير الملاعب دون أن يحقق الاستقرار المالي والمعنوي، وعاش رفقة أبنائه الأربعة في منزل والده، لا يسأل عنه أحد، وكأنه انتهى بمجرد إعلان الاعتزال. عاش عاطلا، لكنه شريفا وعفيفا وشامخا، شموخ الجبال.قاوم المرض في صمت، إلى أن أضحى فريسة له، حينها فقط قرر سرد معاناته، وصرخ بأعلى صوته "أنا تيسير أحتضر"، لكن القدر لم يمهله، طويلا، واختاره الله إلى جواره، صباح أمس عن سن يناهز 58، لينضم إلى قافلة المغادرين في مطلع 2015.نورالدين الكرف