المشروع التعليمي الذي كلف استثمارا بقيمة 250 مليون درهم تبنى نظام "التعلم القائم على المشاريع" انخرطت المدرسة الأمريكية بالدار البيضاء في مشروع جديد، يستهدف خلق منظومة تعليمية نوعية تحت اسم "الأكاديمية الأمريكية بالمغرب"، التي يرتقب افتتاحها شهر ماي المقبل في منطقة "كازا غرين تاون" بالعاصمة الاقتصادية، إذ ستتبنى نظاما بيداغوجيا حديثا، سيطبق لأول مرة في إفريقيا من أجل إحداث مدرسة القرن 21، يتعلق الأمر بـ"التعلم القائم على المشاريع".وقال سعيد كحيلة، الرئيس المؤسس للأكاديمية الأمريكية بالمغرب، إن "المشروع الجديد الذي حصل على ترخيص وزارة التربية الوطنية، سيتبنى الإطار البيداغوجي "التعلم القائم على المشاريع"، في جميع مستويات التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، تحت إشراف هيأة إدارية تنفيذية مقرها في "بوسطن" الأمريكية، تضم في عضويتها الخبير التربوي الدولي طوماس بارتليث، إضافة إلى حضوري بصفة رئيس، وعضوية إطار مغربي آخر هو علي غربي".وأضاف كحيلة في لقاء مع صحافيي مجموعة "إيكوميديا"، أنه إلى جانب ترخيص الوزارة، تحظى الأكاديمية الأمريكية بالمغرب بمصادقة واعتراف الهيأة الدبلوماسية الأمريكية، ولجنة شمال وسط للمصادقة والشهادات المدرسية، مشيرا إلى استعانة الأكاديمية بالخبير التربوي فرانك لوكر بصفة مستشار، الذي يعتبر مهندس الإطار البيداغوجي المشار إليه، والذي اعتمد على مجموعة من الدراسات النفسية والسوسيولوجية، في وضع أسس نمط التعلم عبر المشاريع.وبهذا الخصوص، أكد طوماس بارتليث، أهمية نظام التعلم عبر المشاريع في ترسيخ المعرفة في الأذهان، وفسح المجال أمام الابتكار والخلق لدى التلميذ، مستدلا على ذلك بالقول، إن "الإنسان تعلم عبر التاريخ من التجارب وملاحظة الآخرين، ولولا ذلك لما سجل التاريخ الاختراعات المختلفة التي أفادت البشرية وساهمت في تطورها"، موضحا أن المشروع لا يتعلق بخلق مدرسة جديدة وإنما بنمط جديد للتعلم بعيد عن الإطار التقليدي الذي أثبت فشله، والمتمثل في تمرير معرفة مجردة إلى التلميذ المتلقي من معلم في الفصل، دون تفاعل أو إطار جماعي للتعلم.وتحدث الخبير التربوي عن التدرج في تنفيذ نظام "التعلم القائم على المشاريع" حتى يترسخ في المنهج التربوي والبيداغوجي للأكاديمية، موضحا أن المشروع الجديد يركز على التطور وليس الثورة، في إشارة إلى الاختلاف في طرق التعلم والقدرة على الاستيعاب داخل الفصول الدراسية بين التلاميذ، إذ يراعي النظام البيداغوجي هذا المعطى ويحسن التعامل معه، ذلك أن الذكور يتوفرون علميا على خصائص تركيز أقل من الإناث، وبالتالي فإن إحداث مجموعة عمل وقيادات داخل الفصول، ستساعد على تقوية إدراك التلاميذ وقدراتهم على اكتساب المعرفة.وبخصوص التجهيزات، أشار الرئيس المؤسس للأكاديمية الأمريكية بالمغرب، إلى أن المؤسسة التي ستمتد مساحتها على أربعة هكتارات، ستوفر للتلاميذ أحدث منظومة من خلال تقنيات "إي لورنينغ" و"وي في"، وكذا الحواسيب المحمولة وأجهزة التواصل الإلكترونية، بهدف تأهيلهم للتعامل مع آخر المستجدات التكنولوجية، وتيسير تواصلهم مع بعضهم البعض في سياق مشاريع مشتركة للتعلم، موضحا أن النظام التعليمي في الأكاديمية سيحاكي نظيره الأمريكي في ما يخص نوعية الأنشطة المكملة، المرتبطة بالرياضة والفنون والمسرح.وعلى المستوى التجاري، شدد علي غربي، نائب رئيس الأكاديمية الأمريكية بالمغرب، على أن المؤسسة ستعرض أسعارا تنافسية مقابل الانخراط، تتماشى مع القدرات المالية للفئة الاجتماعية التي تتوسط الطبقتين المتوسطة والغنية، مشيرا إلى أنها ستعرض تعليما نوعيا بثلاث لغات رغم التركيز على اللغة الإنجليزية، علما أن ضمانة التعليم في الأكاديمية معززة بنظام مراقبة فجائي ومتجدد كل خمس سنوات من قبل فدرالية المدارس الأمريكية، إلى جانب الاستعانة بأطر تربوية أمريكية، وأخرى مغربية خضعت لتكوين على مدى سنتين، على تنفيذ برامج الإطار البيداغوجي المختار.بدر الدين عتيقي 250 مليون درهم كلفة المشروع بلغت الكلفة الاستثمارية لمشروع الأكاديمية الأمريكية بالمغرب 250 مليون درهم، فيما ستستعين المؤسسة بـ150 عنصرا، يتوزعون بين أساتذة ومؤطرين في مختلف المجالات التربوية، ويرتقب أن تستقبل ألفا و400 تلميذ، علما أنه تم حاليا الانتهاء من 95 % من الأشغال، بينما سيوفر المشروع 250 منصب شغل مباشر و150 غير مباشر خلال الفترة المقبلة، بعد بلوغ مرحلة تشغيلية متقدمة.
250 مليون درهم تبنى نظام “التعلم القائم على المشاريع”
