“اختلاف الهوية” أصل الصراع

يستأثر الصراع بين الجيش الملكي والرجاء الرياضي باهتمام بالغ كلما اقترب موعد مباراة الفريقين، من خلال تتبع الأحداث والمشاكل التي ترافق مبارياتهما وما تخلفه من ضحايا وخسائر مادية ومعنوية ، الشيء الذي دفع ”الصباح الرياضي” إلى البحث عن أسباب هذا الصراع الذي مازالت تداعياته مستمرة.واستقى ”الصباح الرياضي” مجموعة من الآراء من متتبعي الفريقين بشأن هذا الصراع الذي يتوخى أن يوضع له حد في القريب العاجل، إذ كشفت أن السبب الرئيسي الأول فيه، يعود إلى اختلاف الهوية التاريخية لكل منهما، بحكم أن الجيش الملكي ينتمي إلى المؤسسة العسكرية في الوقت الذي تشكل الرجاء الرياضي في غالبيته من اليسار المغربي والنقابات، وبالتالي تمثيليتهما لفئتين مختلفتين إيديولوجيا.وكشفت الآراء أنه رغم الاختلاف في الهوية التاريخية ظل الجيش الملكي والرجاء الرياضي وفيين لروح التنافس الرياضي، وانحصر الصراع بينهما داخل رقعة الملعب فقط، إذ لم يتم تسجيل أي انفلات في العلاقة بينهما، وخروجه عن التنافس الرياضي الشريف، وكان مسؤولو الفريقين يكنان الاحترام لبعضهما البعض. وكان لجمهور الفريقين علاقة جيدة بينهما، إذ كثيرا ما ساندا بعضهما البعض أثناء خوض أي منهما مباراة ضمن المنافسات الإفريقية، وكان يظهر ذلك جليا عند مباريات المنتخب الوطني، حين كان يلتقي مشجعو الفريقين في مدرجات واحدة لتقديم الدعم والمساندة للأسود، إذ كانا يتابعان مباريات فريقيهما جنبا إلى جنب دون حدوث مشاكل، ولا يشكلان إزعاجا للسلطات.وانتقل الصراع بين الفريق العسكري والرجاء خلال تسعينات القرن الماضي، إلى صراع حول من يلعب دور الريادة في كرة القدم الوطنية، إذ في الوقت الذي تراجع أداء الجيش في تلك الفترة، عرف الرجاء انتعاشة كبيرة على مستوى النتائج، وتمكن من الظفر بلقب البطولة الوطنية ست مرات متتالية، ليصبح من الأندية الرائدة بعد الجيش والوداد الرياضي، إلا أن الصراع ظل دائما منحصرا في طابعه الرياضي.وفي العشرية الأولى من الألفية الثالثة، وبعد أن كان الرجاء من الأندية التي يضرب لها ألف حساب، بدأ الجيش الملكي يستعيد عافيته، وفي تلك الفترة بالذات، بدأت تظهر أساليب جديدة في تشجيع الجمهور، إذ تميزت بظهور فصائل الالتراس، التي أعطت للجمهور طعما آخر، وبدأت تطفو بين الفينة والأخرى فئات متعصبة لهذا الفريق أو ذاك، وتتبنى عقلية العنف والانتقام ضد مشجعي الأندية الأخرى، وهو ما انتقل بدوره إلى اعتداءات، تعتمد أساليب شبيهة بحرب العصابات.وانتقل التنافس بين جمهور الفريقين من المدرجات حول طريقة التشجيع وابتكار أساليب جديدة في مناصرة الفريق، إلى إحداث عداوات مع الجمهور الآخر، لإبراز القوة وقدرته على تحدي السلطات، كما يتم الترديد له من خلال بعض الشعارات المرفوعة بالمدرجات.ص. م

“اختلاف الهوية” أصل الصراع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أكضيض: الكرة أصبحت مسرحا للجريمة

اشويكـة يقـدم "حيـاة زوجيـة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات