طرح الفنان الشعبي حميد السرغيني، أخيرا، ألبومين غنائيين جديدين اختار لهما عنوانين الأول هو "باش جا باش داير" والثاني "العلوة".وسعى السرغيني في ألبوميه الجديدين إلى مخاطبة جمهورين ذي أذواق متباينة، إذ تضمن ألبومه الأول "باش جا باش داير" مجموعة من الأغاني ذا طابع عصري وعاطفي أقرب إلى أسلوب الراي موجهة بالأساس إلى جمهور خاص يعشق مثل هاته الأغاني التي تناقش مشاكل عاطفية واجتماعية يومية.ويتكون الألبوم الأول من مجموعة من الأغاني منها "وليتي تجاوبي في ميساج" و"شفتو وتمنيتو" و"غابو الخوت" و"ياك تزوجتي" إضافة إلى كشكول يتضمن أغاني باللهجة الريفية.أما الألبوم الثاني "العلوة" فظل فيه السرغيني محافظا على عشقه الأصلي للأنماط الغنائية التراثية، التي أعاد تقديم العديد من أشهر قطعها التي تشتمل على "سواكن" شعبية وعيوطا قديمة.وقال حميد السرغيني، في حديث مع "الصباح"، إن فكرة إصدار ألبومين غنائيين دفعة واحدة، تبدو مكلفة بالنسبة إلى أي فنان مغربي خاصة في ظل الظروف الإنتاجية الحالية المحكوم عليها بسيادة ظاهرة القرصنة، والتي أصبحت معها عملية إصدار الألبومات خاسرة تجاريا لكن في المقابل يعلن من خلالها الفنان أنه ما زال مستمرا في المشهد الفني، ومجددا التواصل مع جمهوره.وأضاف السرغيني أنه وجد نفسه في الألبومين معا مدفوعا برغبة عارمة في الانفتاح على أكبر قدر من الجمهور، لذا حاول التوفيق بين النمط العصري العاطفي، والنمط التراثي الشعبي "لحرش" على حد تعبيره.كما كشف الفنان الشعبي المغربي أنه يحضر لجولة فنية بالعديد من المدن الإيطالية، خاصة بعد جولته التي قادته أخيرا إلى العديدة من الدول الأوروبية منها هولندا وبلجيكا وإيطاليا.ويحضر السرغيني مشروع فيلم غنائي كوميدي، كتب قصته وأسند السيناريو والحوار إلى الصحافي عبد الفتاح السليماني، في انتظار الاتفاق بشكل نهائي مع مخرج يتولى تنفيذ العمل.وجدير بالإشارة إلى أن حميد السرغيني سبق له أن أصدر العديد من الألبومات الغنائية انصبت في غالبها إلى الاهتمام بطريقة ساخرة وممسرحة بقضايا عاطفية واجتماعية، كما عرف عنه اشتغاله على التراث الشعبي، وهو الذي نذر نفسه لهذه المهمة منذ بداياته الفنية قبل سنوات، خاصة أن له شغفا شخصيا وأكاديميا بالبحث في أسرار هذا التراث، وسبق له أن أعد أطروحة جامعية في هذا السياق تناول فيها فن عبيدات الرما و"البّاردية" من خلال نماذج لرموز هذا الفن أمثال "ولد الخبشة" و"لكبير الصنهاجي" و"كرتال" وغيرهم. عزيز المجدوب