اختارت مجموعة من النساء أن يساهمن في تحمل أعباء المصاريف اليومية لأسرهن، بالبحث عن موارد مالية من بعض الأعمال المنزلية اللواتي ينجزنها مقابل مدخول مالي شبه قار، وغالبا ما يهم إنجاز بعض الأكلات لفائدة عدد من ربات البيوت.واختارت خديجة، ربة بيت تقطن بحي العنق بالدار البيضاء، أن تساهم في ميزانية أسرتها عبر الاعتماد على مشروع صغير يتمثل في تحضير الحلويات والفطائر لمجموعة من العائلات، تقف مجموعة من العوائق أمام رباتها دون تحضيرها، إذ تعمل خديجة على تلبية رغبات زبوناتها، كل حسب رغتبها ورغبة أفراد أسرتها.وأبرزت خديجة في حديث لـ"الصباح"، أن النساء اللواتي تتعامل معهن غالبيتهن موظفات أو عاملات بالقطاع الخاص ولا يملكن الوقت الكافي لتحضير بعض الوجبات لأسرهن، تتوزع بين الحلويات والفطائر وبعض الأكلات التقليدية، منها "الكسكس" و"الرفيسة" و"البسطيلة"، مشيرة إلى أنها تقدم خدماتها مقابل نوعين من طرق الأداء، الأولى تتعلق بأن تقتني ربة البيت كافة مستلزمات الوجبة وتؤدي لها فقط مصاريف اشتغالها، فيما الثانية تتعلق بأن تتكلف بكافة مراحل إنجاز الوجبة، وهي الطريقة الأنسب لها لأنها تتعامل فيها مع بعض الباعة بأثمنة تفضيلية.حالة خديجة تنطبق أيضا على حال مريم، وهي شابة، اختارت بعدما تعذر عليها إيجاد فرصة عمل قارة في إحدى المؤسسات الفندقية أو مطعم بعد تخرجها من مدرسة متخصصة في الطبخ، (اختارت) أن تنشىء لنفسها شبكة من الزبناء تتعامل معهم بشكل مستمر وتضمن من خلالها مدخولا شبه قار، إذ يمكن أن يتراوح مدخولها الصافي بين ألفي درهم و4 آلاف شهريا، ويمكن أن يرتفع في بعض المناسبات مثل رمضان والأعياد، وعندئذ تكون مضطرة إلى الاستعانة ببعض صديقاتها اللواتي يساعدنها في إنجاز طلبات الزبناء.وأبرزت مريم، أنها سلكت هذا الطريق بعدما أغلقت أمامها كافة الأبواب في البحث عن عمل قار، وهو ما دفعها إلى اعتماد هذه الفكرة التي قالت إنها تمكنت عبرها من خلق جسر للتواصل مع عدد من الأشخاص الذين يثنون على منتوجاتها، كما يساهمون في جلب زبناء جدد يتعرفون على ما تقدم، كما أنها باتت دائمة البحث عن كل جديد في مجال صناعة الحلويات.ياسين الريخ