الضحية عجز عن مغادرة منزله لحظة اندلاع النيران استيقظ سكان حي "بني توزين" بطنجة، فجر الأحد الماضي، على وقع فاجعة مؤلمة راح ضحيتها أحد سكان الحي، الذي لقي حتفه جراء حريق مهول اندلع داخل منزله، التهم جثته بالكامل وخلق حالة من الهلع والخوف في صفوف السكان. وحول تفاصيل الفاجعة، أفاد عدد من سكان الحي، التابع لمقاطعة بني مكادة، أن الهالك، البالغ من العمر 55 سنة، قضى نحبه وسط الحريق بعدما تعرض للاختناق بفعل كثافة الدخان وعجزه عن مغادرة المنزل، الذي كان يعيش به بمفرده، موضحين أنهم انتبهوا إلى الحادث بعدما عمت رائحة الحريق جوانب الحي، وظهرت ألسنة النيران وسحب الدخان تخرج بكثافة من نوافذ المنزل، إذ رغم كل المحاولات الرامية لإنقاذ المسن من الهلاك، وجد عدد من شباب حي صعوبة بالغة في إخماد النيران وفشلوا في الدخول إلى داخل المنزل، ليتم إخطار السلطات المحلية بالمنطقة، وكذا مصالح الوقاية المدنية، التي حضرت عناصرها لمكان الحادث، وتمكنت من السيطرة على الحريق واقتحام المنزل المنكوب، لتعثر بداخله على جثة الضحية متفحمة بالكامل. وعملت عناصر الوقاية المدنية على وضع جثة الهالكة المتفحمة في كيس بلاستيكي أسود، ونقلتها إلى مستودع الأموات الجماعي بالمدينة، بناء على تعليمات الوكيل العام للملك، الذي أمر بإجراء تشخيص جنائي على جثة الضحية، قبل استيفاء الإجراء القانونية الخاصة بالتسليم والدفن، وإعداد تقرير طبي مفصل حول أسباب الوفاة، فيما باشرت المصالح الأمنية تحقيقاتها لمعرفة ظروف وملابسات وقوع هذا الحريق، الذي مازالت ظروف نشوبه مجهولة. وتشير المعطيات المتوفرة لدى المصالح الأمنية، إلى أن أسباب الحادث يمكن أن تكون بسبب قنينة غاز صغيرة أو شمعة تركها الهالك مشتعلة قبل خلوده إلى النوم، ما أدى إلى نشوب الحريق واندلاعه في المواد القابلة للاشتعال، خاصة أن الحريق تزامن مع الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة بالأقاليم الشمالية، وهو احتمال يعيد للأذهان الحريق المرعب الذي أنهى حياة ثلاثة أشخاص بحومة الحداد بطنجة في الأسابيع الماضية. المختار الرمشي (طنجة)