الفيزا الفرنسية تقتل بأكادير

وفاة مهاجر أضرم النار في جسده احتجاجا على رفض منحه تأشيرة العودة تسبب التعنت المبالغ فيه للمصالح القنصلية الفرنسية في مأساة إنسانية بأكادير، بعدما أعلن أمس (الجمعة) عن وفاة المهاجر المغربي، الذي أضرم النار في نفسه احتجاجا على رفض منحه تأشيرة العودة إلى فرنسا. وأسلم المهاجر المغربي، البالغ من العمر 48 سنة، الروح، بمستشفى مصطفى رياض بعاصمة سوس، بعد أسبوع من المعاناة جراء إصابته بحروق خطيرة بمختلف أعضائه، لا لشيء سوى لأنه أضاع أوراقه الثبوتية بما فيها شهادة الإقامة بالديار الفرنسية. وكان المهاجر، الذي يتحدر من أيت ملول، أضرم النار في جسده احتجاجا على رفض المصالح القنصلية منحه تأشيرة الرجوع إلى فرنسا، بعدما تشدد القائمون عليها في عرقلة حصوله على التأشيرة للعودة إلى عمله، وذلك من خلال المماطلة والتسويف، قبل مواجهته بالرفض النهائي، ما أدخله في موجة غضب كبيرة أنهاها بصب البنزين على جسده وإضرام النار فيه.وأصيب المعني بالأمر بحروق بالغة استدعت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث خضع للعلاج داخل جناح العناية المركزة ، قبل أن يستسلم جسده لمضاعفات حروق خطيرة من الدرجة الثالثة.وكشفت مصادر من القنصلية أن القائمين عليها رفضوا منحه تأشيرة العودة إلى فرنسا بعد فقدانه بطاقة الإقامة في ظروف غامضة، كما شككوا في صدق تبريراته، مبررين، ذلك بالظروف العصيبة التي تمر منها فرنسا بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت مقر صحيفة «شارلي إيبدو» بباريس، وما تلاها من تشدد القنصليات الفرنسية بالمغرب في منح التأشيرات للمهاجرين، وذلك بإضافة شروط تعجيزية .وتحتل قنصلية فرنسا بأكادير الرتبة الأولى على الصعيد الوطني في رفض منح التأشيرة، والرتبة 12 ضمن قائمة التمثيليات القنصلية الفرنسية الأكثر رفضا لمنح تأشيرة السفر إلى فرنسا بمختلف دول العالم، ذلك أن نسبة معدل الرفض بالقنصلية المذكورة يقارب 27.97 بالمائة من مجموع الطلبات المقدمة إليها. وتفيد وثائق وزارة الهجرة الفرنسية أنه بالرغم من التطور الذي عرفته بنيات الاستقبال في القنصليات الفرنسية الست بالمغرب، لايزال ثمة عدد من المعيقات، حسب شهادات مواطنين مغاربة وفرنسيين، الذين يسجلون تباين طرق معالجة الملفات من قنصلية الى أخرى، بالإضافة إلى اختلافها من موظف إلى آخر داخل القنصلية ذاتها.وتكشف الوثائق ذاتها أن تلك المعيقات تشمل ملفات الزواج المختلط، ووضعيات اللاجئين، واستقبال الأحفاد لأجدادهم، والتطبيب في الخارج، وأن المغاربة الحاصلين على تأشيرة السفر إلى فرنسا يحتلون الرتبة الأولى على صعيد دول الاتحاد المغاربي، ذلك أنه من أصل 363 ألفا و181 تأشيرة سفر إلى فرنسا منحتها المصالح القنصلية الفرنسية، حصل المغاربة على 151 ألفا و 909 تأشيرة.ياسين قُطيب

الفيزا الفرنسية تقتل بأكادير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الطبخ... مجال للتشغيل الذاتي

خديجة... مخبزة متنقلة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات