من يسمع تسريبات خطة تقويم عمل قسم التعمير بمجلس البيضاء، يدرك أن العاصمة الاقتصادية كانت في السابق “قرية حضرية”، خاصة عند معرفة أن مرحلة جديدة ستبدأ، مستهل شتنبر المقبل، سيكون عنوانها "تمدين" البيضاء. لن تكون مهمة فريق عمل التعمير الجديد محصورة في تسريع وتيرة معالجة الملفات المتراكمة في دار الخدمات، بل لا بد من تجاوز مطبات التسيير اليومي، ولعل ذلك ما رسمت معالمه خارطة طريق جديدة تحاول مواكبة عمل الوالي، محمد مهيدية، الذي زاد من سرعة قطار “مدينة بلا صفيح” وضاعف حجم المساحات المتروكة فارغة. كثف فريق العمل الجديد، برئاسة نائب العمدة المكلف بالتعمير، شفيق بنكيران، من وتيرة اجتماعاته المتواصلة في عز العطلة الصيفية، عبر إنشاء خلية عمل متكونة من المدير ورئيس القسم ومستشار خبير ومهندسة بأجندة استقبالات شملت المنعشين و المهندسين، لإطفاء حرائق حالة "بلوكاج" همت أزيد من 90 في المائة من ملفات التعمير المودعة لدى المصالح الإدارية، وما تسببت فيه من وقف أغلب أوراش التعمير بالمدينة، بل والإجهاز على أهم مشاريع القطاع بها. فقد كشفت عملية تقييم أجراها الفريق المذكور شملت الفترة الممتدة بين 1 يناير و 22 يوليوز، أن معدل مدة معالجة ملفات الرخص يتراوح بين أربعة أشهر وخمسة، وأن 632 ملفا تم رفضها، أي بمعدل 100 ملف في الشهر، ما تسبب في خسائر فادحة للمدينة، لذلك وجب القطع مع زمن الملفات العالقة، خاصة تلك التي وصلت إلى ردهات المحاكم. ولن يستقيم السير نحو تمدين البيضاء دون الكف عن سياسة التحكم عن بعد في كواليس التعمير، وفتح المجال أمام انبثاق إرادة اشتغال مشترك بين الجميع، تسعى لحل المشاكل ومعالجة الملفات والرخص واحترام الآجال، وتحسين العلاقة بين المنعشين العقاريين والمهندسين المعماريين، إضافة إلى انخراط الموظفين والتقنيين والمهندسين في فلسفة مرحلة جديدة للمراكمة الإيجابية تطمح إلى التعاون المشترك الجاد وتذليل الصعوبات وتحقيق النتائج، لما فيه مصلحة المدينة ورهانات الاستثمار وتحسين الأداء الاقتصادي الموفر لمناصب الشغل وتنشيط دورة الإنتاج، ناهيك عن تحسين انعكاسات القطاع في بعده الاجتماعي . المهم هو ما سيأتي بعد ترتيب أوراق الشباك الوحيد للتعمير، أي الانكباب على تنزيل التصور الجديد للبيضاء القائم على الاستجابة لمتطلبات رهان التظاهرات القارية والعالمية المنتظرة، بما في ذلك توسيع دائرة الفضاءات الترفيهية العمومية وتحسين حالة تهيئة الشوارع، وتوفير توابعها من خدمات إنارة عمومية ومساحات خضراء. ياسين قُطيب للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma