فضيحة … “الشيوخ” يستولون على اعتمادات الأولمبياد

وجد صحافيون شبابا أنفسهم محرومين من تغطية منافسات الألعاب الأولمبية بباريس 2024، مع سبق إصرار وترصد من قبل أولئك الذين أعلنوا علنا، مرارا وتكرارا، أنهم مع الرقي بالاعلام الوطني وتخليقه وحمايته من الشوائب، وإذا بهم يقعون في المحظور تشبتا وإيمانا بالمقولة الشهيرة “أنا ومن بعدي الطوفان”.
مناسبة الكلام، أن عددا من الصحافيين، وبينهم للأسف رؤساء جمعيات، ممن يعتبرون أنفسهم “روادا” كل في مجال تخصصه، استولوا على اعتمادات الألعاب الأولمبية، تهافتا على تغطية هذا الحدث الرياضي البارز، الذي تستضيفه باريس في الفترة الممتدة ما بين 26 يوليوز و11 غشت الجاري، دون أدنى اعتبار وإنصاف لمن يستحق فعلا أن يكون حاضرا ضمن الوفد الإعلامي، الذي ترعاه وتؤطره، ماليا ولوجستيكيا اللجنة الأولمبية ووزارة الثقافة والشباب والرياضة.
قد يقول قائل إنه من حق أي صحافي تغطية حدث رياضي يراه الأنسب بالنسبة إليه، بغض النظر عن سنه وقدرته على مواكبة منافسة تتطلب لياقة بدنية عالية، لكن أين كان هؤلاء، حين خاطر 140 صحافيا وصحافية بأنفسهم في الادغال الإفريقية، بأمراضها الفتاكة، التي تسللت إلى أجساد زملاء كان همهم الوحيد مواكبة المنتخب الوطني في بطولة كأس إفريقيا بكوت ديفوار بكل تفاصيلها المؤلمة حتى.
ما فعله هؤلاء بإقصاء صحافيين عزل يدخل في خانة الفضائح التي يعيشها الإعلام الرياضي بين حين وآخر، رغم كل المساعي التي تبذلها الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لقطع الطريق على الانتهازيين والوصوليين، ممن يتبجحون وراء الشعارات الرنانة استرزاقا واستجداء ليس إلا.
ويبدو أن تخليق مهنة صاحبة الجلالة وتأمين جودة منتوجها لا ينبغي أن يقتصر على محاربة منتحلي الصفة وأشباه الصحافيين، بقدر ما يتعين إماطة اللثام عن الهشاشة الفكرية التي يعانيها ممن يسمون أنفسهم تجاوزا “روادا” وكتاب أعمدة ومحللين بارزين، والحال أنهم متخصصون في التسابق على سفريات، مدفوعة الأجر، والتنظير الفارغ واللعب بعبارات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع.
لهذا من حق الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين أن تتصدى بكل حزم لكل ما من شأنه المس بمصداقية ونزاهة الإعلام وحمايته من المفسدين والوصوليبن الذين يتخذون من مناصبهم مطية لاغراض شخصية مقينة. ولله في خلقه شؤون.