كواليس إقصاء مرير للأولمبيين

إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن وتصوير: عبد الحق خليفة (موفد الصباح إلى فرنسا) توقفت مغامرة المنتخب الأولمبي عند محطة نصف النهائي في منافسات الألعاب الأولمبية بباريس 2024، بعد خسارته أمام نظيره الإسباني بهدفين لواحد، أول أمس (الاثنين)، بملعب فيلدروم في مارسيليا، لينافس المنتخب المصري، غدا (الخميس)، بملعب لابوجواز في نانت، للحسم في الفائز بالميدالية البرونزية. وخلافا لكل التوقعات، ظهر المنتخب الأولمبي بمستوى مغاير بخلاف المباريات الأربع السابقة، بعدما فشل في الدخول في أجواء مباراة إسبانيا مبكرا، بعدما فقد السيطرة على وسط الميدان والاستحواذ على الكرة، كما عجز عن فرض الضغط العالي، إضافة إلى ارتكابه مجموعة من الأخطاء الدفاعية، دون أن تكون هناك تغييرات في التوقيت المناسب. عدم الدخول في أجواء المباراة لم يستطع المنتخب الأولمبي الدخول في أجواء مباراة إسبانيا، بالنظر إلى الضغط الذي فرضه المنافس منذ انطلاق المباراة، ما أرغم العناصر الوطنية على ارتكاب مجموعة من الأخطاء في التمرير والتمركز، ليتحكم بذلك المنتخب الإسباني في زمام الشوط الأول في 20 دقيقة الأولى، قبل أن يستجمع المنتخب الأولمبي قواه بشكل تدريجي، ويتمكن من تسجيل هدف السبق من ضربة جزاء عن طريق هداف الأولمبياد بستة أهداف، سفيان رحيمي. وبينما شكل عامل الاستحواذ على الكرة والضغط العالي مصدر قوة المنتخب الأولمبي في المباريات الأربع السابقة، إلا أنه تخلى عن الأسلوب نفسه، نسبيا، بسبب قوة المنافس، الذي يجيد الأسلوب نفسه، وتراجع المخزون البدني لعدد من لاعبي المنتخب الوطني، خصوصا في الشوط الثاني. ولعب الحارس منير المحمدي دورا كبيرا في إنهاء المنتخب الأولمبي الشوط الأول متقدما بهدف لصفر، بعدما تصدى لتسديدتين قويتين للمهاجم فيرمين لوبيز. فراغ في الدفاع ارتكب المنتخب الوطني أخطاء قاتلة في الشوط الثاني سمحت للمنتخب الإسباني بتعديل النتيجة بواسطة لاعبه فيرمين لوبيز في الدقيقة 66، قبل أن يضيف زميله خوانخلو سانشيز الهدف الثاني، قبل نهاية المباراة بست دقائق. وساهم سوء تموضع مدافعي الأولمبي المغربي وتراجع مخزونهم البدني في الخسارة أمام إسبانيا، إذ بدا واضحا عدم قدرة لاعبي خطي الهجوم والوسط على الرجوع بسرعة إلى الوراء لتحصين الدفاع ومساعدة المدافعين، الذين عانوا الأمرين أمام الهجومات المتتالية للمنتخب الإسباني. وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع انتفاضة المنتخب الأولمبي في الشوط الثاني وإضافة الهدف الثاني، والذي كان قريبا بواسطة أمير ريتشاردسون وعبد الصمد الزلزولي وإلياس بنصغير، لكن العكس هو الذي حصل، إذ تراجع الأداء البدني لزملاء العميد أشرف حكيمي بشكل واضح، في الوقت الذي تأخر فيه طارق السكتيوي في إجراء التغييرات. تغييرات متأخرة استغل المنتخب الإسباني فراغا واضحا في دفاع نظيره المغربي في نصف ساعة الأخيرة، وكثفوا من ضغطهم أكثر على الحارس منير المحمدي، قبل أن يتمكنوا من تسجيل هدفين متتاليين. وانتظر المدرب طارق السكتيوي الهدف الثاني لمنتخب إسبانيا في الدقيقة 86 ليجري أو لتغيير بإخراج المدافع مهدي بوكامير واستبداله بالمهاجم مهدي موهوب، دون جدوى. ووفقا لآراء عدد من المحللين، فإن السكتيوي تأخر في إجراء التغييرات في التوقيت المناسب، إذ كان عليه إخراج بعض اللاعبين، مثل عبد الصمد الزلزولي وإلياس بنصغير، بعدما بدا العياء واضحا عليهما، مقابل تعويضهما بآخرين لديهما الطراوة البدنية الكافية، التي تساعدهما على الرجوع إلى الوراء لمساعدة المدافعين، خصوصا الجهة اليسرى، التي جاء منها هدفا منتخب إسبانيا. ورغم وقوع المنتخب الأولمبي في بعض الأخطاء المؤثرة، إلا أنه كان قريبا من التسجيل في عدة مناسبات، ونجح في التحكم في بعض لحظات المباراة، كما أن تأثير غياب بلال الخنوس بدا واضحا، في الوقت الذي كان على المدرب السكتيوي أن يشرك بدله ياسين كيشطا أو بنيامين بوشواري، طالما أن إلياس بنصغير غير متعود على لعب دور صانع ألعاب. السكتيوي: حسرتي شديدة عبر طارق السكتيوي، مدرب المنتخب الأولمبي، عن حسرته الشديدة بعد الهزيمة أمام إسبانيا بهدفين لواحد، أول أمس (الاثنين)، في نصف النهائي، ليتبخر حلم المنافسة على ذهبية أولمبياد باريس. وقال السكتيوي في تصريحات صحافية في أعقاب المباراة، إن سبب الإقصاء راجع إلى ارتكاب بعض الأخطاء أمام إسبانيا في الشوط الأول، وتابع "لم نلعب بشكل جيد، وبدا التسرع واضحا على لاعبينا". وأضاف مدرب المنتخب الأولمبي أنه طلب من اللاعبين التركيز والهدوء بين الشوطين، بما أنه كان يعلم أن منتخب إسبانيا سيحاول الضغط أكثر من أجل تعديل النتيجة، مشيرا إلى أن الهدف الذي تلقاه المنتخب الأولمبي جاء نتيجة سهو في توقيت قاتل، وزاد "لم يسمح لنا هذا التوقيت بلعب جميع أوراقنا الهجومية من أجل تعديل النتيجة، رغم محاولاتنا المتكررة". وأكد السكتيوي أن المنتخب الأولمبي سيلعب الكل للكل من أجل الفوز بالميدالية البرونزية، حين يواجه نظيره المصري، غدا (الخميس)، لتحديد المركز الثالث. البحث عن البرونزية يواجه المنتخب الوطني الأولمبي نظيره المصري، غدا (الخميس)، بملعب لابوجوار بنانت، انطلاقا من الرابعة، لحساب مباراة ترتيب الألعاب الأولمبية، التي تحتضنها باريس إلى غاية الأحد المقبل. ويملك الأشبال فرصة ثانية للصعود إلى منصة التتويج، والمنافسة على نيل الميدالية البرونزية، بعد أن ضيعوا فرصة اللعب على الذهبية بالهزيمة أمام إسبانيا، أول أمس (الاثنين)، غير أنها لن تكون سهلة، أمام منتخب يتوق أيضا ليكون أول منتخب عربي ينال ميدالية أولمبية في رياضة جماعية وكرة القدم تحديدا، التي تحظى بشعبية كبيرة، على الصعيد العالمي. ويملك المنتخبان المغربي والمصري الكثير من الشغف، لجعل هذه المباراة بمثابة عرس كروي إفريقي عربي بامتياز، بعد آخر مواجهة بينهما صيف السنة الماضية، المنتهية بتتويج المنتخب الأولمبي المغربي باللقب الإفريقي لمنتخبات أقل من 23 سنة، غير أن هذه المرة ستكون المباراة بطعم البرونز الأولمبي. ومن المنتظر أن تكون المباراة قوية بين المنتخبين، بحكم التنافسية القوية التي تجمعهما في جميع الفئات، سيما أن كلا منهما يرغب في الخروج بميدالية، بعد أن ضيعا حلم التتويج باللقب. الركراكـي فـي قلـب العاصفـة انتقده الجمهور بسبب تدخله في شؤون السكتيوي وحملوه مسؤولية الهزيمة أمام إسبانيا تعرض وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني، لحملة كبيرة من قبل الجماهير المغربية، بسبب تدخله في شؤون المنتخب الوطني الأولمبي، خلال المباراة التي جمعته بنظيره الإسباني، أول أمس (الاثنين)، لحساب نصف نهائي أولمبياد باريس. وتناقل عشاق وجمهور الكرة المغربية صورا للركراكي رفقة بعض اللاعبين، داخل الرواق المؤدي إلى مستودع ملابس المنتخب الأولمبي بملعب "فيلودروم" بمارسيليا، بين شوطي مباراة إسبانيا، وحملوه مسؤولية الهزيمة بهدفين لواحد، بعد أن كان متقدما في الجولة الأولى بهدف سفيان رحيمي من ضربة جزاء. وانتقد الجمهور المغربي تدخل الركراكي السافر في شؤون المنتخب الأولمبي، الشيء الذي لم تعرفه باقي المنتخبات المشاركة، إذ لم يلاحظ وجود لويس دي لافوينتي رفقة المنتخب الإسباني، وديدي ديشان رفقة المنتخب الفرنسي، ولا حسام حسن مع المنتخب الأولمبي المصري، خلال مباراتي نصف النهاية. ويرى الجمهور المغربي أن تصرفات الركراكي لا تخلو من احتقار لزميله طارق السكتيوي، وتؤكد عدم ثقته فيه، وأن الخطة التي لعب بها المنتخب في مباراة إسبانيا، هي خطة الركراكي، بحكم تراجع المنتخب الأولمبي إلى الوراء، بعد تسجيل الهدف الأول، في الوقت الذي يعتمد السكتيوي على الهجوم. وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والكثير من البرامج الرياضية في القنوات والإذاعات الخاصة، بتحمل الركراكي مسؤولية الهزيمة، لأنه لو فاز المنتخب الأولمبي، سينسب لنفسه الفوز، بحكم أنه ظهر في الكثير من الصور يوجه تعليماته للاعبين. وتسببت الصور المذكورة في اتهام طارق السكتيوي بضعف الشخصية، بالنظر إلى التدخل الواضح للركراكي في شؤونه، الشيء الذي لم يقبله سلفه عصام الشرعي، ودفع مدرب المنتخب الوطني إلى التخلص منه بطريقة أثارت الكثير من الجدل، بعد اتهامه بأنه لا يتواصل معه. ودعا الجمهور المغربي الركراكي إلى وضع رجليه في الأرض، واحترام زملائه في المهنة، حتى وإن كان المسؤول المباشر عنهم، بالنظر إلى مسؤوليته عن المنتخبين الأول والأولمبي، والاهتمام بالاستحقاقات المقبلة للأسود والتحضير لها. مدرب إسبانيا: منتخب المغرب كان رائعا أثنى سانتياغو دينيا، مدرب منتخب إسبانيا لأقل من 23 سنة، على أداء المنتخب الأولمبي ومدربه طارق السكتيوي في أعقاب المباراة التي جمعت المنتخبين، أول أمس (الاثنين)، لحساب نصف نهائي أولمبياد باريس 2024. وقال دينيا إن المدرب السكتيوي قام بعمل كبير مع منتخب المغرب ويستحق التنويه والتقدير، قبل يضيف في تصريح لصحيفة "ماركا"، "لقد وصل المغرب إلى نصف النهائي، لأنه يقوم بعمله بشكل جيد. قدم منتخب المغرب مرحلة مجموعات رائعة وفازوا برباعية على منتخب أمريكا. لديهم لاعبون جيدون، وينبغي تهنئة مدربهم، لأنه قام بعمل استثنائي".

كواليس إقصاء مرير للأولمبيين

تغييرات متأخرة وأخطاء دفاعية أثرت على المنتخب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رحيمي يدخل سباق الكرة الذهبية الإماراتية

تفحم‭ ‬خمسيني‭ ‬في‭ ‬حريق‭ ‬بطنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات