عروض مغرية وتجارب سياحية جديدة تجذب المغاربة أصبح جزء مهم من المغاربة يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية في الخارج، لأسباب مختلفة، فبالإضافة إلى الغلاء الذي يواجهونه في المدن المغربية، هناك أسباب أخرى تدفعهم إلى زيارة دول أوربا على وجه التحديد. وصارت شريحة من المغاربة، خاصة الطبقتين المتوسطة والغنية تفضلان الوجهات الخارجية لأسباب مختلفة، سيما إسبانيا وفرنسا وإيطاليا على المستوى الأوربي، وهناك جزء آخر يسافر لوجهات أخرى مثل تركيا ومصر ودبي. وحسب استطلاع للرأي، صدر عن مؤسسة "سونيرجيا" في الأسابيع الأخيرة، حلت الدول الأوربية على رأس الوجهات الخارجية التي يقصدها المغاربة، الذين يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية خارج المملكة. وتأتي إسبانيا في صدارة قائمة الوجهات الخارجية، بنسبة تصل إلى 29 في المائة، تليها فرنسا بنسبة 27 في المائة، ثم إيطاليا بنسبة 17، وجاءت تركيا في الصف الرابع، من بين الدول التي يقصدها المغاربة في الصيف بنسبة 15 في المائة، بينما تأتي مصر على رأس قائمة الدول الإفريقية بنسبة 3 في المائة. وأصبح عدد من المغاربة يهربون إلى الخارج بسبب الأسعار التي أصبحت مشابهة لما هو في الخارج، سواء تعلق الأمر بأسعار الفنادق أو المطاعم أو الأنشطة الترفيهية، ما يجعلهم يفضلون زيارة أماكن جديدة، وخوض تجارب سياحية فريدة. وأدى تدفق السياح في السنوات الأخيرة على المدن المغربية إلى ارتفاع الأسعار، إذ أن المغاربة لم يعودوا قادرين على مجاراة القدرة الشرائية للسياح الأجانب أو مغاربة العالم، علما أن المغرب لا يتوفر على مدن للسياحة الداخلية. وفي الوقت الذي يبحث فيه السياح عن نوعية معينة من السياحة، من قبيل الشمس الدافئة وشواطئ ركوب الأمواج وزيارة المدن العتيقة، فإن المغاربة غير مهتمين بهذه النوعية من الأنشطة، على اعتبار أن جلهم يفضلون قضاء العطلة في المدن الساحلية، الأمر الذي يجعل مدن الشمال تعرف اكتظاظا كبيرا، وبالتالي وجود نقص كبير في جودة الخدمات. وتركز مختلف الوحدات السياحية على الزوار الأجانب، بينما تهمل السياحة الداخلية، نتيجة أن السائح المغربي، خاصة المنتمي إلى الطبقة المتوسطة والفقيرة لا يتوفر على قدرة شرائية تضاهي قدرة الأجانب، ما يجعله على هامش أولويات الوحدات الفندقية. ويفضل المغاربة أيضا زيارة الدول الأوربية من أجل اكتشاف عالم جديد مختلف عن محيطهم الذي نشؤوا فيه، كما أن الكثير يفضلون هذه الدول من أجل التسوق في المتاجر الكبرى، التي توفر أسعارا أقل مقارنة بالمغرب. عصام الناصيري