تشخيص أزمة النظام العالمي في منتدى باريس

الدورة السادسة بالبيضاء سلطت الضوء على التحديات غير المسبوقة التي يعرفها العالم ركزت النقاشات التي عرفتها الدورة السادسة لمنتدى باريس بالبيضاء،أول أمس (الأربعاء)، على التحديات التي يعرفها العالم وتتطلب سياسات يمكن دعمها وقبولها. واختار القائمون على المنتدى محور الدورة السادسة تحت عنوان «تحديات غير مسبوقة بحاجة إلى سياسات يمكن الدفاع عنها». وأوضح «ألبير مالي»، رئيس منتدى باريس، أن الأخير يتميز بأنه يمثل فضاء للحوار والتواصل من أجل تبادل الأفكار التي من شأنها أن تشكل منطلقات لإيجاد الحلول للمشاكل التي يعيشها العالم. واعتبر أن الأزمات والوضعيات الصعبة، غالبا ما تكون منطلقا من أجل إنتاج أفكار جديدة وحلول فعالة، مضيفا أن المنتدى يشكل فضاء للحوار المسؤول والبناء لمناقشة التحديات الراهنة التي تفرضها الأزمة التي يعيشها العالم. وقال إن المنتدى يهدف إلى إثارة الأفكار القوية في محيط يتسم بالأزمة، ما يفرض مناقشة التحديات الكبرى لعالم اليوم دون استعمال لغة الخشب. من جهته اعتبر محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، في كلمته الافتتاحية للدورة السادسة، أن المرحلة التي نعيشها استثنائية، إذ يمر العالم، حاليا، من أزمة جعلت العديد من السياسيين والمفكرين يعيدون النظر في بعض الأفكار التي كانت راسخة في وقت سابق، وذلك بفعل الهزات التي أحدثتها الأزمة المالية التي انطلقت شرارتها خلال 2007، قبل أن تتحول إلى أزمات اقتصادية ومالية واجتماعية وسياسية، ما أصبح يفرض، حسب بوسعيد، التفكير في نظام عالمي جديد يتسم بالعدالة والنمو المتكافئ للاقتصاديات العالمية. وأكد أن تحقيق الإقلاع الاقتصادي ضروري بالنسبة إلى بلد مثل المغرب الذي يتعين عليه أن يستجيب لتطلعات الشباب الراغبين في دخول عالم الشغل، والذين يتزايد عددهم كل سنة. واعتبر أن هذا الطموح مشروع بالنظر إلى الإنجازات التي تم تحقيقها منذ خمس عشرة سنة، إضافة إلى الإمكانات والمؤهلات البشرية والجغرافية والتاريخية التي يتوفر عليها المغرب. وأكد أن تحقيق الإقلاع الاقتصادي يعتبر في متناول أيدينا إذا نجحنا في تسريع وتيرة التصنيع الاقتصادي، من خلال بناء محركات جديدة للنمو بالاستثمار في التربية المتجددة والإصلاحات البنيوية ذات التأثير القوي في التنافسية الاقتصادية، والاستفادة من الرأسمال غير المادي الذي يزخر به المغرب والذي يتعين العمل على تثمينه من أجل أن يساهم بشكل فعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشار إلى أن المهن الجديدة بالمغرب مثل صناعات السيارات والطائرات والكهرباء والأوفشورينغ، تؤكد سنة بعد أخرى دورها الرائد في مجال التصدير. وأكد أن المغرب تمكن من خلال مخطط "إمرجانس" من إحداث تحول نوعي على مستوى صادراته، وأنه عازم على مواصلة المضي قدما في هذا التوجه، إذ أن إنشاء صندوق للانبثاق الصناعي بغلاف مالي يصل إلى 20 مليار درهم، سيتم توظيفه في تفعيل مضامين المخطط الصناعي، وذلك في أفق 2020. وحاول كريستيان بواسيو، عن دائرة الاقتصاديين وعضو سلطة الأسواق المالية بفرنسا، البحث عن الأسباب التي تقف وراء الأزمة التي يعرفها العالم، من خلال محاولته الإجابة عن سؤال حول ماهية الأزمة. وأوضح أن الأزمة تتخذ أشكالا وأبعادا متعددة، منها الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي، مشيرا إلى أن الأزمة لا تقتصر فقط على هذه الجوانب، بل إن العالم يعيش أيضا أزمة فكر، إذ أن النظريات الاقتصادية لم تعد قادرة على تفسير وتشخيص وعلاج المشاكل التي يعرفها العالم، كما أن هناك أزمة في التحليل والتوقع لما يمكن أن يحدث، مشيرا إلى أن لا أحد ، قبل شهور خلت، كان يتوقع أن يصل برميل النفط إلى المستوى الذي وصل إليه حاليا، ما أفضى إلى أزمة ثقة في النظام العالمي. وأوضح أن الأزمة الحالية انطلقت مثل أزمة كلاسيكية، قبل أن تتحول إلى أزمة معقدة تستدعي التفكير في إيجاد حلول جديدة واعتماد آليات جديدة لتدبير الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن الأمر يتعلق بتغيير الحكامة وليس النظام، إذ أن النظام الرأسمالي، يظل النظام الأمثل في غياب نظام بديل بفاعلية مماثلة. وتطرق فيليب دو فريسناي، أستاذ جامعي ومستشار، إلى التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم والتحديات التي تطرحها على مستوى السلم العالمي، وما لذلك من انعكاس على الاستقرار الاقتصادي. وأثار جان جاك دونيس، طبيب وبيولوجي ونائب برلماني سابق، المشاكل الصحية التي يعيشها العالم وتدهور الخدمات الصحية بفعل الأزمة وسياسات التقشف التي نهجتها عدد من البلدان إثر الأزمة المالية والاقتصادية التي يعرفها العالم. عبد الواحد كنفاوي

تشخيص أزمة النظام العالمي في منتدى باريس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحسين جودة النمو الاقتصادي رهان دولي

نقابات تندد بالاعتداء على أستاذة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات