منصف الساخي معد ومقدم "دوزيم. ماغ" قال إنه يسعى إلى الاختلاف والتجديد يعتبر "دوزيم. ماغ" من البرامج الثقافية التي تبثها القناة الثانية بأسلوب مغاير للبرامج الثقافية التي عادة ما تعتمد شكلا "كلاسيكيا". عن تجربة منصف الساخي، معد ومقدم البرنامج يتحدث لـ"الصباح" في الحوار التالي: يلاحظ أن اللغة الفرنسية تهيمن على برنامجك الثقافي "دوزيم. ماغ"، فما تعليقك على الموضوع؟ على العكس من ذلك، فإن "دوزيم. ماغ" برنامج يقدم بالعربية التي تهيمن أكثر، باستثناء بعض التصريحات لعدد من الفنانين الأجانب أو المغاربة الذين يفضلون الإجابة على أسئلة البرنامج أو الحديث عن أعمالهم بالفرنسية لأنهم يجدون صعوبة في التجاوب بالعربية نظرا لتكوينهم الدراسي أو لإقامتهم في بلاد المهجر.ومن جهتي، أسعى دائما أن تكون اللغة العربية حاضرة بمساحة أكبر في البرنامج، كما أنني أيضا أدعو الفنانين الذين لا يجدون صعوبة في التواصل بها على القيام بذلك، سيما أن الأمر لا يتعلق بالحديث بالعربية الفصحى وإنما بلغة بسيطة. لماذا تحظى عادة البرامج الثقافية باهتمام أقل من طرف المشاهدين المغاربة؟ ليست البرامج الثقافية وحدها التي تحظى باهتمام أقل، وإنما الثقافة بصفة عامة تعتبر مهملة من طرف شريحة واسعة من المغاربة. ويرجع ذلك إلى غياب تربية على الثقافة، إذ المدرسة لا تساعد من خلال برامجها التعليمية على التشجيع على مطالعة الكتب، إلى جانب أن التربية داخل الأسرة لا تولي اهتماما للجانب الثقافي مادام الآباء نادرا ما يفكرون في تسجيل أبنائهم في مكتبات أو مراكز ثقافية أو يزورون رفقتهم معارض للكتب لاقتنائها وتشجيعهم على القراءة.إن قلة الاهتمام بالبرامج الثقافية مرتبط ارتباطا وطيدا بمشكل أزمة ثقافة في حد ذاتها، فأغلب المغاربة لا يطالعون الكتب إلا نادرا، وحتى إن فكر شخص في القيام بذلك في مكان عمومي فإنه يحاط بنظرات غريبة.وانطلاقا من ذلك فإن هذا ينعكس على البرامج الثقافية، وهذا ما أحاول من خلال برنامجي "دوزيم. ماغ" التركيز عليه، إذ أسعى إلى أن أجعل الثقافة مجالا محببا إلى المشاهدين. كيف ذلك؟ أقدم البرنامج الثقافي "دوزيم. ماغ" بأسلوب مختلف، فالثقافة حاضرة فيه، لكن ليس بصيغة مملة ولكن في قالب يجمع بين الاستفادة والمتعة وتنضاف إلى ذلك رؤية إخراجية وتوضيب ملائمان.ومن جهة أخرى، فالمواضيع المتناولة يتم التركيز فيها أكثر على الصور، إلى جانب المضمون الذي نحرص أن يكون جيدا وكذلك فتح المجال أمام الفنانين المرموقين وكذلك الفنانين الذين يضعون خطوات ثابتة في مسارهم.وبشكل عام من خلال البرنامج، أسعى دائما إلى التجديد والاختلاف عن البرامج الثقافية الأخرى. ما الذي يميز برنامجك عن البرامج الثقافية الأخرى؟ تلقيت في البداية اقتراحا لتقديم "دوزيم. ماغ" على طريقة "تولك شو"، إلا أنني فضلت أن يكون البرنامج بعيدا عن الاستوديو، لأن ذلك سيؤثر على مضمونه، وفي المقابل فضلت أن يكون البرنامج أكثر تجاوبا مع الفاعلين في المجال الثقافي، وأن يحقق القرب وأن يختار بعناية المواد الثقافية، تفاديا لعدة مشاكل، من بينها غياب الضيف يوم التصوير والاضطرار إلى استضافة اسم آخر، وأحيانا "تذوز باش ما كان". هل تتولى إعداد "دوزيم. ماغ" بمفردك، أم أن هناك طاقما يساعدك؟ أتولى إعداد "دوزيم ماغ" بتعاون مع صحافية ضمن فريق العمل، الذي يعمل تحت إدارة مخرج . ويبقى اختيار المواضيع أمرا مهما، خاصة أنني لست منشطا، لأنني ذو تكوين صحافي، وأعتبر نفسي قريبا جدا من مجال الربورتاجات والاستجوابات. ما هي نوعية البرامج التي تطمح إلى تقديمها؟ لدي مشاريع عدد من البرامج، وفي إطارها لدي اهتمام كبير بالبرامج الوثائقية، التي أحلم بإخراج برنامج في إطارها. لكن في الوقت الراهن أركز بالدرجة الأولى على "دوزيم.ماغ" في انتظار تجربة جديدة في مجال البرامج الوثائقية. متى كانت بدايتك في الحقل الإعلامي؟ درست بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، وذلك في شعبة السمعي البصري، وخضت عدة تداريب بقناة "ميدي 1" ووكالة المغرب العربي للأنباء وبوابة القناة الثانية، ثم التحقت ببرنامج "أجيال"، الذي قدمت خلاله عدة فقرات منها "السينما" و"أنترنيت"، ثم التحقت بعدها بقسم الأخبار لمدة خمس سنوات، وبعدها جاءت فرصة تقديم برنامج "دوزيم.ماغ".أجرت الحوار: أمينة كندي