لم تتوقف الحملة المعادية للمغرب من قبل الجارة الشرقية، ليس فقط من قبل الصحافة، التي تحولت إلى ميلشيات عسكرية لتنفيذ هجمات بأباطيل وأكاذيب عفا عنها الزمن، بل حتى من القادة في حكومة البلد الشقيق. اتخذت الجزائر قرار إغلاق الحدود، دون أن يواكبه قرار إغلاق الأفواه، بل تحول المغرب إلى أهم موضوع في البلد الشرقي المجاور، يتمنون هزيمتنا في كرة القدم مع أي فريق نلعب ضده، وينتظرون النتائج فتأتي عليهم كارثية وعكس توقعاتهم، ليوجهوا سهامهم من جديد صوب الجامعة والمخزن و"لقدجع"، هكذا ينطقون اسم رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم. ينسحب رياضيوهم أمام أبطالنا، مباشرة بعد رؤية الخريطة المغربية، التي أصبحت معادلة صعبة الحل بالنسبة إليهم، إذ ركبوها محاولين النيل من سيادة البلد فحولتهم إلى هزائم متتالية، يبكون وراءها ويقتفون أثرها في المحاكم الرياضية، علهم ينتزعون انتصارا "دونكيشوتيا"، إلا أن محاولاتهم تندحر مثل جهودهم في الإساءة إلى المملكة. يدعون أنهم مع فلسطين والواقع أنهم يزيدون من معاناة الشعب الأعزل، فالعصر الحديث، لا يقوم على الشعارات الجوفاء والنضال الأخرس، الذي لا يزيد إلا في تعميق الجراح، بل يقوم على المبادرات البناءة الدافعة للسلم والمبعدة لكل نعرات الاستفزاز، التي لا يؤدي ثمنها إلا الفلسطينيون أنفسهم. ورغم كل تلك التمثيلية في عداء إسرائل، فقد دخل بطل الجزائر في "الجيدو" ليصارع رياضيا إسرائيليا، وتم إبعاده بسبب الزيادة في الوزن، لكن أبواق الجزائر لم تأخذ بقرار المنظمين والجامعة الدولية للرياضة المعنية، بل ركبت موجة من المغالطات، مدعية أنه انسحاب بذكاء لعدم مواجهة إسرائيلي. فلو صحت هذه الادعاءات لانسحبت الجزائر من الألعاب الأولمبية كلها لأنها تعترف بإسرائيل، وتحسبها دولة في منافساتها. آخر الصفعات التي تلقاها "كابرانات" الجزائر، وأدخلتهم في هرطقة، تلك التي جاءت من فرنسا لمناسبة عيد العرش المجيد، إذ لم يستسيغوا الاعتراف الفرنسي بالوحدة الترابية للمملكة، وشرعوا أفواههم من جديد ينتقدون فرنسا ويهددون، بل يسحبون سفيرهم، وكأن فرنسا اعترفت للمغرب بنفوذه على الصحراء الشرقية، في إطار استكمال الحدود الحقة. في الوقت الذي تبحث فيه الدول ومنها المغرب، عن علاقات متينة وصداقات تنجز شراكات اقتصادية وثقافية واجتماعية، وتعود بالنفع على المواطنين، مازالت الجزائر مصرة على أن تحصر مصير بلدها في موضوع، طالما ادعى مسؤولوها ظاهريا ألا علاقة لهم به، وأنه شأن دولي مطروح على الأمم المتحدة. إن أحسن شيء تم إلى حدود اليوم، هو أن الجزائر خرجت من جحرها، وأعلنت أن قضية الصحراء المغربية قضيتها وليست قضية بضعة محتجزين في تندوف تحرسهم عصابة مسلحة. المصطفى صفر للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma