أغلبهم يوظف كلمات شبابية و"الصاطا" دفعت الحلاني إلى الاعتذار شكلت الأغنية المغربية ملاذ مجموعة من الفنانين العرب، سيما اللبنانيين الذين اختاروا، في الآونة الأخيرة ركوب ما أصبح يعرف بـ"موضة" الموسيقى المغربية، موظفين كلمات وألحانا شكلت في غالب الأحيان مادة دسمة للانتقاد من قبل الفنانين المغاربة أو الجمهور الذي يرى أن عددا من الفنانين العرب لم يحسن الولوج إلى الإيقاعات المغربية.من أشهر الفنانين العرب الذين ولجوا عالم الغناء المغربي، اللبنانية باسكال مشعلاني، من خلال أغنية "دندني" التي تعاملت فيها مع الملحن المغربي نبيل الخالدي، ثم مواطنتها ميريام فارس عبر أغنية "تلاح" التي وظفت خلالها الإيقاعات الكناوية، وبعدها ديانا حداد بأغنية "لا فييستا"، قبل أن يطل المغني اللبناني عاصي الحلاني على الجمهور المغربي بأغنية "الصاطا" التي تعامل فيها مع الكويتي مصعب العنزي، وهي الأغنية التي خلفت ردود أفعال متباينة من خلال تشبيه المرأة المغربية بـ"الصاطا"، إذ ردت عليه المطربة المغربية فاطمة الزهراء العروسي من خلال أغنية "حدك تما" التي قالت في كلماتها "أنا حرة بنت حرة"، في محاولة منها إلى ثنيه عن وصف المرأة المغربية بـ"الصاطا"، قبل أن تمنع المحطات الإذاعية عرض العمل الغنائي واعتذار المغني اللبناني عنه بدعوى أنه كان يجهل معنى كلمة "الصاطا".وأخيرا، اختار الفنان اللبناني وليد توفيق، إصدار أغنيــة جديــدة بعنــوان "كيفــاش"، ستكون الأولى التي يؤديها باللهجة المغربيــة، وهي من كلمات الشاعر الأردني إيهاب غيث، وألحان وتوزيع محمد القيسي.وتحضر حاليا الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، أغنية مغربية جديدة ستتعاون فيها مع الكويتي مصعب العنزي الذي يلقب نفسه بـ"سفير الأغنية المغربية"، وهو صاحب الملحمة الشهيرة "المغرب المشرق"، إذ نشر في الفترة الأخيرة عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، مجموعة من الصور مع عدد من الفنانين العرب غالبا تحمل تعليق "ترقبونا قريبا في عمل مغربي".ووظفت مجموعة من الفنانين العرب، كلمات شبابية في أعمالهم الجديدة لتتماشى مع الإيقاعات الحالية وأيضا متطلبات "سوق" الأغنية العربية و"حرب" الفضائيات والمحطات الإذاعية.في المقابل اختار عدد من الفنانين العرب أن يطلوا على الجمهور المغربي بأغان تتغنى بالمغرب سواء بكلمات وألحان مغربية كما هو الحال بالنسبة إلى الفنان رامي عياش من خلال إعادة توزيــع "نداء الحسن"، وأيضا اللبناني المقيم بالمغرب رياض العمر من خلال أغنية "الصحراء المغربية"، فيما اختار الفنان المصري هاني شاكر أن يطــل على الجمهور المغربي من خــلال أغنية "نعم الملوك" التي قدمها تخليدا لذكرى 15 لعيد العرش.وقد اعتبر عدد من الفنانين المغاربة في تصريحات صحافية مختلفة أن غناء عدد من الفنانين العرب بالإيقاعات المغربية، أفقد الأخيرة مكانتها، سيما أن عدد منهم وظف كلمات وألحانا لا تمت للهوية الوطنية بصلة، وتوظف كلمات أحيانا تكون لا أخلاقية، إذ اعتبرت الفنانة فاطمة الزهراء العروسي في حديث سابق لـ"الصباح"، أن إصدارها أغنية "حدك تما" جاء رد فعل منها على من يحاول تشويه الأغنية المغربية، مؤكدة أن الإيقاع المغربي يتوفر على تاريخ كبير وخزانة مليئة بالأعمال جلبت أنظار رواد الزمن الجميل، من بينهم الفنانة اللبنانية الراحلة صباح التي أعادت أداء أغنية "ما أنا إلا بشر" للموسيقار عبد الوهاب الدكالي.في المقابل يدافع الكويتي مصعب العنزي عن اختياراته ويراها الأنسب حاليا في المزج بين أصالة الموسيقى المغربية والمؤثرات الشبابية الحالية.ياسين الريخ